منتدى المسيحيين العرب
|
|
| موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:16 am | |
| البابا القديس اثناسيوس الرسولي حامي الايمان البابا العشروننشأة القديسالمدينة الأصلية له:الأسكندرية الاسم قبل البطريركية:أثناسيوس الميلاد:296 م - الإسكندرية - من والدين وثنيين تاريخ التقدمة:8 بشنس 44 للشهداء - 5 مايو 328 للميلاد تاريخ النياحة:7 بشنس 98 ش (90؟) - 373 ميلادية مدة الإقامة على الكرسي:45 سنة (46 و15 يوم؟) مدة خلو الكرسي:13 يوما محل إقامة البطريرك:المرقسية ثم الدومينيكوم الديونيسي ثم المعبد القيصري ثم الدومينيكوم الديونيسي محل الدفن:كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون:قسطنطين الكبير - يوليانوس - جوفيانوس - فالنسولد القديس أثناسيوس بصعيد مصر حوالى عام 276 م ولم يذكر المؤرخين اسمى والديه ولكنها كانا مسيحيين تقيين عاشا بالصعيد بالقرب من أخميم وكان يتعلم فى صباة صنعة كأهل ذلك الزمان وعادة أهل مصر وربما كانت هذه الصنعة هى البناء , ثم رحلت الأسرة إلى الإسكندرية وأستقرا هناك وكانت الأسكندرية مدينة وثنية فى ذلك الوقت وتربى فى هذه المدينة طبقاً للإشارة التى وردت فى رسالة للأمبراطور قسطينوس فيكتور سنة 345 م للقديس أثناسيوس وهو فى منفاة يأمره بالعودة إلى اٌسكندرية وطنهالبابا الكسندروس والطفل أثناسيوس بينما كان الطفل أثناسيوس يلعب مع الأطفال وهم يمثلون تمثيلية العماد وكان أثناسيوس يقوم بدور البطريرك ، فلما وجده البابا هكذا بكل نبوغ وورع وحب لما يفعله قال لهم : " صدقونى يا أولادى أن كل منكم سينال الدرجة الكهنوتيه التى ظهر بها فى هذه التمثيلية " حينئذ سر البابا الكسندروس بالطفل وطلب من والدته أن تلحقه بالمدرسة الاكليريكية التابعة للبطريركية . فترة شبابه خلال الفترة التى قضاها بالمدرسة الاكليريكية تثقف بالعلوم واللاهوتيات والعقيدة المسيحية ولاسيما وجوده بجوار البابا الكسندروس ، ثم فشلت والدته فى أقناعه بفكرة الزواج ، وشب الخوف فى قلبها بأن يتركها ويتوجه للصحراء فلا تعرف طريقه . فقررت أن تتوجه وتعرض الأمر على البابا ، هذا الذى حدثها عن المسيحية وعظمتها . بعدها أستقر بها الأمر أن تترك أثناسيوس مع البابا الكسندروس بعد أن طلبه تلميذاً خاصاً له .أكمل أثناسيوس علومه الدينيه واللاهوتيه وتتلمذ عى يد كبار اللاهوتيين فى ذلك الوقت مثل " إكليمنضس وأوريجانوس " ودرس علم المنطق والخطابة والفلسفة اليوناني ة والقانون الرومانى . . . الخأثناسيوس والقديس أنطونيوستوجه أثناسيوس الى الصحراء بعد أستأذانه من قداسة البابا ، وتوجه الى القديس انطونيوس فى البرية ومكث معه حوالى ثلاث سنوات وخلال هذه الفتره أخذه القديس انطونيوس تلميذاً له فكان أثناسيوس متواضعاً محباً لمعلمه فكان يغسل يديه ورجليه كل يوم .وفى خلال هذه الفتره كتب أثناسيوس كتابين أولهما " بطلان الأوثان " والثانى عن " وحدانية الله " وقد تجلت فى هذين الكتابين مواهب أثناسيوس العجيبة . الشماس أثناسيوس
عاد أثناسيوس الى الدار البطريركية ففرح به البابا الكسندروس وأعجب بكتاباته ثم رسمه شماساً خاصاً له .
وكانت هذه الرتبة وسيلة لفيض النعمة الإلهية داخله أكثر فأكثر . فكان بحق كما تقول الديسقولية " عين الأسقف وأذنيه ، ويده ولسانه ، وقلبه النابض " ، ونجح نجاحاً عظيماً فى مساعدة البطريرك فى إدارة شئون البطريركية وتنظيم أعمالها .
[size=25]ألقس أثناسيوس ومجمع نيقية
وضع البابا يده على أثناسيوس تمهيداً لرسامته قساً فى صباح الغد ، وذلك بعد أن أعترض المجمع على وجود شماس بين البطاركة والأساقفة الذين بلغوا 318 أسقفا من أعظم الشخصيات الاهوتيه
رسامة البابا أثناسيوس
سنة 326م أحس البابا الكسندروس بدنوا أيامه [center]فجمع الأساقفة والمطارنة وطلب إليهم أن يقيموا أثناسيوس خلفاً له لغيرته المقدسة ودفاعه عن الايمان الصحيح فى مجمع نيقية . فعلم الأب أثناسيوس بذلك فهرب وتوجه الى الصحراء ، ثم إنتقل البابا الكسندروس فتوجه الاكليروس والشعب الى الأنبا أنطونيوس فى البرية لكى يبحثوا عن أثناسيوس ولكنهم وجده مع الأنبا أنطونيوس . فأقتادوه إلى الاسكندرية وساروا به رأساً الى الكنيسة المرقسية فدخلوا وأغلقوا الأبواب وقال للأساقفة : " لن تخرجوا من هنا حتى تضعوا عليه اليد " فأشترك جميع الأساقفة وكان عددهم 50 أسقفاً . سنة 326م فى شهر بشنس سنة 43 شهداء .
نياحة القديس البابا أثناسيوس
عندما شعر البابا بقرب أيامه
أوصى بتعيين الأب بطرس خلفاً له ، ثم أسلم الروح فى 7 بشنس سنة 89 شهداء الموافق 4 مايو سنة 373م . عن عمر 77 عاماً قضى منها 47 بطريركاً ، كما عاصر خلال هذا العمر 16 إمبراطوراً ، ودفن فى مقبرة البطاركة فى دير المغارة بالاسكندرية ، ثم تنقل الجسد عدة مرات الى أن أستقر حالياً بروما . وقد أحضر قداسة البابا شنوده الثالث رفات من جسدة وهو موجودة الأن أسفل الكاتدرئية المرقسية الكبرة بالأنبا رويس بالعباسية[size=21] . [/size]
[/center] [/size]
| |
| | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: رد: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:16 am | |
| تراث البابا أثناسيوسمجموع مؤلفاته ( 83 مؤلفاً ) عبارة عن" رسالته الى اليونانيين ، تجسد الكلمة مقالات الرد على الأريوسيين ، رسالة عن الروح القدس رسائل أثناسيوس الفصحية ، سيرة القديس أنطونيوس ، الأسفار الالهية ، رساله فى المزامير ،رسائله الى باسيليوس ، قوانين القديس أثناسيوس ،دفاعه أمام كونسطنس ، دفاعه عن الهرب ، رسائله إلى أساقفة مصر وليبيا ، رسائل متنوعه .من أقوال المؤرخين والفلاسفةسقراط : " أن فصاحة أثناسيوس فى المجمع النيقاوى قد جلبت عليه كل البلايا التى صادفته فى حياته " . الأنبا باخوميوس :" إن هذا البابا سيكابد آلاماً كثيره فى خدمة الديانة الحقة"ملاحظات حول البابا أثناسيوس: الوحيد الذى لقب بحامى الإيمانالوحيد الذى وصف نفسه بأنه " ضد العالم" . الوحيد الذى نفى خمس مرات . الوحيد من حيث صغر السن الذى اعتلى العرش المرقسىعلى مدار التاريخ حيث بلغ عمره وقت الرسامة 28 عاماً . يعد أعظم لاهوتى فى تاريخ المسيحية لذلك أتى اللقب " حامى الإيمان" .الوحيد فى تاريخ البطاركة الذى أعتلى العرش المرقسىفى حياة قطبى الرهبنة فلقد تتلمذ على يد الأنبا أنطونيوس وتقابل مع الأنبا باخوميوس . [/center] [/size][/center] [/center] | |
| | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: رد: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:17 am | |
| البابا اثناسيوس البطريرك العشرون بطل الارثوذكسيه العظيمالبطريرك ،العشرون بطل الارثوذكسيه العظيم الذى دافع عن الإيمان السليم ضد الآريوسية دفاعاً أدى إلى عزله عن كرسيه وإلى نفيه خمس مرات وإضطهاده حتى قيل له " العالم كله ضدك ياأثناسيوس فقال لهم البابا وانا ضد العالمالبابا اثناسيوس ومجمع نيقيةسنة 325 ميلاديه كان مع البابا شماساً أسمه اثناسيوس رئيس شمامسة وكان سكرتير البابا الخاص ولم يتجاوز من العمر 25 سنة وكان وجهه كالملائكة كقول القديس غريغوريوس النزينزى.وكان من الحاضرينالأنبا بوتامون أسقف هرقليه بأعلى النيلوالقديس بفنوتيوس أسقف طيبه وكان عن ممثلى الشرق 210 أسقفا وممثلى الغرب 8 أسقفاً. وحضر آريوس وأتباعه وهمأوسابيوس أسقف نيكوميديا، وثاؤغنس مطران نيقيه، ومارس أسقف خلقدونية ومعهم عشرة فلاسفة وأجتمع المجمع سنة 325 م والقى الملك خطابه باللاتينيه ثم بعد ذلك دارت المناقشات من 20 مايو حتى 14 يونيه عندما حضر الملك ووضع قانون الإيمان فى 19 يونيه، وختم المجمع أعماله فى 25 أغسطس. وكان من أهم البارزين فى هذا المجمع أثناسيوس شماس البابا الكسندروس الذى تولى الدفاع عن لاهوت السيد المسيح حجج آريوس الهرطوقى وقد أظهر براعته فى إفحام الآريوسين وعندما لم يجد الآريوسين Arianism حجه فى اثناسيوس اعترضوا على وجوده كشماس فى وسطهم إلا أن الملك لم يسمع لهم وأمر على وجوده لعلمه وقوة حكمته فى الرد على آريوس. [size=25] مجمع نيقيه برأسة البابا الكسندروس بابا الاسكندريه سنة 325 ميلاديه[center] الجلسة الأولى لمجمع نيقيهعقدت هذه الجلسة وكثر فيها الجدال والغضب لأن الملك قد أعطى الحرية لكل من يتكلم فانقضت الجلسة الأولى وانقضت بدون جدوه. وفى اليوم التالى تقدموا للمناقشة فوقف آريوس وشرح بدعته وقال: "أن الابن ليس مساويا للآب فى الأزلية وليس من جوهره وأن الآب كان فى الأصل وحيدا فأخرج الأبن من العادم بإرادته وأن الآب لا يرى ولا يكيف حتى للابن لأن الذى له بداية لا يعرف الأزلى وأن الأبن إله لحصوله على لاهوت مكتسب". فحدث ضجيجا عاليا وسدوا أذنهم لكى لا يسمعوا هذا التجديف، وقال بعض الأناشيد والأغانى التى تتكلم على هذه البدعة وعندما حاول آريوس الدفع عن هذه البدعة ببعض آيات من الكتاب المقدس ليؤيد بها بدعته وقف أمامه اثناسيوس وأفحمه بردود قويه جعلت الكل فرحين بهذا الشماس العملاق فى ردوده والآيات القوية التى أستند عليها وتوجد صورة هذه الردود بمكتبة البطريركية القبطية واقترح اثناسيوس أن تضاف كلمة HOMOOUSION ) " ذو جوهر واحد ". والفرق بين الاثنين حرف واحد هو (I) اليوتا فى اليونانية والقبطية، ولكن الحرف الواحد يعنى هرطقة واضحة وهى مشابه له بدلا من مساوله وواحد معه "ذو جوهر واجد". فصادق الأغلبية على اقتراح اثناسيوس واعتراض حوالى سبعة عشر صوتا ووضع المجمع قانون اللإيمان من أول " بالحقيقة نؤمن بالله واحد.... حتى قوله " ليس لملكه انقضاء " ووقع المجمع قرار حرم آريوس وأتباعه وبعد هذا القرار بالحرم، أمر الملك بنفيه وحرق كتبه وإعدام من يتستر عليها.
قانون الإيمان المقدس الأرثوذكسي كما صادق عليه البابا اثناسيوس
بالحقيقة نؤمن بإله واحد، الله الآب، ضابط الكل، خالق السماء والأرض، ما يُرَى وما لا يرى. نؤمن برب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به كان كل شئ. هذا الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وتأنس. وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. وتألم وقبر وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السموات، وجلس عن يمين أبيه، وأيضا يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، الذي ليس لملكه انقضاء. نعم نؤمن بالروح القدس، الرب المحيى المنبثق من الآب. نسجد له ونمجده مع الآب والابن، الناطق في الأنبياء. وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية. ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي.امين.
[center] البابا اثناسيوس وبدعة سابليوسوقد قرر المجمع حرم سابليوس وبدعته الذى قال بأن " اللآب والأبن والروح القدس اقنوما واحدا " وليس ثلاثة أقانيم. وقد نظر المجمع فى بعض أمور أخرى خاصة بالكنيسة وهى:
1-مسالة تحديد يوم عيد القيامة وهو الأحد الذى يلى البدر الذى فيه عيد اليهود حتى لا يعيدوا قبل اليهود ومعهم. 2-النظر فى أمر الشقاق الذى أحدثه ميلتس الأسقف لأنه رسم أساقفةوقسوس بلا رأى رئيسه فحكم المجمع بإقامته فى بلدته مسقط رأسه ولا يمارس أى وظيفة كهنوتية. 3-النظر فى معمودية الهراطقة، وقرر المجمع بأن لا تعاد معمودية من هرطق ورجع إلى الإيمان مرة أخرى. 4-أن يكون ذوىالكهنوت من أصحاب الزوجات والذى دافع عن هذا الأمر بشدة وعضدته هو القديس بفنوتيوس أسقف طيبة، وأكتفى المجمع بالحكم على الكهنة المترملين بعدم إعادةالزيجة.
وسن المجمع بعد ذلك عشرون قانونا مازالوا موجودين إلى هذا العصر.
