"لا ترتخ أيديكم، لأن لعملكم أجراً" (2أخ15: 7)
+ النصيحة الإلهية المقدمة لنا اليوم هي: الجدية، وعدم الرخاوة في العمل. والجهاد الروحي المستميت من أجل ربح الملكوت.
والإنسان الجاد، ناجح في كل المجالات، وتعطيه الجدية حرارة ونشاط وقوة في العمل العادي والروحي.
+ وهو حازم مع نفسه، لا يؤجل، ولا يترك الأمور معطلة، ولا يلهو وقت الجد، ولا يتهاون في المسئولية، ولا يرتكن إلى الحجج والأعذار، أو يتمسك بالرأي الخاطيء والعناد (الصرامة) بحماقة وبكبرياء يغضب الله.
+ بل الإنسان الجاد متواضع (ولكنه حازم)، ويسند الضعفاء، ويُعلم الجهلاء، يُصلح ولا يجرح، يقود لا ينقاد، يكسب لا يخسر. يسهل المصالح ولا يعقدها، وينصف ولا يظلم، ويشجع لا يحطم، ويساعد الكل بحب وبذل.
+ وعلى الوالدين والمسئولين الروحيين ضرورة تدريب الأبناء على الجدية وحمل الصليب منذ الصغر (كما كانت عليه الحال في الكنيسة الأولى). والإبتعاد عن تدليلهم (الدلع)، وربطهم بالكنيسة وبتعاليمها بجدية، وأن يعطي الوالدين القدوة للأبناء في كل شيء.
+ والجدية تتطلب الإبتعاد عن الكسل "شهوة الكسل تقتل" (أم21: 25)، "أنظر النملة أيها الكسلان" (أم6: 6).
والكسل يلد أبناء كثيرين، كالتهاون والتردد والسلبية والتأجيل والهروب من المسئولية والإنطواء والسخرية من الناجحين والتحقيير من أعمال الغير التي للخير ..... إلخ.
+ وضرر التهاون عظيم (هلاك أصهار لوط، لأنهم كانوا يمزحون من كلامه، كذلك تهاون الناس أيام نوح حتى أغرقهم الله بالطوفان).
+ والجدية تعني أيضاً عدم الإستهتار بالخطايا الصغيرة، "الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم" (نش2: 15).
+ والجدية تقود إلى التوبة والتمسك بها. "لم تجاهدوا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4).
+ والخدمة تحتاج إلى الجدية "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (إر48: 10). وهو أمر هام للخدام.
+ وعلينا تقليد المسيح في الجدية من أجل تحقيق الهدف (لو9: 51).
فقد احتمل آلام الصليب، من أجل فداء البشر من الخطية الوراثية فهل نقتدي به؟!
+ ومقاومة عدو الخير (الشيطان) تحتاج إلى الجدية "قاوموا ابليس فيهرب منكم" (يع4: 7) وهي نصيحة عملية لنا جميعاً.
+ وينبغي أن يكون هناك جدية عند اتخاذ القرارات المصيرية، بعد سؤال أهل العلم، والدين (الأباء والمرشدين الروحيين)، وبعد الفحص والبحث والتدقيق، حتى لا يندم المرء نتيجة الإستعجال وعدم أخذ رأي الحكماء والعارفين ببواطن الأمور.
و+ يجب أن تكون الجدية في الوعود والعهود (الإنسان عند كلمته) في كل الأحوال.
+ والجدية في الإلتزام بالقداسة. المحافظة على الصلوات وقراءات الكتاب والأصوام والإجتماعات الروحية وحضور الكنيسة للقداسات والتناول من الأسرار، مع عدم التهاون في عفة القلب واللسان واليد، كما فعل الشهداء والقديسين والمعترفين وكل المجاهدين إلى النفس الأخير.
فهل نكون جادين مثلهم؟!!!!! ليتنا نفعل.