[/center]
[/center] [/size] | |
| | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: رد: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:18 am | |
| 1 - كتابات عقائديه ودفاعيه قبل رسامته اسقفا كان الغرض منها صد الهجوم الفكرى ضد العقيدة المسيحية أو مهاجمتهم:
- ضد الوثنيين - تجسد الكلمه
بدأ إنتاج القديس أثناسيوس الفكرى والروحى فى سن مبكرة جداً بالكتابين السابقين قبل حوالى سنة 318 م فلم يذكر فيهما أى شئ عن الهرطقة الأريوسية الذى بدأ 319 م , وكان فى مرحلة شبابه حيث كان يبلغ 23 عاماً كما كانت رتبته شماس فقط , والكتابان السابقين كتبهما للتبشير بالمسيحية وليس كلاهوتى متمرس , وبالنسبه لكتابه ضد الوثنيين يشرح العقيدة المسيحية للوثنيين بعد دخولهم فى الإيمان , ومن الملاحظ أن تجسد الكلمة يكمل كتابه ضد الوثنيين الذى يدحض أراء الوثنيين والثانى يثبت الإيمان المسيحى , ويعتبر العالم موللر وهو لاهوتى كاثوليكى رومانى ذائع الصيت ( 1796 - 1838 م ) فى كتابه الذى ألفه عن أثناسيوس انه يعتبره فى المكانة اللاهوتية الثانية بعد " بوسوية " ويقول : [ إن كتاب تجسد الكلمة يعتبر أول محاولة لشرح المسيحية وتقديم حياة المسيح بأسلوب علمى دقيق , حيث برز فكر أثناسيوس العميق المرهف النابع من روح مسيحية رصينة واثقة وهو يوجه كل شئ نحو شخصية الفادى , ويرسو بكل حقيقة لترتاح برفق على المسيح فيظهر المسيح فى النهاية يملأ كل شئ وهذه شهادة أكبر علامة لاهوتى فى زمانة تعطي تقريظاً ومدحاً لأثناسيوس الشاب المصرى القبطى .
كتب ومقالات ضد الاريوسيين و فى مقالاته ضد الأريوسيين يقول القديس أثناسيوس الرسولى : " فليقولوا لنا إن كانت هناك حكمة فى المخلوقات أم لا ؟ و إذا لم تكن فكيف يقول الرسول " لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ " ( 1 كو 1 : 21 ) " و كيف إذا يقول الكتاب : " إِنَّ كَثرَةَ الحُكَماءِ خَلاصُ العالَم. ( 6 : 24) " " الدفاع ضد الأريوسيين " كتبت هذه الرسالة فى الفترة الذهبية وهى فترة السلام بعد نفى البابا الثانى الذى أستمر 90 شهراً ، وقد أضاف إليه الكثير من الأفكار الدفاعية بعد هذه الفترة وقد ذكرت جماعة " البولاندست" أن هذا المؤلف التاريخى اللاهوتى بدأ سنة 342 م وإستمرت الإضافات عليه بعد ذلك حتى أصبح مرجع من المراجع التاريخية والهوتية الهامة عن هذه الحقبة .
*** الصلاة: ضد الأمم وعن تجسد الكلمة. 2 - الرسائــــل العامة التى أرسلها البابا اثناسيوس *** الرســـــــــائل الفصحية التى أعتاد باباوات الأسكندرية إرسالها إلى الكنائس التابعة لهم .
*** الرسالة العامة إلى الأساقفة: يحتج فيها على خلعِه (عام 340). **** رسالة عن قرارات مجمع نيقيا يدافع فيها عن قرارات المجمع.
[size=21]*** الرسالة العامة إلى أساقفة مصر وليبيا (عام 356).
*** أربع رسائل إلى الأسقف سيرابيون.
*** رسالة إلى سينودس رميني في إيطاليا وسلوقية (عام 259)
*** رسائل تعليمية عن " تعليم ديونيسيوس " و " قوانين نيقية " مع رسالة تعالج موضوع التجسد
*** رسائل إلى لوسيفر
3 - كتابات تاريخية جدلية
*** الدفاع ضد الأريوسيين *** الدفاع ضد قسطنطينوس ** * الدفاع ضد هروبه
*** الدفاع الموجّه إلى الامبراطور قسطنطين (عام 357).
*** تاريخ الآريوسيين إلى الرهبان (عام 358)
*** الرسالة إلى الأنطاكيين (عام 362)..
كتابين ضد الأسقف أبوليناريوس أسقف اللازقية بسوريا
4 - كتابات تفسيرية ونسكية *** مقالات عن البتولية. *** حياة القديس أنطونيوس التي ترجمت إلى اللاتينية. بدراسة مقدمة كتاب حياة القديس الأنبا أنطونيوس بقلم اثناسيوس الرسولى ان نستدل على أنه كتبه فى السنة الأولى من نياحة أنبا أنطونيوس ، ولما كان الأنبا انطونيوس تنيح سنة 356م فيكون الكتاب إذاً كتب فى هذه السنة *** حياة سنكنبكى المنسوب لأثناسيوس . *** مفتطفات من مقالاته عن البتولية باللغات التالية : القبطية - السريانية - الأرمينية .
5 - كتابات تفسيريه *** تعليقات على المزامير , وسفر الجامعة , وسفر نشيد الأنشاد , وسفر التكوين عظة لأبينا القديس الأنبا أثناسيوس الرسولى رئيس أساقفة الإسكندرية تقال فى البصخة المقدسة بركته المقدسة تكون معنا آمين. لأن المسيح جاء بذاته ولمحبته مات عنا لأنه لم يخلقنا نحن الخطاة مثل آدم ويصيرنا بشراً فقط بل لما أهلكنا أنفسنا بالخطية جاء وتألم عنا وأحيانا بمحبته لأنه قد جاء إلينا كطبيب معلناً لنا ذاته لأنه لم يأتي لنا كمرضى بل كموتى بهذا لم يشفنا نحن المرضى بل أقامنا نحن الأموات الذين ابتلعنا الموت ففكنا من رباطاته. لهذا مات المسيح الرب عنا لكى نحيا معه إلى الأبد لأنه إن لم يكن الرب قد شارك البشرية فى آلامها فكيف يخلص الإنسان لأن الموت سقط تحت أقدام المسيح وانهزم وهو مسبى مضطرب والجحيم مع قوته رجع إلى خلف لما سمع صوت الرب ينادى الأنفس قائلاً: أخرجوا من وثاقكم أنا أبشركم بالحياة لأنى أنا هو المسيح إبن الله الأبدي. فلنختم موعظة أبينا القديس الأنبا أثناسيوس الرسولى الذى أنار عقولنا وعيون قلوبنا باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين البابا المصرى أثناسيوس الذى أصبح اسطورة واطلق عليه أسم الرسولى
القديس البابا أثناسيوس رسم بطريركا لكنيسة الإسكندرية في القرن الرابع الميلادى . اصبح اسطورة وأطلق عليه لقب ثالث عشر الرسل الأطهار وعندما يذكر أسمه يكتب أو يقال هكذا " البابا أثناسيوس الرسولى " , ولم يصبح البابا أثناسيوس قديساً مصرياً محلياً ولكنه تجاوز حدود مصر وصار قديساً عالمياً تعترف به كنائس العالم , فقد تم الإعتراف به كقديس من الكنيسة الكاثوليكية أعلنته الكنيسة الكاثوليكية في روما أحد أطباء الكنيسة الـ 33 , أما الكنائس الأرثوذكسية الشرقية فقد اعلنت أنه قديساً عظيما ، ويعتبر أحد الآباء الأربعة الأعظم لدى الكنائس الشرقية , كما يعتبر عالم عظيم من قبل البروتستانت. [size=25]أقوال البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن:القيامة وحياة الفرح
+ إخوتي... هل جاء عيد الفصح وحل السرور إذ أتي بنا الرب إلي هذا العيد مرة أخري لكي إذ نغتذي روحياً كما هي العادة نستطيع أن نحفظ العيد كما ينبغي؟!
إذاً فلنعيد به فرحين فرحاً سماوياً مع القديسين الذين نادوا قبلاً بمثل هذا العيد وكانوا قدوة لنا في الاهتداء بالمسيح لأن هؤلاء ليس فقط اؤتمنوا على الكرازة بالإنجيل فحسب وإنما متى فحصنا الأمر نجدهم كما هو مكتوب أن قوته كانت ظاهرة فيهم لذلك كتب الرسول "كونوا متمثلين بي "1كو16:4.
+ ليتنا لا نكون سامعين فقط بل وعاملين بوصايا مخلصنا فإن هذا ما يليق بنا في كل الأوقات وبالأخص في أيام العيد إننا بإقتدائنا بسلوك القديسين يمكننا أن ندخل معهم إلي فرح ربنا الذي في السموات هذا الفرح غير زائل بل باق بالحقيقة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هذا الفرح يحرم فاعلوا الشر أنفسهم منه بأنفسهم ويتبقى لهم الحزن والغم والتنهدات مع العذبات.. والآن فإن أولئك الذين لا يحفظون العيد.. هؤلاء مقدمون على أيام حزن لا سعادة لأنه "لا سلام قال الرب للأشرار "أش22:48.
+ وكما تقول الحكمة بأن السعادة والفرح منتزعان عن فمهم هكذا تكون أفراح الأشرار أما عبيد الرب الحكماء فقد لبسوا بحق الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله "أف12:4. وهكذا يحفظون العيد حسناً حتى ينظر إليهم غير المؤمنين ويقولون "إن الله بالحقيقة فيكم "1كو25:14...
بركة شفاعة وصلوات هذا القديس العظيم فلتكن مع جميعنا دائماً آميــــ+ـــــن تجسد الكلمه للبابا اثناسيوس حامي الايمان
هذه الرسالة اتضاع وتجسد الكلمة. افتراض عقيدة الخليقة وذلك بواسطة الكلمة. لقد خلص الآب العالم بذاك الذي به خلقه أولا"
إذا اقتصرنا في بحثنا السابق على القليل من الأقوال الكثيرة مما يكفي لبيان ضلالة الأمم بصدد الأوثان وعبادة الأوثان،
وكيفية اختراعها في بداية الأمر، وكيف كانت شرور البشر هي الباعث على تفكيرهم في عبادة الأوثان، وبعد أن عرفنا بنعمة الله أيضا شيئا عن
لاهوت كلمة الآب وعنايته الشاملة وسلطانه، وكيف أن الآب الصالح ينظم كل الأشياء بالكلمة ، وأن به تتحرك كل الكائنات وبه تحيا- تعال الآن
أيها العزيز مكاريوس يا خليقا بهذا الاسم ويا محبا للمسيح بالحق ولنتتبع إيماننا المسيحي ولنظهر كل ما يتعلق بتأنس الكلمة وظهوره
الإلهي بيننا ، الأمر الذي يسخر منه اليهود، ويهزأ به اليونانيون، وأما نحن فنعظمه ونبجله، وذلك حتى تزداد وتتضاعف تقواك نحو الكلمة على قدر
ضعف مظهره. فانه كلما ازداد استهزاء غير المؤمنين بالكلمة ، ازدادت الشهادة التي يعطيها عن لاهوته. لأن ما يعتقده البشر
مستحيلا يثبته الله ممكنا وسهلا وليس ذلك وحسب بل أن ما يسخرون منه ويعتقدونه غبير لائق يلبسه بصلاحه ثوب اللياقة والجمال، وما يهزأون به
بغرورهم وادعائهم الحكمة، ويتوهمونه بشريا، يظهره هو بسلطانه الهيا وفي ذلك كله نتغلب على الادعاءات والافتراءات الوثنية بما يظنه العالم ضعفا،
أي بصليبه ويقنع بطريقة خفية أولئك الهازئين وغير المؤمنين، ليدركوا لاهوته وسلطانه. ولعلاج هذا الموضوع أراه لزاما على
أن ألخص ما سبق أن قررته حتى لا تفوتك معرفة سبب ظهور كلمة الآب الجليل القدر في الجسد، وحتى لا تتوهم أنه كان من مستلزمات
طبيعة مخلصنا أن يلبس جسدا، بل لكونه خاليا من الجسد بطبيعته، ولأنه هو الكلمة منذ الأزل قد ارتضى بتحنن أبيه وصلاحه - أن يظهر لنا جسد
بشري لخلاصنا. إذن فيليق بنا أن نبدأ بحث هذا الموضوع بالتحدث عن خلقة الكون وعن الله بارئه، وعندئذ يمكننا أن ندرك أن
تجديد الخليقة كان من عمل نفس الكلمة الذي خلقها في البداية . إذ سوف يتضح أنه لم يكن أمرا مخالفا أن يتمم الله خلاص العالم بذاك الذي خلقه
به أولا. [size=21]"كتابات الآباء "ضد الآريوسيين الشهادة لألوهية السيد المسيحللقديس أثناسيوس الرسولكان الشغل الشاغل للقديس أثناسيوس وبل عمل حياته كله الذي من أجله كرس كل وقته وكل قواه وكل جهوده هو :"الشهادة لالوهية المسيح" التي أعتبرها بحق حجر الزاوية في بناء الإيمان المسيحي كله، والتي بدونها لم يكن يتصور حدوث أي فداء أو خلاص للإنسان. ومن أجل هذا الحق "ألوهية المسيح"، صرف أثناسيوس كل وقته وبذلك طاقاته،ولأجل هذا الحق أحتمل العزل من كرسيه البطريركى وأحتمل النفي خمس مرات بلغت مدتها معاً عشرون عاماُ، بل ولأجل هذا الحق كان مستعداً في أي لحظة أن يسفك دمه بكل سرور.وتعتبر "المقالات الأربعة ضد الآريوسيين". هي الكتاب الرئيسي من بين "كتابات القديس أثناسيوس اللاهوتية"،التي يدافع فيها عن ألوهية المسيح ضد البدعة الأريوسية.تاريخ المقالات الأربعة:طلب القديس سرابيون (أسقف تيميس بشمال الدلتا صديق القديس أثناسيوس والمعاصر له)في رسالة بعث بها إلى القديس أثناسيوس، طلب منه ثلاثة أشياء هي:1- تاريخ للأحداث الجارية (أى تاريخ البدعة الأريوسية المعاصرة وقتئذ).2- شرح ومناقشة للبدعة الآريوسية ورد على أفكارها.3- وتاريخ دقيق حول موت أريوس.وفي رده على سرابيون يكتب أثناسيوس تاريخ موت أريوس،ثم يرسل له بخصوص الطلبين الأول والثانى ما كان قد كتبه "إلى الرهبان ضد البدعة الآريوسية" (رسالة 2:54)،حينما كان منفياً ومختبئاً في وسطهم ( في الفترة ما بين 358 – 362م).وعلى هذا الأساس يعتبر علماء الباترولوجى أن القديس أثناسيوس يقصد بهذا كتابيه إلى الرهبان وهما " تاريخ الآريوسيين"، "المقالات الأربعة ضد الآريوسيين". وبذلك يعتبرون أن التاريخ الذي كتب فيه القديس أثناسيوس المقالات هو فترة نفيه الثالث، أى ما بين 358-362م.ويتضح من كلام القديس أثناسيوس نفسه أنه لم يكتبها ويقدمها معاً مرة واحدة.إنما قدمها على فترات في تلك السنوات (مقاله2 فصل1).محتويات المقالات الأربعة:يقدم القديس أثناسيوس في المقالة الأولى، ملخصاً لتعليم البدعة الآريوسية كما جاءت في كتاب "ثالياً" تأليف أريوس،ثم يقدم دفاعاً عن تعليم مجمع نيقية المسكونى ضد الآريوسية بأن المسيح ابن الله هو أزلى وغير مخلوق وغير متغير،وعن وحدة الجوهر أو المساواة في الجوهر الواحد بين الآب والابن، ويفند اعتراضات الآريوسيين على هذا الإيمان النيقاوى الأرثوذكسى.وبعد ذلك يتناول بالشرح والبحث بعض نصوص الكتاب المقدس التى كان الآريوسيون يحولون معناها للطعن في ألوهية المسيح، فيقدم شرحاً مفصلاً ودقيقاً للنصوص الكتابية مبرهناً بواسطتها على صحة ايمان الكنيسة بألوهية المسيح:فيشرح:أولاً – فيلبى 9:2،10 "لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً.ثانياً – مزمور7:45،8 "من أجل ذلك مسحك الله الهك"ثالثاً – عبرانيين 4:1 "صائراً أعظم من الملائكة..".وفي المقالتين الثانية والثالثة يكمل شرح النصوص: (عبرانيين 2:3)، (وأعمال 36:2)، (وأمثال 22: ونصوص من إنجيل يوحنا حول بنوة المسيح لله وعلاقة الابن بالآب والنصوص (متى 18:28)، (يوحنا53:3)، (مرقس32:13)، (لوقا52:2)، (متى39:26، يوحنا27:12) حول تجسد المسيح.وفي المقالة الرابعة يكمل القديس أثناسيوس دفاعه عن أزلية "الابن الكلمة" وعدم مخلوقيته.ضد بدعة أريوس وضد كل بدعة أخرى مثل بدعة سابليوس وغيرها من البدع.لقد صارت هذه "المقالات الأربعة ضد الآريوسيين" هي المصدر الذي ظل المدافعون عن لاهوت المسيح ينهلون منه على مدى القرون الماضية وحتى الآن. وقد استطاع أثناسيوس بقدرته المتزنة الثابتة على الإمساك بالحقائق الأولية خاصة فيما يتعلق بوحدة جوهر الله، وببنوة المسيح الحقيقية الطبيعية للآب، وقدرته على النفاذ إلى اعتراضات الآريوسيين وتحليلها ودحضها.وبتتبعه للمنطق الآريوسى إلى نهاية نتائجه استطاع أثناسيوس أن يبين أن الأريوسية فلسفة متناقضة مضادة للعقل ومضادة للتقوى معاً وأهم ما يلقت النظر في هذه المقالات الأربعة "هو امساك القديس أثناسيوس الثابت والشديد "بالجانب الخلاصى" في دفاعه عن ألوهية المسيح. فهو يؤكد على الأهمية القصوى لالوهيته لأجل حقيقية الفداء ولأجل نوال النعمة.ولأجل معرفة الله التى توهب لإنسان الخاطئ، بواسطة المسيح (انظر مقالة 35:1، 50:49، ومقالة 67:2، 69،70).أن تعليم القديس أثناسيوس اللاهوتى إنما يرتكز على أساس فكرة الفداء:أي أن شركتنا مع الله، ونوالنا التبني كأبناء لله ما كان ممكنا أن يتحقق لو لم يعطنا المسيح مما هو خاص به (مقالة16:1).مصادر المقالات الأربعة والترجمة:أصل النص اليونانى ظهر في المجلد 26 من مجموعة الآباء باليونانية لمينى (MG 26 : 12 – 526) .ونفس النص اليونانى الذي تمت عنه هذه الترجمة إلى العربية هو النص المنشور في "سلسلة آباء الكنيسة" E.II.E. "كتابات أثناسيوس الاسكندرى الكبير مجلد 2"."دار نشر الآباء" تسالونيكى 1974.وهو يحوى النص اليونانى القديم في الصفحة اليسرى ويقابله في الصفحة اليمنى ترجمة إلى اليونانية الحديثة.كما تمت مقارنة الترجمة، بالترجمة التى أنجزها سنة 1844 العالم الكاردينال نيومان Newman بالانجليزية والمنشورة بالمجلد الرابع من المجموعة الثانية من سلسلة آباء نيقية وما بعد نيقية.وفي مقدمة "المقالات الأربعة" الذي نشرته "دار نشر الآباء بتسالونيكى، توجد مقدمة هامة عن "اريوس والآريوسية" لعالم الآباء المعروف الاستاذ ب. خريستو P.christou استاذ الآباء بجامعة تسالونيكى كانت قد نشرت أصلاً في مجلة "ثيولوجيا O. H.E." اللاهوتية التى تصدرها الكنيسة اليونانية. وقام "الاستاذ صموئيل كامل" بتعربيها عن اليونانية، ووضعناها كملحق في نهاية هذا الكتاب.ونذكر القارئ أن القديس أثناسيوس يستخدم الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم فى الآيات التى يستشهد بها من العهد القديم وقد وضعنا حرف س بعد الشاهد للدلالة على أن الآية المقتبسة هى من الترجمة السبعينية.وللمسيح إلهنا الحى المتجسد لأجل خلاصنا كل مجد وسجود وتسبيح مع الآب والروح القدس الإله الواحد الآن وإلى كل الدهور.. أمين. [/size] [/size][/size]
| |
| | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: رد: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:19 am | |
| | |
| | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: رد: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:22 am | |
| اجمل ما قيل عن القديس البابا اثناسيوس من أعظم الكتب التى كتبت حول البابا أثناسيوس مرجع كبير كتبه العلامة الروحانى الأب متى المسكين وسوف نحاول نكتب مقتطفات من هذا الكتاب لتغطى حياة وأعمال البابا أثناسيوس الذى لقبه العالم بأسم الرسولى والذى نعتبره من أعظم الباباوات الذين جلسوا على كرسى مار مرقس رسول المسيح والكتاب عدد صفحاته 824 صفحة+ عندما أمدح أثناسيوس اكون ممتدحاً الفضيلة فإنى أذكر كا فضيلة عندما أشير إلى ذلك الذى أقتنى كل الفضائل كان عمود الكنيسة الحقيقى حياته وسلوكه يمثلان نظاماً للأساقفة وتعليمه يمثل قانون الإيمان الأرثوذكسى
( من أقوال القديس غرغوريوس أسقف نزينزا مرثاته للقديس أثناسيوس )+ دعاه القديس أبيفانيوس : " أبا الأرثوذكسية "+ أما المؤرخ جيبون فقد قال [ إن إسم أثناسيوس الخالد لا يمكن أن ينفصل أبداً عن عقيدة الثالوث التى كرس لها حياته وكل قدراته العقلية وكل كيانه ... وقد شهدت كل ولاية من ولايات الأمبراطورية الرومانية ما كان يتحلى به أثناسيوس من فضائل وما كان يعانيه من آلام فى سبيل قضية وحدة الأبن مع الآب فى الجوهر التى أصبحت عمله الوحيد وهمه الوحيد ]ومما قاله المؤرخون والعلماء عنه+ إن حياة أثناسيوس كان إستشهاداً متواصلاً (تيمون)+ إن سرد تفاصيل حياة أثناسيوس هو بحد ذاته مديح تعز الألفاظ عن تصورها (نوللر) + إن الإنسان عندما يقرأ حياة أثناسيوس يتمنى لو لم يمت (لوللر) + توافق المواهب : إتفاق مع معرفة مع تمييز (نيومان) + عمق الحق الذى يضئ كل كتاباته بإحساس من له علاقه بالمسيح فاديه الإصرار الفائق مع أن طبيعته أصلاً شديدة الحساسية ! .. التعاطف الذى جعل منه صديقاً وصانع سلام حتى كسب الولاء الحار !+ أغنى بكتاباته كبار اللاهوتيين ورؤساء الكنيسة بقوة تفوق عطاء البشر ! فلا نغالى إذا قلنا أنه صاحب أكبر أسم فى كنيسة ما بعد الرسل ] (ستانلى)+ إن اثناسيوس عاش فى الحق الذى لا يموت+ ظل أثناسيوس يزرع اشجاراً طيلة حياته حتى تتمكن الأجيال القادمة أن تستظل تحتهاوما أحلي وما أجمل أخبار القديسين وكما يقول بعض الآباء القديسين إن من يكرم أثناسيوس فقد أكرم الفضيلة نفسها وهذه نظرة كنيستنا واحترامها وإكرامها للقديسين فإننا لانعبد أشخاص وإنما نعبد الله وحده وإنما نكرم الفضيلة في القديسين إحياء لذكرهمفالقديس أثناسيوس من أروع الأمثلة التي شاعت في التاريخ المسيحي والتي برز فيها فضائل كثيرة أهمها قداسته والقداسة في مفهومنا الأرثوذكسي هي قداسة في الإيمان وقداسة في السيرة وقداسة الإيمان سلامة العقيدة وخلوها من الخطأ واستمساك الإنسان بالحقائق الإيمانيةودفاعه عنها وتمسكه بها لمحافظته عليها كوديعة يخدمها لأنه انعقدت عليها نفسه لايفرط فيها لأنه وكيل مؤتمن علي وديعة هذا الرجل البطل أثناسيوس الذي ليس لبطولته مثيل هذا الرجل الذي صمد أمام العالم كله اليوم العالم كله يحترم أثناسيوس شرقا وغربا يحني الرأس لأثناسيوس ولكن من تحمل الذي تحمله أثناسيوس؟منالذيعاش المرارة والضيق والأزماتوالاضطهادات والتعذيبوالاتهاماتمرة سافر ليقابل قسطنطين فوجد الإمبراطور تغير من ناحيته ورفض الإمبراطور أن يقابل أثناسيوس فاضطر أن يقف في طريق مركبته أمام الخيل التي كادت أن تدوسه فأمر الإمبراطور أنه يوقفوا المركبة وقال له: لماذا تقف هنا؟ فأجابه هذه هي الطريقة الوحيدة التي أعرف أن أقابلك بها بعد أن حاولت أقابلك فلم أستطع وأخذه في المركبة ورجع به إلي البيت ليسمعه هذا الإمبراطور قسطنطين الذي نفتخر به في وقت من الأوقات كان ضد أثناسيوس وهو أول من نفي أثناسيوسأي إنسان يتحمل الذي تحمله أثناسيوس صحيح أنه رجل خالد أثناسيوس الخالد الذي لايموت وتاريخه تاريخ المسيحية كلها,ولذلك يعد بفخر مؤسس المسيحية الثاني وكلمة رسولي لماذا؟ لأنه جاهد جهاد الرسل وأخشي أن أقول أعظم من جهاد الرسللأن الرسل لم يكن في طريقهم العقبات الخبيثة والمتاعب التي لاقاها أثناسيوس لذلك سموه رسولي وأيضا سمي بمؤسس المسيحية الثاني لأنهم قالوا هذا الرجل وهذا الرأس العنيد لو كان لان أو خضع كانت المسيحية انتهت من زمن هو الرجل الوحيد العنيد الذي وقف ضد كل هذه الثورات وبفخر يسمي مؤسس المسيحية الثاني بعد المسيحنحن اليوم المسيحيين شرقا وغربا مديونين لأثناسيوس لأنه هو الذي حافظ علي الإيمان كالحارس الأول الأمين للإيمان واليوم هذا الرجل في السماء وفي العام الآخر ونرسل إليه التحيات ونرسل إليه الصلوات ونتشفع به جميعا أن يرحم الكنيسة وأن يرحم المؤمنين وأن يحفظ الله الإيمان المستقيم ثابت إلي التمام وأن يحفظنا نحن شعبه ثابتين علي الإيمان الأرثوذكسي إلي النفس الأخير ولإلهنا الكرامة والمجد إلي الأبد آمينالبابا أثناسيوس يرجع من منفاه والإسكندرية تستقبله إتفق الأخوة الثلاثة قسطنطين الأبن الأكبر وقسطنطيوس وقسطانس بعد وفاة أبيهم الإمبراطور قسطنطين على تحديد موعد للمقابلة معاً فى مدينة فيميناسيم Viminacium وهى مدينة مشهورة فى أقليم موزيا على نهر الدانوب على الطريق الرئيسى نحو القسطنطينية ( وهى ألان مدينة باساروفيتز Passarovitez ) بالقرب من مدينة Kostolac وكان قسطنطين الأبن إمبراطور الغرب قد أخذ موافقة أخيه الأصغر قسطنطيوس إمبراطور الشرق فى إستحضار أثناسيوس معه , فأخذه معه لحضور هذا الإجتماع الثلاثى . ولما إجتمع الإخوة الثلاثة وافقوا جميعاً على عودة البابا أثناسيوس إلى كرسية بالأسكندرية [ وقد اتفق الإخوة الثلاثة قسطنطين وقسطنطيوس وقسطانس بعد موت أبيهم أن يعود المجمع ( المنفيين من الأساقفة ) إلى أوطانهم وإلى كنائسهم , وبينما هم يكتبون رسائل إلى بقية الكنائس التابعة لهم , كتبوا أيضاً فيما يختص بأثناسيوس وكتب أيضاً البابا أثناسيوس عن مقابلته لقسطنطيوس أثناء عودته من تريف : [ وإنى أتوسل إليك عالماً أنك شخص ذو ذاكرة قوية , مستعيداً إلى ذاكرتك الحديث الذى دار بينى وبينك عندما تفضلتم ووافقتم على مقابلتى أولاً فى مدينة فيميناسيم وبعدها فى قيصرية كبادوكيا , وللمرة الثالثة فى أنطاكيا فهل تكلمت ردياً أمامك بخصوص يوسابيوس واتباعه الذين اضطهدونى ؟ هل تقدمت بأى إتهام لأى من الذين اساءوا إلى ؟ فإن كنت لم أتهم أحداً من الذين يحق لى فعلاً أن أتكلم ضدهم , فكيف أسلب حق الإمبراطور فى حضرة الأمبراطور إلا إذا كنت مختل العقل !! ] ومن سياق الرسالة يتضح ان البابا اثناسيوس قد إنحدر من منفاه فى تريف عبر القارة ألوربية على نهر الدانوب ماراً بالقسطنطينية ثم قيصرية الكبادوك ثم انطاكية ثم استقل مركباً وأتجه إلى الإسكندرية ألإسكندرية تستقبل البابا أثناسيوس فى يوم 23 نوفمبر سنة 337م رست المركب التى كانت تقل البابا اثناسيوس فى ميناء الإسكندرية بعد غيبة سنتين و 4 أشهر و 11 يوماً وأستقبلته المدينة بل ومصر كلها , لا كبابا آت من المنفى بل كرسول أو كملاك إنحدر من السماء بعد صراع مرير مع شياطين الهرطقة الأريوسية والجزء التالى وصف لأساقفة مصر فى أستقبال البابا أثناسيوس بالأسكندرية بعد رجوعه من المنفى فى تريف : [ فرح وتهليل فى كل مكان , جماهير الشعب تجرى معاً لتكون فى الموضع الذى منه تراه بوضوح , الكنائس إمتلأت بأصوات الفرح والتسبيح , والشكر للرب فى كل مكان وعلى كل لسان , الخدام وكل الإكليروس يتقاطرون لرؤياه ومشاعر البهجة والسعادة ملكت على قلوبهم , وإعتبروا ان هذا اليوم هو أسعد أيام حياتهم , أما نحن الأساقفة فلا داعى أن نشرح ما لا يمكن شرحه من جهة السرور الذى عم فى وسطنا , لأننا كما قلنا كنا نحسب أنفسنا شركاء فى آلامه[center][size=12][size=25]الأريوسيين يثيرون شغباً فى الإسكندريةتقرير من المؤرخ سقراط : ولما وصل أثناسيوس إلى الإسكندرية استقبل بترحاب فائق مع شعب المدينة إلا أن الكثير من الشعب وقد إعتنقوا الريوسية إتحدوا معاً ودخلوا ضد أثناسيوس فى تحد ومقاومات سافرة , وهكذا أستطاعوا بذلك يثيرون فى المدينة نوعاً من العصيان والثورة , وبذلك هيأوا ليوسابيوس ( حسب المؤلمرة الموضوعة ) تقديم الإتهام ضد أثناسيوس لدى الإمبراطور وأنه أخذ كنيسة الإسكندرية لحسابه الخاص بالرغم من الحكم الصادر ضده من أساقفة مجمع عام ( يقصد مجمع صور ذى الغالبية الأريوسية ) وقد نجحوا فى إثارة حفيظة الإمبراطور إلى أقصى حد وإلى الدرجة التى فيها أمر بنفيه من ألإسكندرية وأضاف المؤرخ سوزومين بنود إتهام اثناسيوس التى قدمها يوسابيوس النيقوميدى : أما الذين التحقوا بالأريوسية , فهؤلاء دفعوا إلى أعمال الشغب لينزعوا السلام من المدينة , وبدأوا يثيرون نوعاً من العصيان وأستأنفوا المؤامرات ضد أثناسيوس , وبذلك توفر لأتباع يوسابيوس أن يقدموا الإتهامات لدى الإمبراطور , موضحين ( من واقع الحال ) أن أثناسيوس شخص ثورى , يتحدى قانون النفى , مقاوماً لقوانين الكنيسة ( مجمع صور ) لأنه لم يأخذ موافقة الأساقفة ( لكى يستعيد رئاسته الكهنوتية ) ويصور المؤرخ ثيئودوريت فى تاريخة المؤامرة التى خطط لها أالأريوسيين لدى الأمبراطور : [ ولما عاد أثناسيوس قوبل بالترحاب الفائق من الأغنياء والفقراء من مواطنى المدن الكبرى ومن الأقاليم النائية , ولكن الذين أتبعوا جنون آريوس كانوا هم الوحيدون الذين شعروا بالمرارة بسبب عودة أثناسيوس , أما يوسابيوس النيقوميدى وثيئوغنيس أسقف نيقية والذين على شاكلتهم فقد أستعادوا نشاطهم السابق فى تدبير المؤامرات وجاهدوا لكى يكسبوا تحيز الإمبراطور الصغير ( قسطنطيوس ) ضد اثناسيوس وقد كان والى الإسكندرية فى ذلك الوقت سيئوذوروس يميل إلى أثناسيوس والإيمان الأرثوذكسى القويم وكانت مؤامرة الأريوسيين تعتمد على إثارة القلاقل فى الأسكندرية خاصة أنهم أستطاعوا ضم الكثيرين إليهم فى غيبة البابا أثناسيوس فاثاروا الأريوسين بالأسكندرية فإعتبر الوالى سيئوذوروس أنه يقابل تمرداً فقمعهم بشدة وأريقت الدماء فإضطر الإمبراطور إلى إرسال والياً آخر بعد إلحاح يوسابيوس القيصرى عليه فأرسلوا فيلاجوريوس الكبادوكى الذى حكم المدينة سابقاً من سنة 335 م - 337 م وهو عدو لأثناسيوس وهو الذى أجرى التحقيقات المخادعة فى بعثة مريوط الموفدة من مجمع صور وكان محمبوباً من الأريوسيين واليهود والوثنيين إلى درجة جنونية , لأنه كان بليغاً فى خطبه شعبياً إلى أقصى حد وعندما عاد إلى ألأسكندرية فى أغسطس سنة 338م أستقبل إستقبالاً شعبياً من الأريوسيين وحلفائهم فاق حدود إستقبال الأباطرة وأعتقد الأريوسيين أن عودته إنتصاراً لهم [ وكانت عقلية قسطنطيوس كالقصبة التى تحركها الريح كيفما شاءت , وشيئاً فشيئاً شجعوه لكى يعلن الحرب على مبادئ الإنجيل , وتراءى وكأنه يبكى على حال الكنائس التى صارت وكأنها فى عاصفة , واقنعوه أن ذلك حدث بسبب الأشخاص ( مجمع نيقية وأثناسيوس ) الذين ادخلوا على قانون الإعتراف الإصطلاح " هوموؤوسيوس " الذى لم يرد فى الإنجيل " مساو للآب فى الجوهر " وأن هذا هو السبب الأساسى فى كل المنازعات القائمة بين الإكليروس والعلمانيين , وهكذا إبتدأ الإمبراطور يتحامل على أثناسيوس ويطعن فيه مع كل الذين يوافقونه فى آرائه , وإبتدأ يخطط لإهلاكهم , وهكذا نجح يوسابيوس فى إستخدام الإمبراطور وضمه إلى صفه مع ثيئوذوروس هيراكليا . لأن هؤلاء الأساقفة رابطوا بجوار الإمبراطور , وأخذوا يتوافدون عليه بإستمرار , مؤكدين له ان عودة اثناسيوس من المنفى قد تسببت فى شرور كثيرة وأثارت عاصفة لم تهز مصر وحدها بل أمتدت إلى فلسطين وفينيقيا (لبنان) والبلاد المجاورة وأعتمدت إتهامات الأريوسيين على : إستمالة أكبر عدد للأنضمام للأريوسين أثناء نفى أثناسيوس , إستعمالهم لإثارة القلاقل والإضطرابات فى الأسكندرية لإتهام أثناسيوس انه السبب فى هذا التمرد وأن أستخدامه مصطلح " الهوموؤوسيوس " هو السبب فى الإنقاسمات الكنسية ولم يرد ذكره فى الأناجيل - أما السبب الرئيسى الكنسى وهو أن رجوع أثناسيوس من المنفى ليمارس رئاسة كنسية مخالف لقرارات مجمع مسكونى عام ( صور ) لأن المجمع أسقطه من على كرسيه , لهذا لا يمكن رجوعه إلى منصبه إلا بموافقة مجمع مسكونى آخر , ولا يكفى مجرد أمر أمبراطورى - أما أفتهام ألأخير هو أن اثناسيوس أستولى على القمح الذى منحه الأمبراطور قسطنطين الكبير لفقراء مصر وليبيا , وقد صدق الأمبراطور قسطنطيوس وأرسل له خطاباً معنفاً . وفيما يلى ما كتبه البابا أثناسيوس فى الخطاب الفصحى 21 سنة 339 م وفيها يظهر البابا الهموم التى تتكثف على قلبه : [ وألآن هلم نهلل بأصوات التسبيح مع القديسين ولا ينبغى أن نحقق أحد من ذلك الواجب فى مثل هذه الأمور , حاسبين كل التجارب والضيقات التى يسوقها علينا حزب يوسابيوس فى هذه الأيام بالذات كأنها لا شئ ( لقد ركز يوسابيوس مؤامراته وإضطهاداته فى موسم هذا الفصح بصورة شديدة حتى يفوت على أثناسيوس إقامة اول عيد بعد رجوعه ) لأنه حتى فى هذا الوقت ( وقت الصوم وأسبوع ألألام والعيد ) يريدون الإساءة إلينا وبإتهاماتهم يحبكون الخطة لقتلى !! ( وانا ) إنسان علته اتلوحيدة هى تقواة ومعينه الوحيد هو الرب ! . ولكن كخدام أمناء للرب عالمين أن خلاصنا فى وقت الضيق , لأن الرب وعد سابقاً قائلاً : " طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين , أفرحوا وتهللوا لأن اجركم عظيم فى السماوات " ( نت 5 : 11و 12 ) وأيضاً إنها كلمة الفادى نفسه أن الإضطهادات لا تقع على كل إنسان فى هذا العالم إلا الذين عندهم مخافة الرب مقدسة فقط ... وبناء على ذلك فإنه بقدر ما يحدق بنا الأعداء , بقدر ما ينبغى أن نكون فى ملئ حريتنا , وبقدر ما يهينوننا بقدر ما ينبغى أن نتحد معاً , وبقدر ما يجهدون أنفسهم لتعكير صفو عباداتنا وتقوانا بقدر ما ينبغى أن نعظ ونعلم بذلك قائلين : " هذا كله جاء علينا وما نسيناك " ( مز 44: 17) فعلينا أن نحفظ العيد يا أخوة معيدين بسبب هذا لا بالحزن والبكاء , كذلك لا ينبغى أن نلتحم بالهراطقة فى مثل هذه التجارب الوقتية التى إنما أتت علينا بسبب تقوانا .. ] [center]البابا اثناسيوس يعتكف ويكتب خطابا للاساقفه والكهنه والشعب
قام غريغوريوس الأسقف الدخيل الذى عينه الأمبراطور ومعه فيلاجريوس الوالى فى أسبوع الألام بالهجوم على كنيسة " كيرينيوس " فأحرقوا معموديتها ونهبوا ذخائرها ونجسوا هياكلها ومذابحها وقد أستخدموا اليهود والوثنيين لهذا الغرض فى يوم الجمعة العظيمة , ثم أتجهوا إلى كنيسة " ثيئوناس " التى كان يحب البابا اثناسيوس أن يقضى فيها أيام الصوم وإحتفالات الأعياد , ثم قبضوا على الشعب المصرى القبطى فى يوم العيد , وكان البابا قد أحس بخطط الأريوسيين للقبض عليه حين وردته أخبار سرية أنهم سيهجمون عليه ليلاً فغادر كنيسة " ثيئوناس " فى يوم 19 مارس أى قبل هجومهم باربعة أيام , ثم اعادوا الكرة مرة أخرى على نفس الكنيسة بعد عيد القيامة على نفس كنيسة " ثيئوناس " لعلمهم أنه يقيم فيها فى هذه الفترة ولكنه كان قد غادرها أيضاً قبل هجومهم الثانى .
ثم أعتكف البابا أثناسيوس بضعة ايام بعد العيد فى 20 برمودة سنة 339م وكتب رسالته العامة لجميع الأساقفة التالية :
[ إلى الشركاء فى الخدمة فى كل مكان , السادة المحبوبين , يرسل أثناسيوس تمنيات العافية فى الرب ,
إن ألامنا المريعة التى نعانيها قد صارت فوق الطاقة ومن العسير ان نصفها لكم بما يناسبها من تعبير , ولكن لكى تدركوا بصورة واضحة طبيعية هذه الحوادث المريعة التى حدثت رأيت انه من الخير أن أذكركم بما يماثلها بما جاء فى تاريخ الأسفار المقدسة :
لقد حدث لرجل لاوى أسئ أليه فى شخص زوجته , فلما رأى الرجل عظم المصيبة التى تنجس بها - لأن إمرأته كانت عبرانية ( لا غش فيها ) ومن سبط يهوذا - أفزعته الفضيحة التى أقترفت ضده , فما كان منه إلا أنه قام بتقسيم جسد أمرأته - كما يقص الكتاب المقدس فى سفر القضاة - مرسلاً جزءاً لكل سبط فى اسرائيل لكى يعلم الجميع أن إساءة مثل هذه لا يمكن أن تخصه وحده فقط , ولكنها تعم الجميع على السواء , فإن تعاطف الشعب معه فيما حل به من ألام يقوموا ويثأروا له , وإن همو أهملوا النداء ولم يصنعوا يتحملون اللعنة كونهم قد صاروا شركاء ومتهمين فى ذات الجريمة !!
أما الرسل الذين أرسلهم إلى كل مكان فقد اذاعوا الخبر كما حدث , وكل الذين راوا وسمعوا الحادث قالوا : أنه لم يحدث شئ قط مثل هذا منذ اليوم الذى خرج فيه إسرائيل من أرض مصر , وهكذا أخذت الغيرة كل سبط فى إسرائيل وقاموا جميعاً معاً وكأنهم قد أعتدى عليهم وصاروا شركاء فى الألام وجاءوا إلى المعتدين , وأقاموا حرباً أهلكوا فيها المتسببين فى هذه الخطية وجعلوهم لعنة على كل فم .
على أن الشعب عندما أجتمع لم يقيموا وزناً لرابطة الدم ( لأن المعتدى والمعتدى عليه كانوا جميعاً من بنى أسرائيل ) ولكنهم وضعوا فى إعتبارهم نوع الجريمة التى أقترفت .
وأنتم أيها الأخوة تعلمون التاريخ ودقائق الموضوع والظروف التى أوردها الكتاب , لذلك أرى الا أقص عليكم أكثر من هذا لأنى إنما أكتب إلى أشخاص على علم بكل هذه الأمور , ولكنى مهتم بالأكثر أن اقدم لكم أيها الأتقياء ما يختص بأحوالنا التى هى أسوأ مما أستشهدت به , وكل غايتى من تذكيركم بما حدث فى التاريخ قديماً هو أن تقارنوا ما حدث قديماً بما هو حادث لنا الآن , ولكى تدركوا ما حدث أخيراً لنا يفوق ذاك الذى حدث قديماً فى القسوة , فإن أدركتم هذا ينبغى بالتالى أن تمتلئوا غيظاً وسخطاً , بما يفوق ما أمتلأ به ذاك الشعب قديماً ضد هؤلاء المعتديين ! ... لأن ما حدث لنا يفوق بالعقل كل ما حدث , ولأن مصيبة هذا اللاوى على أى حال صغيرة إذا قورنت بشناعة ما أقترف ضد الكنيسة الآن , لأنه لم يحدث مثل ذلك قط ولا سمع به فى كل مكان فى العالم , لأن فى أمر البلاوى لم يصب بسوء أكثر أكثر من امرأة واحدة , ولم يتألم بالظلم أكثر من لاوى واحد , أما الآن فها كنيسة بأكملها يساء إليها , وكهنوتاً يهان , وما هو أشنع من الكل تضطهد التقوى وتطارد الإستقامة من الذين لا تقوى لهم ولا إستقامة .
فى امر اللاوى تهيجت الأسباط وإمتلأت سخطاً من منظر قطعة وضعت أمامهم لإمرأة انتهكت , ولكن الآن أعضاء الكنيسة كلها ممزقة بعضها عن بعض , وها نحن مرسلوها إليكم ( فى اشخاص الكهنة والأساقفة المرسلين ) هنا وهناك , لكم ولغيركم , حاملين غليكم صورة الإهانات والإساءات التى حلت بهم , عساكم تتحركون بالغيرة , أرجوكم معتبرين ان هذه الإساءات إنما حدثت لكم كما لنا , وليس بأقل , عسى كل واحد منكم يقدم معونة كمن يشعر فى نفسه بنفس الألم لئلا بعد قليل تتلوث الكنيسة فى أيمانها , وقوانينها تنتهك !! لأن الكل فى خطر إذا لم يتدارك الرب الأمر بواسطتكم وبأيديكم يصلح ما فسد !
أتوسل إليكم لا تستهينوا بهذه الحوادث , ولا تسمحوا أن تداس كنيسة السكندرية العظيمة تحت أرجل الهراطقة ! ... ] [ وباعمال العنف هذه أستولى الوالى على الكنائس وأعطاها لغريغوريوس وللأريوسيين مختلى العقل ]
وعندما سقطت كنيسة الإسكندرية فى ايدى الأريوسيين وكانت معقل الأرثوذوكسية فى الشرق وحصنها الحصين لأنه كانت قد سقطت إيبرشيات آسيا وفلسطين وشرق أوروبا فى ايدى الأريوسيين من قبل - حيث نفى الأريوسيين الأساقفة الأرثوذوكسيين الأقوياء أما الضعفاء فتركوهم فى أيبروشياتهم بلا حول ولا قوة .
وإلتفت البابا اثناسيوس للعالم فلم يجد امامه إلا أساقفة الغرب واباطرتهم لأن الغرب كان بعيداً عن الجدل اللأريوسى والفلسفات اليونانية أو كما يقول المؤرخ جيبون : كانت لغتهم الوطنية ( اللاتينية والفرنسية والألمانية ] جامدة لم تستطع ان تسعفهم بمصطلحات مناسبة تقابل المصطلحات اليونانية والكلمات الروحية العميقة التى كانت موضع تقديس من الإنجيل والكنيسة , بحيث تمكنهم من جهة هذا الحوار أن يعبروا بلغتهم هذه عن اسرار الإيمان المسيحى ... لذلك وقد استقوا عقيدتهم من مصدر صحيح ( مجمع نيقية ) ومن ثم حافظوا فى ثبات على المذهب الذى تقبلوه بسهولة , فلما إقترب وباء الأريوسية من حدودهم كان لديهم فى ذلك الوقت ما يقيهم من شره وهو إيمانهم الشديد بـ " الأوموؤوسيون " وحدة الجوهر مع الاب ..
[center][size=25]الخطابات الفصحيه للبابا اثناسيوس من منفاهالخطابات الفصحية الخطابات الفصحية التى كان يرسلها البابا أثناسيوس كانت لها أهمية كبرى حيث كانت كنيسة الإسكندرية هى التى تحدد ميعاد عيد القبامة حسب قرارات مجمع نيقية وترسل خطابات بها تحديد ليوم القيامة إلى جميع أساقفة العالم , وما زالت هذه الخطابات التى ترسل من البابا الشعب القبطى لها أهميتها حتى يومنا هذا لما فيها من إشارات ورموز لما يحدث فى كل عام .كانت سنة 339 م آخر خطاب فصحى كتبه البابا أثناسيوس وأرسله من الأسكندرية فقد سافر إلى روما بعد ذلك تحديد الفصح فى الخطاب الفصحى لعام 340 م وفى سنة 340 م لم يكتب البابا أثناسيوس رسالة فصحية مطولة كالعادة ولكنه أرسل رسالة مختصرة إلى كهنة الإسكندرية حدد فيها ميعاد الفصح الذى وقع فى هذه النسة وكان فى 4 برمودة , وقد كلف القديس سيرابيون بالإعلان عن ميعاد الفصح , والقديس سيرابيون هو أسقف مدينة تمويس أو تمى ( تمى الأمديد الآن ) وهو من تلاميذ القديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبان أصلاً , وقد وكل له البابا أثناسيوس إدارة الكنيسة نائباً عنه فى غيابه , وكان هذا القديس بمثابة اليد اليمنى للباباوحدد غريغوريوس الكبادوكى الأسقف الأريوسى يوم الفصح ليكون ميعاد الفصح فى 27 برمهات وهذا التحديد كأن أما قصداً أى أنه فصد أن يعيد المسيحيين القيامة مع فصح اليهود ويهمل قرارات مجمع نيقية أو حدد ميعاد القيامة جهلاً فأعلن وحدد ميعاد الصوم على ذلك متقدماً أسبوع عن ميعاده , وصام بالفعل الأريوسيون قبل ميعاد الصوم أسبوعاً كاملاً , أما الأرثوذكس فقد تركوهم يجهلون الميعاد الحقيقى حتى منتصف الصوم , ثم كشفوا لهم عن الخطأ , فكان موضوع الصوم سخرية للأريوسيين فى الإسكندرية وإضطر غريغوريوس أن يصحح ميعاد الفصح فى منتصف الصوم , فنقله إلى 4 برمودة حتى يوافق الأقباط ألأرثوذكس , وصام الأريوسيين أسبوعاً زائداً وقد صعرت نفس غريوغريوس الأسقف الأريوسى الدخيل الذى أستولى على كرسى بطاركة الأسكندرية بالقوة وإهتزت شعبيته عند الأريوسيين ولم يتدخل فى تحديد ميعاد الفصح مرة أخرى . تحديد الفصح فى الخطاب الفصحى لعام 341 م لم يرسل البابا أثناسيوس رسالة فصحية فى سنة 341 م ويعتقد أن الأنبا سرابيون أسقف تمويس هو الذى حدد ميعاد الفصح فى هذه السنة .تحديد الفصح فى الخطاب الفصحى لعام 342 م لم يرسل البابا أثناسيوس رسالة فصحية فى سنة 341 م ويعتقد أن الأنبا سرابيون أسقف تمويس هو الذى حدد ميعاد الفصح فى هذه السنة .تحديد الفصح فى الخطاب الفصحى لعام 343 م كانت من قرارات مجمع سرديكا بجعل تحديد عيد الفصح من إختصاص روما والإسكندرية وذلك لمدة 50 سنة قادمة . كتب البابا أثناسيوس خطابة الفصحى العام كالمعتاد وذكر فى خطابه كل ما تم فى مجمعى روما وسرديكا . تحديد الفصح فى الخطاب الفصحى لعام 344 م كتب البابا اثناسيوس رسالة مختصرة بدلاً من الرسالة الفصحية المطولة من مدينة نيسا ( أوناييس ) بإقليم الصرب , أعلن فيها ميعاد الفصح لكهنة مدينة الإسكندرية فقط , ولكنه لم يستطع أن يرسل خطابات فصحية لباقى الأقاليم . تحديد الفصح فى الخطاب الفصحى لعام 345 م كتب البابا اثناسيوس رسالة مختصرة بدلاً من الرسالة الفصحية المطولة من مدينة أكويلا حيث أمضى الفصح هناك وذلك لكهنة مدينة الإسكندرية فقط , ولكنه لم يستطع أن يرسل خطابات فصحية لباقى الأقاليم . [size=25]تحديد الفصح فى الخطاب الفصحى لعام 346 م كتب البابا اثناسيوس فى سطور قليلة ميعاد عيد الفصح لكهنة مدينة الإسكندرية بدلاً من الرسالة الفصحية المطولة . [/size]
البابا أثناسيوس يودع أصدقاءه فى الكنيسة الكاثوليكية وخطاب أسقفها يوليوس خلال العشرة شهور الأخيرة من سنة 345 م أرسل الأمبراطور قسطنطيوس ثلاثة خطابات يترجاه فيها مقابلته والعودة لكرسيه بالأسكندرية ، وأخيراً أتخذ قراراً بالعودة وبدأ فى زيارة أصدقاءة الأوفياء الكاثوليك الذين ساندوه فى محنته بكل ثقلهم فهل ينسى معاناتهم معه من أجل الحق ؟ وهل ينسى محبة يوليوس أسقف روما الوقور؟ يوليوس أسقف روما الذى أكرم وفادته فى ضيقه وهروبه ونفيه ،يوليوس أسقف روما الذى فتح كنائس الغرب له ودعاه لمشاركة الأسرار الإلهية ، يوليوس أسقف روما الذى جمع كل أساقفته وأوقفهم إلى جانبة صفاً واحداً متراصاً ، يوليوس أسقف روما الذى تبنى قضيته وتبنى حججه وبراهينه ودفاعاته ورفعها للمجمع المسكونى فى سرديكا / صوفيا بل أنه رفعها إلى الأباطرة أيضاً ، يوليوس أسقف روما عانى من المهزلة الأريوسية وإهانة العزل والحرمان من أساقفة الشرق الأريوسيين فى مجامعهم . وكان هناك صديقاً آخر قديراً هو أمبراطور الغرب قسطانس ، الذى أكرم وفادته ودعاه لمجالسه فى كثير من المدن التى يتصادف تواجدهما فيها معاً ، والغريب أن هذا الأمبراطور كان قد أقتنع بالظلم الذى وقع على البابا أثناسيوس إقتناعاً شديداً دفعه أن يضع كل شئ جانباً لنصرة الحق الذى يدافع عنه أثناسيوس وضمان عودته لكرسيه ، فقد هدد أخاه ليختار بين رفع الظلم عن البابا أثناسيوس وإعادته لكرسيه أو إعلان الحرب ، فجعل بذلك الحق الذى يدافع عنه البابا أثناسيوس ضد الإعتداء الأريوسى على الإيمان المسيحى فوق كل شئ ، فكان الحق الذى ينادى به البابا المصرى فى رأى الأمبراطور أسمى من التاج الذى يلبسه شرفاً معرضاً جنوده ومملكته وحياته بل وأخاه وأقرب الناس إليه لخطر الموت فى الحرب والدمار التى يصاحبها عجيب هذا الأمر حقاً !!!
[/size]
[/center] [/size][/center] [/size][/center] | |
| | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: رد: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:23 am | |
| كلمات أثناسيوس ونص خطاب يوليوس الأسقف الكاثوليكى إلى أهل الأسكندرية الذى حمله البابا أثناسيوس
[ وهكذا كانت لهجة خطابات الإمبراطور التى حالما تسلمتها ، ذهبت غلى روما لأستودع الكنيسة ويوليوس أسقف روما ، لأننى كنت فى أكويلا عندما وصلنى خطاب الأمبراطور الأخير ، فوجدت الكنيسة ( فى روما) مملوءة بالفرح ، وتهلل الأسقف يوليوس معى لعودتى ، وكتب إلى الكنيسة ( كنيسة ألإسكندرية ) وبينما كنا نعبر على المدن خرج اساقفة تلك النواحى يشيعوننا بسلام ، أما خطاب يوليوس فأنقله إليكم كالآتى بنصة ( كتب فى بداية سنة 346 م ) : خطاب يوليوس أسقف روما الكاثوليكى إلى شعب الأسكندرية من يوليوس إلى كهنة وشمامسة وشعب الإسكندرية .. أهنئكم أيها ألأخوة لأنكم الآن ترون بأعينكم ثمرة إيمانكم ، لأن هذه هى حقيقة قضية أثناسيوس الأسقف الزميل التى يمكن أن يراها الآن كل واحد ، الذى من أجل طهارة حياته ومن أجل صلواتكم أعادة الرب إليكم مرة ثانية ، وهذا بينه على أنكم كنتم بلا أنقطاع تقدمون للرب تضرعات نقية مملوءة بالمحبة عالمين بالمواعيد الإلهية والمحبة المؤدية إليها ، هذه التى تعلمتموها من أخى ، واثقين بكل تأكيد عن معرفة وإيمان صادق أن هذا الذى إحتفظتم به حاضراً دائماً فى قلوبكم بالتقوى لن ينفصل عنكم إلى الأبد . وإنى أعتقد أنه ليست هناك حاجه أن أستخدم عباراتن جديدة كثيرة فى الكتابة إليكم ، لأن إيمانكم قد سبق وفاق كل ما يمكن أن اقوله لكم ، وبهذا الإيمان نلتم كل الرجاء المنتظر كثمرة لصلواتكم العامة . ولهذا فإنى افرح ايضاً معكم لأنكم حفظتم أنفسكم بالإيمان غير منهزمين ، كما أنى بالمثل أفرح مع أخى أثناسيوس مونه وقد أحتمل محناً هذا عددها لم يوجد فى أى وقت ناسياً محبتكم وشوقكم نحوه فبالرغم من أنه ظهر وكأنه أنتزع منكم بالجسد إلى فترة ، إلا أنه كان يحيا كحاضر معكم بالروح على الدوام . وبالأكثر فإنى مقتنع يا أحباء أن كل تجربه عاناها لم تكن بدون مجد ، إذ بها جاز إيمانكم وإيمانه الإمتحان ثم أستعلن للجميع ، فلولا هذه الضيقات كلها التى عاناها من كان يصدق هذا التوقير وهذه المحبة وبهذا المستوى العالى من نحو أسقفكم الجليل ، أو من كان يعرف أنه موهوب بهذه الفضائل الممتازة التى على أساسها قد يثبت رجاؤه أيضاً فى السموات ؟ فهو بهذه الضيقات حصل على شهادة أعتراف حسباً له بالمجد هنا فى هذا الدهر وفى الاتى ، وعندما حاز هذه المحن كلها المتعددة الأشكال فى البر وفى البحر عابراً على كل الدسائس الأريوسيين ، كان يتعرض دائماً للخطر بسبب الأحقاد ، ولكنه كان يستهين بالموت عالماً أنه فى حمى الإله القدير والرب يسوع المسيح ، واثقاً أنه ليس قفقط سينجو من مؤامرات مضطهديه بل أنه سيعود إليكم من أجل تعزيتكم ومعه شهادات إنتصار ، هى أصلاً من صنع ضميركم ، التى بها صار معروفاً وممجداًَ حتى وإلى اطراف الأرض ! وأنه مستحق لهذا بإستحقاق نقاوة حياته وحزم عزيمته ، وتشبثة الذى لا يتزعزع بالعقيدة الإلهية ، هذه التى شهدتم أنتم لها وأثبتموها له بتوقيركم وحبكم الذى لم يتزعزع . فها هوذا يعود إليكم وهو أكثر تألقاً مما كان يوم غادركم !! لأن النار إن كانت تجعل الذهب والفضة أكثر نقاوة بعد الإختبار ، فكم بالحرى ما يقال بالنسبة لإنسان عظيم مثل هذا يليق به كل أستحقاق ، الذى بعد أن جاز فى النار يغلبه مرات عديدو وبمخاطر يعود إليكم الآن وبرائته معلنه أمامه ، ليس من جهتى بل والمجمع كله . فالآن أيها الأخوة الأحباء أستلموا أسقفكم أثناسيوس بكرامة وفرح إلهين مع كل الذين وافقوه فى الضيقات ، وتهللوا لأنكم نلتم رجاء صلواتكم أنتم الذين كنتم بالطعام والشراب تعضدونه ، وبالخطابات كنتم تساندونه ، أما راعيكم هذا ، فكان جائعاً دائماً وعطشاناً إلى تقدمكم الروحى . وفى الحقيقة أنتم كنتم عزاء نفسه غندما كان متغرباً فى الأرض البعيدة فصرتم إنعاشاً لروحع بعواطفكم الصادقة وهو فى أعماق المحن والإضطهاد . أما أنا فإنه يسعدنى ، حتى ولمجرد تصورى فرحه كل واحد منكم عند عودته إليكم ، وتحيات التقوى الصادرة من كل الشعب وأعياد اللقيا المجيدة التى تتهيأ لها الجماعات وعجبى على تلك الصورة الكاملة لذلك اليوم الذى فيه يلتقى أخى هذا بكم مرة أخرى ، عند نهاية الضيقات كلها ، عندما تلتحم القلوب جميعاً الملتاعة بالشوق للعودة المبتغاة بأحر ما تكون عليه تعبيرات الفرح ، وإن هذا الشعور عينه ليمتد إلينا فى أعلى درجاته ، نحن الذين نعتبره بينه على فضل الإله علينا أنه جعلنا أهلاً لهذا الإمتياز أن نتعرف على هذا الإنسان الجليل الشأن . وأنه يليق بنا ان نختم هذه الرسالة بصلاة : ليت الإله القدير على كل شئ وأبنه ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بمدكم بهذه النعمة على الدوام ، وهكذا يعوضكم عن الإيمان العجيب الذى أظهرتموه بشهادة عجيبة فيما يختص بأسقفكم ، بأن يجعل لكم وللذين معكم " مالم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده إلهنا للذين يحبونه " بالمسيح يسوع ربنا ، الذى له المجد للإله القادر على كل شئ إلى ألبد آمين ، وأنى اصلى لكى تتشددوا أيها الأخوة المحبون البابا أثناسيوس يقابل إمبراطور الشرق قسطنطيوس ألح أمبراطور الشرق قسطنطيوس على البابا أثناسيوس ليرجع إلى كرسيه طيله 10 شهور فأرسل له ثلاث خطابات هذا غير الوفود الرسمية التى أرسلها إليه ، حتى أنه ترجى أخيه قسطانس أمبراطور الغرب ليتوسط فى أمر عودة البابا اثناسيوس إلى الإسكندرية وكرسيه ، وكان البابا فى أشد الريبة من تصرفات الإمبراطور الذى يتردد بين النقيضين وكان واقعاً تحت تأثير أساقفة الشرق الأريوسيين ، ولكنه أخيراً قرر البابا المجازفة والذهاب ليقابل الإمبراطور قسطنطيوس مع وفد من ألأكليروس (1) ، وقد كان يشك فى حرية إرادته أكثر مما يشك فى نيته تجاهه ، فطلب البابا أثناسيوس أولاً أن يستوثق أولاً من أساقفته ويحضرهم أمامه ويحاججهم أمامه ( ألإمبراطور) ليكشف كذبهم وضلالهم حتى لا يعودوا إلى فعل المؤامرات مرة ثانية . وهذا ما سجله البابا أثناسيوس وكان يتكلم عن نفسه بصفة الغائب : [ ولما ضغط عليه هكذا بكتاباته وأرسل يستحثه ويشجعه بواسطة كثيرين ، لأنه جعل جماعة من أشرف الولاة الذين يثق فيهم أثناسيوس يكتبون إليه مثل بوليميوس وداتيوس وبارديون وثالاسسوس وتوروس وفلورنتيموس ، سلم أثناسيوس الأمر كله للرب الذى حرك ضمير قسطنطيوس ليصنع هذا ، وحضر إليه مع أصدقائه وقد أصغى إليه الإمبراطور بكل فبول ، وشيعه إلى وطنه وإلى كنائسه ، وكتب إلى الولاة فى كل مكان الذين سبق وأن أمرهم أن يحرسوا الطرق ( ليقبضوا عليه ويقتلوه ) بأن يعطوه الآن حرية المسير والعبور . ولما اشتكى الأسقف ( أثناسيوس يتكلم عن نفسه ) مما أصابه سابقاً من إليه أن لا تعود الإتهامات الباطلة ولا تتجدد بواسطة أعداءه بعد رحيله قائلاً : " إن حسن فى عينيك أرجوك أن تدعول هؤلاء الأشخاص لكى تكشف سلوكهم فيما يختص بنا ، وهم لهم الحرية فيما يواجهوننا " ، فلم الألام التى عاناها ومن الخطابات التى وجهها الإمبراطور ضده ، متوسلاً يشأ الأمبراطور ذلك ولكنه أمر أن كل ما كتب من وشاية وإفرتاء فى حقه بمزق ويلغى ، مؤكداً أنه لن يصغى مرة أخرى لمثل هذه الإتهامات وأن فكره ثابت ولن يتزحزح ، وهو لم يقل هذا بمجرد الكلام فقط ، وإنما ختم أقواله هذه بقسم مستشهداً الرب فيما قال وأقسم ( للأسف حنث الأمبراطور بهذا القول وبكل ما أقسم به فيما بعد ) وشيعه بكلام تشجيع ، ولكى يثق فى ذلك أرسل هذه الخطابات للأساقفة والولاة ]الأريوسيين يحاولون أخذ موافقة لكنيسة أريوسيه فى مصر المؤرخ سقراط سجل الحوار الخطير التالى الذى جرى بين الأمبراطور قسطنطيوس أمبراطور الشرق والبابا أثناسيوس : [ وصل أثناسيوس غلى الشرق ومعه خطابات الدعوة الثلاثة ، ولم يقابلة الأمبراطور بعداء ( كعادته معه ) إلا أنه بتحريض الأريوسيين حاول الأمبراطور أن يلف عليه ويخدعه قائلاً : " هوذا أنت تعود إلى كرسيك بمقتضى قرار المجمع وموافقتنا ، ولكن وبما أن بعض الشعب فى الإسكندرية يرفض أن يقيم الشركة معك ، فإسمح أن يكون لهم كنيسة خاصة بهم فى الإسكندرية " وإذاء هذا الطلب أجاب اثناسيوس فى الحال بقوله : " يا صاحب السلطان أنت لك القوة أن تأمر وتنفذ أيضاً كما تشاء ، وأنا أيضاً بناء على ذلك أستأذنك أن تمنحنى من فضلك شيئاً " فأجاب المبراطور على الفور بالقبول , فإستطرد أثناسيوس فى الحال أنه يرغب فى أن يمنح هو أيضاً نفس الشئ الذى طلبه الإمبراطور منه : أى أن فى كل مدينة تمنح كنيسة للذين يرفضون إقامة الشركة مع الأريوسيين ! ولكن الأريوسيين سرعان ما لمحوا من غرض أثناسيوس الأذية والضرر الذى سيحيق بهم هم (4) فاجلوا طلبهم وأنسحبوا معطيين التصرف للإمبراطور . وقد منح الأمبراطور لأثناسيوس وبول ومارسيللوس واسكلباس ولوقيوس العودة إلى كراسيهم ، لن هؤلاء جميعاً قبلهم مجمع سرديكا / صوفيا ، ولكن من جهة أثناسيوس كتب الإمبراطور خطابات توصية للأساقفة والكهنة والشعب لتصير مقابلته بسرور ، على أن تسترد جميع الخطابات التى كانت تحمل أوامر ضده وتلغى ] ويضيف المؤرخ سوزومين أن : [ الأمبراطور قسطنطيوس أمر بأن تكون رحلة أثناسيوس فى العودة سريعة وعلى وسائل مواصلاته الخاصة ] [size=16][size=25]عقد مجمع محلى بأورشليم أحتفالاً بأثناسيوس
وعقد مجمعاً فى أورشليم برئاسة اسقفها مكسيموس لأستقباله وذكر البابا أثناسيوس هذا الحدث قائلاً :
[ ولما مررت على سوريا (4) قابلت اساقفة اورشليم الذين عقدوا مجمعاً فى اورشليم أستقبلونى بحرارة قلبية وكتبوا هذا الخطاب إلى الكنيسة ( ألأسكندرية) وللأساقفة :
المجمع المقدس المنعقد فى أورشليم إلى زملائنا فى الخدمة فى مصر وليبيا ، وإلى كهنة وشمامسة وشعب الاسكندرية ، الإخوة المحبوبين الذين نشتاق إليهم جداً ، يرسل تمنيات العافية فى الرب .
، زميلنا فى لا نستطيع إلا أن نقدم الشكر اللائق للرب من أجل المور العجيبة التى يعملها دائماً وبالأخص الآن من جهة كنيسنكم بإرجاع راعيكم وسيدكم إليكم الخدمة أثناسيوس ، لأنه من كان يصدق عينيه ستريان ما قد صار لكم الآن ، حقاً إن الرب الذى يعتنى هكذا بكنيسته قد سمع صلواتكم ونظر إلى دموعكم وأنينكم وإستجاب لتوسلاتكم .. ] (5)
البابا اثناسيوس يصل إلى مصر
وبكمل البابا أثناسيوس قائلاً :
[ أما من أساقفة مصر ونواحى ليبيا وشعبيهما وشعب افسكندرية ، فلا داعى للإسترال فى الوصف ، لأنهم تقاطروا جميعاً وقد تملكت عليهم فرحة لا يمكن التعبير عنها ، ليس لأنهم إستقبلوا أصدقائهم أحياء ، الأمر الذى لم يكونوا قط يتوقعونه ، الأمر الذى لم يكونوا قط يتوقعونه ، بل وبالأكثر لأنهم تخلصوا من الهراطقة الذين كانوا كالسفاحين أو كالكلاب المسعورة نحوهم ، ولذلك تعاظم سرورهم (بإستجابة تقوية) فكان الشعب بحمس بعضه البعض لمزيد من الفضيلة .
كم من عذارى نذرن انفسهن للمسيح بعد أن كن يطلبن الزواج !
كم من شياب تغايروا بسبب رؤيتهم لنماذج الآخرين فخرجوا لحياة الرهبنة .
كم من آباء قد أقنعوا اولادهم ، وكم من أولاد أقنعوا آبائهم لمزيد من النسك المسيحى .
كم من زوجات أقنعن أزواجهن ، وأزواج أقنعوا زوجاتهم وتفرغوا للدخول فى عهد الصلاة كما أوصى الرسول .
كم من أرامل ، كم من يتامى .. كانوا جياعاً عرايا وبحماس الشعب إمتلأوا شبعاً وأكتسوا .
وفى كلمة ، كم كانت غيرة الشعب ومنافسته فى الفضيلة حتى لتكاد تظن أن كل عائلة وكل بيت قد صار كنيسة ، من أجل صلاح الساكنين فيه والصلاة التى يرفعونها أمام الرب . أما فى الكنائس فكانت هناك موجة سلام عميقة وعجيبة ، والأساقفة كتبوا من كل ناحية ، فى العالم ، لأثناسيوس ، وأثناسيوس كتب لهم الرسائل السلامية كالمعتاد ...
ومن كان يرى هذه الأمور ولا يمتلئ عجباً ، والسلام يرفرف على الكنائس ! من ذا الذى لا يتهلل بسبب رؤيته لألفة الأساقفة وأتفاقهم فى كل مكان ! من الذى يرى سرور الشعب فى كل إجتماعاتهم ولا يعطى المجد للرب ! كم من أعداء تابوا ..
كم من أشخاص أعتذروا عما بدر منهم نحوه من ظلم وإتهام بالزور! كم من أشخاص كانوا معه فى عداوة فصاروا فى تعاطف وحب ! كم من أشخاص الذين انحازوا تحت الضغط والإرهاب جاءوا ليلاً وقدموا توبتهم ! معلنين حرمهم للهراطقة متوسلين منه بالعفو لأنهم وإن كانوا قد أنغمروا فى المؤامرات والمكايد وظهروا كأنهم فى غنحياز شخصى للأريوسيين ، إلا انهم إعترفوا أن قلوبهم كانت دائماً فى شركة صادقة معه ..
صدقونى هذا صدق ( وبهذه الكلمات التى لا يعرفها أحد يكشف اثناسيوس عن نفسه بصيغة الحاضر لهذه الأحداث
رسالة تهنئة بالعودة للبابا أثناسيوس من القديس أنطونيوس يحملها رهبان باخوميوس
كان القديس باخوميوس قد تنيح فى 14 بشنس (9 مايو) وكانت عودة أثناسيوس من منفاة الثانى فى 24 بابة (21 أكتوبر ) من عام 346م .
ولكن كان هناك قديساً آخر فى هذا العصر الذهبى للمسيحية فى مصر ألا وهو القديس الأنبا انطونيوس أب الرهبان الذى تبقى من حياته بعد عودة البابا 10 سنوات لأنه تنيح سنة 356م ، وقد وردت تهنئته فى سيرة القديس باخوميوس كما يلى : [ وعرض فيما بعد من ألمور المباركة لأن ألب الفائق قدسه أثناسيوس المتوشح بالمسيح رأس أساقفة الأسكندرية عاد من القسطنطينية (الأصح أنطاكية) وتسلم كرسيه وصار ألكثرون يقصدونه للسلام عليه وللمفاوضة معه وأخذ صلاته وبركته . ووافق ذلك أن الأخوة من الدير "بافو" (يظهر أنها كلمة قبطية بمعنى توجهوا ) وقتئذ إلى الإسكندرية فى مركبهم الالخصيص لأسباب تختص بمصالح الدير ، وفى حال مسيرهم وقد حصلوالكبير أنطونيوس تذاكروه ، وآثروا أن يبصروه ويأخذوا بركته ، فخرجوا من المركب وصعدوا فى الجبل وعندما أقتربوا من مغارته ، أقتسر ذاته لأنه كان شيخاً هرماً (95 عاما) ونهض للقائهم ، ولما سلموا عليه سألهم عن ا عند الجبل الذى فيه ألب أخبار ألب باخوميوس ( كان قد تنيح من فترة قصيرة ولم يكن قد عرف الخبر) فبكو بشجون كثيرة ، حينئذ علم أنه قد انتقل إلى الرب ، فقال لهم : " لآ تبكوا لأنكم كلكم بصلواته قد صرتم باخوميين كثيرين ، وبالحقيقة أقول لكم ، أنه خدم الرب خدمة كبيرة فى جمعه هذه الجماعات الوافرة وجعلهم على رأى واحد عابدين الإله ، وسلك وأقتدى بهم ، وصار مصباحاً منيراً ... ولما عرف قصدهم المضى للأسكندرية للسلام على أنبا اثناسيوس ولموضوعات أخرى ، كتب لهم كتاباً إلى المذكور رئيس الأساقفة يهنئة بقدومه معافى إلى كرسيه ويقول له عن الأخوة حاملين كتابه تأمل أولاد الإسرائيلى حقاً ، ثم صلى عليهم وباركهم وسرح سبيلهم ، ولما وصلوا غلى الإسكندرية قبلهم الأب أثناسيوس الأسقف أحسن قبول وزاد فى كرامتهم لا سيما لأجل كتاب المغبوط أنطونيوس لأنه كان عارف بسيرته وسمو فضيلته ، ولما قضوا أشغالهم عادوا إلى ديرهم ][center][size=25]المرحلة الأولى من الفترة الذهبيةسميت هذه المرحلة من حياة أثناسيوس التى قضاها على كرسى الأسكندرية الرسولى المرقسى بالفترة الذهبية (10 سنوات ) لأنها تميزت بفترة سلام طويلة نسبياً وخلت من الأضطرابات أو القلاقل ، وكان قد بلغ 48 عاماً من حياته ، وقد نشط فيها روحياً وداخليا وقام بالعمل الدؤوب لرأب الصدع فى داخل الكنيسة وخلاص الشعب المسيحى ، وتنقسم هذه الفترة الذهبية إلى مرحلتين المرحلة الأولى من الفترة الذهبية المرحلة الثانية من الفترة الذهبيةالمرحلة الأولى من الفترة الذهبية :تبدأ هذه المرحلة من 346 م - 351م وفى هذا الوقت قتل الإمبراطور قسطنطس (1) الذى كان يعين البابا اثناسيوس ويسنده على يدى ماجنتيوس (350) فنشبت حرب أهلية بين قسطنطينوس وماجنتيوس ظلت أربع سنوات . تنتهى هذه الفترة بالحرب وإنتصار قسطنطيوس وجلوسه على عرش الأمبراطوريتين معا الشرقية والغربية وأصبح أمبراطوراً على المملكة الرومانية كلها .نهضة روحية عامة ورعاية للشعبجفت أرض مصر وأصبح شعب مصر عطاشى لكلمات ينبوع الحياة والرعاية الروحية ، وبمجرد وصول البابا أثناسيوس لأرضها إنساب كلمات السيد المسيح من خلال فمه وأمتلأت شقوق الشعب الجافة وتماسك الناس حول الكنيسة بعد الجفاف الذى عاناه الشعب وهم تحت وطأة الإضطهاد الأريوسيين والمليتيين وقد قدم الشعب المصرى المسيحى تضحيات كثير بسبب خضوعه المطلق للإيمان المسيحى القويم ولراعيه الأمين الذى رأى فيه قدوة بأنه ناضل ضد الهرطقة الأريوسية وعنفها ، بل أن الشعب رأى فى البابا أنه لم يخف من ألأمبراطور ولا الأريوسيين ومن سطوتهم عندما اصدر إمبراطور الشرق أمرا بقتله وقد قال بالبابا حول هذا الموضوع : [ وقد تملكت عليهم فرحة لا يمكن التعبير عنها ليس لأنهم أستقبلوا أصدقائهم أحياء ، الأمر الذى لم يكونوا يتوقعونه ، بل وبالأكثر أنهم تخلصوا من الهرطقة الذين كانوا كالسفاحين أو كالكلاب المسعورة نحوهم ، ولذلك تعاظم سرورهم ، فكان الشعب يحمس بعضه البعض لمزيد من الفضيلة ]وقد قسم أبونا المتنيح متى المسكين هذه النهضة الروحية إلى شقين هما : الأول .. التفاعل الإيجابى تلقائى من الشعب نفسه فى حماسة منقطعة النظير لممارسة الفضائل المسيحية وتجسيدها فى الواقع المعاش وهى علاقة خاصة بين الشعب والمسيح والتربية المسيحية. أما الشق الثانى فهو القيادة الفعلية للبابا أثناسيوس فهو نموذج حى معاش أمام الشعب كقول الكتاب " فتمثلوا بإيمانهم " كما أن البابا قد شارك فى هذه النهضة وهذا هو التسلسل الذى أتبعه البابا اثناسيوس فى توضيح أسس النهضة التى قامت فى عصره : أولاً : نشاط متزايد جداً فى الخروج من العالم لتقبل الحياة الرهبانية من كلا الجنسين . أ - بالنسبة للشابات : " كم عذارى نذرن أنفسهن للمسيح بعد أن كان يطلبن الزواج " ب - بالنسبة للشباب : " كم من شباب تغايروا بالغيرة الحسنة بسبب رؤيتهم لنماذج الآخرين ، فخرجوا من العالم للحياة الرهبانية " ثانيا : إقبال الأسر على أعمال النسك والتدقيق فى الحياة ، من صوم وصلاة وصدقة وحضور الإجتماعات الكنسية : " كم من آباء أقنعوا أولادهم وكم من أولاد أقنعوا آبائهم لمزيد من النسك المسيحى " ثالثاً : دخول المتزوجين فى تنافس مع النساك والرهبان للقداسة بروح إنجيلية : " كم من زوجات أقنعن أزواجهم وأزواج أقنعوا زوجاتهم وتفرغوا للدخول فى عهد الصلاة " رابعاً : تكوين منظمات شعبية بسبب لإنفعال المحبة الروحية العملية : كم من أرامل وكم من أيتام كانوا جياعاً عرايا ، وبحماس الشعب أمتلأوا شبعاً وأكتسوا " خامسا : تكوين إجتماعات روحية فى البيوت فى حدود الأسرة ، للصلاة والتسبيح والشكر حتى صار كل بيت كأنه كنيسة : " كانت غيرة الشعب ومنافسته فى الفضيلة شديدة حتى يكاد يظن أن كل عائلة وكل بيت قد صار كنيسة ، بسبب صلاح الساكنين فيه والصلوات التى يرفعونها أمام الرب : " سرور وسط الشعب فى كل إجتماعاتهم " سادساً : نشاط الخدمة داخل الكنائس والصلوات وعلاقات الأساقفة والكهنة : كان يعمها السلام العميق ، وهنا إشارة ضمنية إلى عمليات تنظيم وتوجيه من البابا اثناسيوس نفسه لا بد أن تكون شملت مجمامع محلية وإجتماعات وزيارات وإفتقاد : " أما الكنائس فكانت هناك موجة من السلام العجيب والعميق ، والأساقفة كتبوا من كل النواحى وأستلموا من اثناسيوس الرسائل السلامية كالمعتاد " .. " والسلام هكذا كان يرفرف على الكنائس " .. " ألفه بين الأساقفة وأتفاقهم فى كل مكان " سابعاً : نشاط ملحوظ فى الوعظ والنشرات الدورية لأقناع الأريوسيين والمليتيين بالعودة إلى الكنيسة وأظهر البابا أثناسيوس روح الصفح والقبول : " كم من أعداء تابوا " " كم من أشخاص إعتذروا عما بدر منهم نحوه من ظلم أو إتهام بالزور " " كم من أشخاص كانوا معه فى عداوة فصاوا فى تعاطف وحب " " كم من أشخاص إنحازوا تحت ضغط وإرهاب جائوا ليلاً وقدموا توبتهم [center] الرهبنة القبطية فى عصر البابا أثناسيوس بمصرتاريخ الكنيسة بدأ كما نعرف قبل تاريخ الرهبنة ، وكان هناك بطاركة وأساقفة متزوجين قبل بداية الرهبنة فى مصر ، إلى أن سيطر الرهبان على مركز البطاركة والأساقفة بعد قرار أحد المجامع المسكونية بتخصيص هذه المراكز للبتولين ، والبتول هو الشخص الذى لم يتزوج , والأشخاص الذين لم يتزوجوا إما أن يكونوا فى العالم ونذروا حياتهم لخدمة الرب أو ذهبوا إلى الصحراء وترهبوا فى الأديرة ، ولكن ينص قرار إنتخاب البطرك القبطى أنه يختار فقط من بين الرهبان وأهمل البتوليين الذين يعيشون فى العالم وإندمجوا مع الناس والرؤساء وعرفوا كيفيه التعامل معهم هذا للتوضيح فقط . والرهبان الأقباط للحق حملوا مشعل الإيمان الكنسى والتنوير ، ولما كان الرهبنة فى حقيقتها عزلة وإنقطاعاً عن العالم إلا أنها فى صلة قوية لا تنقطع مع الكنيسة ، فهم يستمدون نشاطهم من عزلتهم فى جو روحى مسيحى نقى ، وتؤدى الرهبنة واجبها الإيمانى والكنسى بالصلاة عن بعد أما إذاء مشاكل الرؤساء فيظهر الرهبان فى العالم أثناء محنة الكنيسة بقوة كما فعل الأنبا أنطونيوس الذى ذهب إلى الإسكندرية فى زيارة خاطفة خصيصاً ليساند البابا أثناسيوس ضد الأريوسيين ، وقد كان الرهبان فى بداية نشأتهم مستقلين عن الكنيسة ولكن سرعان ما ألتحموا معها وتبوأوا مراكز القيادة فيها ، والرهبنة لم تكن قوية دائماً ولكن سادها فترات ضعف فضعفت الكنيسة القبطية أيضاً لأنهم قادتها وتلاحظ هذه الفترات بصورة واضحة أيام الإحتلال الإسلامى ، وعلى أى حال ليس هذا موضوعنا لأننا نتكلم عن أقوى زمن كانت فيه الرهبنة القبطية فى ذروتها وهو عصر البابا أثناسيوس الرسولى حيث قام الرهبان بدور خطير فى محنة الكنيسة أثناء إضطهاد الأريوسيين حيث كانت الكنيسة بدون رآسة البابا الذى كان يقضى فترة نفيه الثانية والتى دامت 90 شهراً . وكانت هناك تجمعات رهبانية مشهورة فى مصر هى : 1) التجمع الرهبانى فى نتريا فى اقصى الشمال بقيادة آمون . 2) والتجمع الذى قاده الأنبا انطونيوس أب رهبان العالم وكان فى وسط الوادى . 3) والتجمع الثالث كان فى طبنسين فى اقصى الجنوب بقيادة الأنبا باخوم أبو الشركة . وقد أنتزعج الأريوسيين من هذه الحصون الإيمانية الثلاثة الثابتة فقد كانوا يلهجون فى الكتب المقدسة ليلاً ونهاراً وكانوا من الكثرة بحيث أنهم كانوا قوة لا تقهر من المعرفة الكنسية والإيمانية والإستنارة القلبية والعملية ، وقد حاول الأريوسيين أستعمال كل الأساليب الملتوية لتحطيم وحدتهم ، فإستخدموا الرهبان والأساقفة المنحازين لهم ليقتحموا هذه الحصون المنيعة فى حرب لتضليل وزعزعة الإيمان ومسخ التقليد ، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل وذابت هذه العناصر الدخيلة وسط خضم من بحر الحب الذى أحتواهم فى داخل إيمانهم الروحانى القوىوقد وضع رهبان هذه المناطق على كاهلهم التغذية الروحية المسيحية للمناطق الشعبية التى ضعف إيمانها من اقصى شمال وادى النيل إلى اقصى جنوبه ماراً بوسطه ، فإنطلق الرهبان لمساندة الكنائس فى اثناء محنة الإضطهاد الأريوسى فكسروا حدة الموجة الأريوسية التى أعد لها الأريوسيين وخططوا بالسياسة والقوة العسكرية والتزييف الدينى . وكان ظهور الرهبان وسط الشعب بمنظرهم البسيط وسلوكهم الروحانى العالى وتمثلهم بقديسى العصور الأولى أثراً روحياً ليس له مثيل ، وأحس البابا اثناسيوس بتأثيرهم القوى فى مساندة الكنيسة وشعبها فى مواجهة هذا الغزو الأريوسى الداخلى وسانده هو شخصياً سوا أكان عملياً بمؤاذرتهم له أو روحياً بصلواتهم ، وقد استعان البابا أثناسيوس بالرهبان فى قضاء الكثير من المهام الخطيرة التى كانت فيها خطر على حياتهم فقاموا بها ، فقاموا بها مستصغرين الموت فقد تركوا العالم وأعتبروا أمواتاً ، فأظهرت هذه المهام الطبيعة الفدائية التى إكتسبها الرهبان فى حياتهم الروحية واضعين عنوانها " لى أشتهاء أن انطلق " ولى حياة هى المسيح " وكان البابا أثناسيوس يعتقد فى طقس البتولية وخاصة للعذارى هو طقس ملائكى ، له كرامة كنسية خاصة وله عمل سرى لدرجة أنه كان يقول : " إن المدينة إذا كان يوجد بها عذراء نقية متبتله للمسيح ، فإن الرب يحفظ هذه المدينة بلا سوء بسبب هذه العذراء فشجع البابا أثناسيوس حياة الرهبنة فى عظاته أو مؤلفاته وكتب الكثير من المقالات النسكية عن النسك والرهبنة والبتولية بحماس شديد ، حتى ألهب الروح النسكية عند الشباب والشابات فبدأ الكثيرين منهم يدخلون من باب الرهبنة فأصبحوا يحملون روح المسيحية الحقيقية فأبهروا العالم كله بنسكهم وروحانياتهم العالية التى لا تزال تقرأها حتى اليوم فى موسوعات العالم وكلماتهم وأعمالهم سجلت فى كثير من المراجع العالمية فى ألاباء ما قبل نيقية وما بعدها ( وهى عدة كتب موجودة باللغة على شبكة المعلومات العالمية المعروفة بالنت ويمكن تحميلها على الكمبيوتر )وفيما يلى تسجيل من تاريخ حياة باخوميوس يسرد أبعض الأحداث التى ذكرناها : [ وأتصلت اخبار الب باخوميوس برجل أسمه تادرس من ذوى مراتب الكنيسة العظمى بمدينة الإسكندرية ، وكان فاضلاً فى سيرته متقشفاً فى عيشته يلازم النسك ، ... مستقيم الديانة صحيح الأمانة كان قريباً وملازماً لينبوع الحياة الأب أثناسيوس رئيس أساقفة الإسكندرية ، ومنه سقى أرضه ورواها وأتى بأثمار الفضائل ، فقبله الأب فى الحين بفرح كثير وأحصاه فى جملة الأخوة ، ورسم له المقام عند شيخ من القدماء الأفاضل يحسن اللغتين اليونانية والقبطية ، لأن تادرس هذا كان لا يحسن إلا اليونانية ، فكان الشيخ يعلمه القبطية ... وهذا كان بكر الإسكندريين فى هذا الدير ، لأنه قدم منهم جماعة وأقتدوا بسيرته ، ومن جملتهم أكسونيوس ، وناون ، والروميان فيرمى وروميلس والعجيب دومنوس الملقب بالأرمنى وبقية القديسين الكواكب الزاهرة ، بعضهم أدرك باخوميوس فى حياته وبعضهم لم يدركه ( قبل عام 346م وبعد 346 م ) .وفى سيرة القديس أمونيوس الذى ترهب فى أديرة الباخوميين على يدى تادرس تلميذ باخوم (15مارس 351م ) بعد نياحة القديس باخوم بست سنوات وأكمل رهبنته فى نتريا قال أنه : " تقبل الفكرة الرهبانية على أثر موعظة من عظات القديس أثناسيوس ، وكان عمره آنئذ 17 سنة " ويخبرنا القديس الغربى الشهير جيروم أن أثناسيوس عالج موضوع البتولية مرات كثيرة ، ولا تزال كثير من عظاته ومؤلفاته عن البتولية موجودة ، بعضها تحقق بصفة مؤكدة أنها بقلم القديس أثناسيوس أو من أقواله ، وبعضها لا يزال العلماء مترددين فى صحة نسبتها إليهقوانين العذارى وعبارات البابا عن الرهبنةوكثير من كتابات أثناسيوس الرسولى عن قوانين للعذارى وأخرى صلوات لهن تقال فى مناسبات كثيرة ، وكذلك على الأغابى التى تصنعها العذارى ، وطريقة سلوكهن وأكلهن ولبسهن وسهرهن الروحى .. ألخ كما نجد أيضاً فى كتاباته إصطلاحات وعبارات ذكرت لأول مرة وأستمر إستعمالها حتى الآن فيقول عن الرهبنة مثلاً : " الطقس الملائكى " وأن " العذارى هن عرائس المسيح " .. و " أنهن ختمن عقداً مع المسيح يدوم حتى الموت " .. " يمارسن الصمت والقراءة فى الأسفار المقدسة ويرتلن المزامير ويعملن بأيديهن ولكن يعشن عيشة الفقر الإرادى "وقد عثر العالم "لوفر" فى الدير الأبيض على مخطوطات بها اجزاء من عظات البابا أثناسيوس كان يستخدمها الأنبا شنودة فى تعليم الرهبان ورد فيها ايضاً بعض العبارات والأسماء أطلقها البابا على الرهبنة أو البتولية مثل " موهبة إلهية " ويسميها أيضاً " غنى الكنيسة " ، " عطية البذل المحفوظة للرب " و " العذراء تعيش حياة غير مائتة فى جسد مائت " أفكار البابا أثناسيوس عن الزواج والبتوليةأرسل البابا اثناسيوس خطاباً إلى آمون أب رهبان إقليم نتريا عن الزواج والبتولية إحتوى هذا الخطاب تبجيله الفائق للحياة الرهبانية فقال : [ لأنه يوجد طريقان فى الحياة بخصوص هذا الأمر : واحد الأكثر إعتدالاً والعادى أقصد الزواج .. والآخر ملائكى ولا يفوق عليه شئ وهو البتولية ، والآن إذا إختار الإنسان طريق العالم أى الزواج فلا يلام ، غير انه لا يستطيع أن يحصل على مواهب كبيرة كالآخر .. فهو سيحصل على ثمر بمقدار ثلاثين ، ولكن إذا تقبل الرجل الطريق المقدس غير الأرضى ، فبموازنته مع الأول فهو وإن كان خشنا وشاقاً فى تكميله إلا أن ثماره أكثر وأعجب ، لأن فيه تنمو الثمار الكاملة بمقدار المائة .. فقوى ايها ألاب قطيعك الذين تحت تدبيرك ، عظهم بالكتابات الرسولية ( الرسائل) وقدهم بالأنجيل وإرشدهم بالمزامير ]أثناسيوس يعيش بروح انطونيوس الرهبانيةذكر المؤرخين ان البابا أثناسيوس تلقى من الأنبا أنطونيوس الروح النسكية فى شبابه ، وظل يعيش بروح انطونيوس الرهبانية ، فتكنت الرهبانيه منه فراح يذيعها فعلم اوربا الرهبنة أثناء نفيه الثانى الذى أمتد إلى 90 شهراً وما زال كتابه الشهير الذى أنتشر فى أوربا عن " حياة أنطونيوس " يأتى بثماره حتى الآن وبدأت ثماراً فورية فى الغرب ونشأت جماعات رهبانية هناك وكان رؤسائها يرسلون للبابا المصرى أثناسيوس رسائل يستفسرون عن النظم الرهبانية المصرية وسلوك النسك فيها ، وعندما رجع إلى مصر بعد نفيه الثانى بث روح النسك والرهبنة التى أنتشرت فى صدور شباب مصر وفتياتها حتى صارت جموع الرهبان تعد بعشرات الألوف ، فى نتريا والقلالى وشيهيت وطيبة .. وفى كل صعيد مصر من منف حتى أسوان . وقد كان لهذه الطغمة الملائكية إستقلالها عن الكنيسة شديدة فى بداية نموها تعمل كدعامات لها خارجية قوية ، وأحس أثناسيوس أنه جزء منهم وفى نفس الوقت هو راس الكنيسة ، فإهتم بهم وأعتمد عليهم لأنهم كانوا جيشاً قوياً ضد الأريوسيين .. ونشأت صداقة حميمة بين البابا اثناسيوس ورؤساء الجماعات الرهبانية مع : أمونيوس فى نتريا ، وأنطونيوس فى بسبير ، وباخوم فى طبنسين كان لهذه الصداقة اثر عميق هدفها عدة أسس هى : *** توجيه الحياة الرهبانية وحفظها على مستوى من النسك العالى وتنميتهم فى الفضائل الروحية . *** تعليم الرهبان ألاراء الفكرية والفلسفية المختلفة فصارت الأديرة مدارس فكرية تنشر التعليم المسيحى الأرثوذكسى الصحيح . *** تطهير الفكر الرهبانى من الاراء المخالفة الأريوسية وسائر الهرطقات والإنحرافات الفكرية الأخرى . ومن الخطابات القليلة التى أحتفظ لنا بها التاريخ خطابات أرسلها لآمون رئيس نتريا .. ولآمونيوس تلميذ تادرس الباخومى الذى عاش فى نتريا ، ولأورسيزيوس فى طبنسين أو لرؤساء أو لجماعات رهبان صغيرة متناثرة فى الوادى لم يذكر أسمائهم ، وكان وسيلة أتصاله بهم هو أما أنهم كانوا يزورونه او أو يراسلونه على الدوام يسألونه عن كل شئ من الرأى اللاهوتى حتى دقائق الأمور النسكية التى كانت تصعب عليهم فهمها أو الأمور التى كان يصعب عليهم ةإعطاء تعليم بشأنها ، والتاريخ يثبت ذلك عندما أرسل آمون يسأله بشأن : الإحتلام الليلى ، والأفكار ، والمناظر الليلية الخارجة عن حدود الطهارة والتى كانت تعثر الرهبان فى حياتهم الرهبانية . [/center] [/size][/size][/center] [/size] | |
| | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| | | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: رد: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:26 am | |
| مجمع فى آرل وآخر فى ميلان السلطة الكنسية المصرية هى التى أحيت فى الإمبراطورية الرومانية وفى العالم فيما بعد الشعور بالنظام وإحترام الحرياتيقول المؤرخ جيبون : [ إنه لو أن هذا الإمبراطور أوحى له مزاجه أن يقرر قتل أعظم شخصية فى الأمبراطورية مهما كان مقامه ونبله ، لما تردد وزراؤه من أنصار العنف السافر أو الظلم الشيديد فى تنفيذ هذا القرار ، ولكن مقدار الصعوبة البالغة التى لقيها ألمبراطور فى مجرد إدانه وعقاب الأسقف المحبوب أثناسيوس وما كلفه من حذر وتمهل ، كل هذا أظهر للعالم أن حقوق الكنيسة قد أحيت فى الحكومة الرومانية الشعور بالنظام وإحترام الحريات. وبالرغم من أنه كان لدى المبراطور حكم ( بالأدانة ) من مجمع صور أيده أغلبية اساقفة الشرق بإنزال أثناسيوس من مقامه الأسقفى ، إلا أن التأييد القوى الفعال الذى لقيه اسقف مصر من جراء إتصالة بالكنيسة الغربية أجبر قسطنطيوس على إيقاف تنفيذ حكم مجمع صور حتى يحصل على موافقة اساقفة اللاتين ، وإنقضى عامين فى التفاوض مع الكنيسة ، نوقشت فيه قضية اثناسيوس حيث تولى دفعها الإمبراطور فى مجمع آرل ..اولاً سنة 353 م , ثم فى مجمع ميلان ثانية سنة 355 م الذى إلتأم فيه 300 أسقفاً ، حيث تداعت (سقطت) نزاهة هذا العدد الضخم من الأساقفة شيئاً فشيئاً أمام إدعاءات وأكاذيب أنصار آريوس ومهارة الخصيان ، ووسائل الإغراء والضغط التى مارسها الإمبراطور ، الذى روى ظمأه حقده على حساب كرامته ، وأفصح عن أهوائه الشخصية بالطريقة التى أتبعها فى الـأثير على أحاسيس رجال الدين ، حتى إلتجأ إلى أسلوب إفساد الضمائر ونجح بعرضه الهدايا والكرامات والحصانات ثمنأ للحصول على أصوات الأساقفة ] صرخة هيلارى أسقف بواتيهوينقل إلينا جيبون المؤرخ صرخة هيلارى أسقف بواتيه ضد هذا الإنهيار الخلاقى الذى أنجرف إليه الأساقفة بقوله : [ إننا نقاوم قسطنطيوس عدو المسيح ، الذى يداعب البطون قبل أن يلهب الظهور بالسياط ] [ غير أن اثناسيوس لم يعدم الأصدقاء الذين وقفوا بجانبه ، الذين ابت عليهم كبريائهم أو نقاوتهم أن يتنازلوا عن قضيته التى هى قضيتهم ، فثبتوا فى المناقشات العامة وفى احاديثهم الخاصة مع الإمبراطور على الإلتزام الأبدى بالدين والعدالة ، وكانت تدفعهم إلى ذلك نخوة الرجولة والقداسة ، فأعلنوا أنه لا الرجاء فى حظوة صداقة الأمبراطور ولا الخوف من غضبه يمكن ان يرغمهم على الأشتراك فى إدانة أخ غائب برئ له أحترامه !! وأكدوا أن القرارات الباطلة غير القانونية التى أصدرها مجمع صور أصبحت فى حكم الملغاة ضمناً بفعل المراسيم الأمبراطورية التى جائت بعدها ، والتى نصت على إعادة كبير الأساقفة إلى كرسيه بالأسكندرية مع سكوت أكثر أعدائه على ذلك ، بل وإنكارهم أقوالهم السابقة عنه .. !! وإستشهدوا بتأييد أساقفة مصر جميعاً لبرائته ، وما أقره مجمع روما ومجمع سرديكا ( صوفيا) بمقتضى حكم الكنيسة اللاتينية غير المتحيزة .. ولكن صوت الحق أسكتته الأكثرية التى باعت ضمائرها ، وإنتهت مجمعى آرل وميلان بحكم أشترك فيه أساقفة الشرق والغرب معاً وعلى السواء بإدانة أثناسيوس أسقف الأسكندرية وعزله من منصبة ! فوقع الأساقفة الذين غيروا موقفهم فى اماكنهم . أما الأساقفة الذين رفضوا التنازل عن آرائهم أو الخضوع للقرارات التى اصدرها مجمعى آرل وميلان فقد أصدر المبراطور أمراً بنفيهم وهم : ليباريوس أسقف روما ـ هةسيةس أسقف قرطبة ( أسبانيا) بولينوس أسقف تريف ، ديونيسيوس أسقف ميلان ، يوسابيوس أسقف فرشيللى ، لوسيفر أسقف كاليارى ، هيلارى اسقف بواتيه . وقد حاول الإمبراطور قسطنطيوس بالأرهاب والأغراء أن يثنى كلاً من أسقف روما وأسقف قرطبة ، لما يعلمه من تأثيرهما القوى على بقية اساقفة العالم ، ولكن ظلت محاولاته عديمة الجدوى فترة من الزمن .. وإذا بالأسقف هوسيوس الذى ناهز المائة عام من عمره يعلن أنه على أستعداد لتحمل الآلام تحت حكم قسطنطيوس كما تحملها قبل ستين عاماً تحت حكم جده مكسيميان !!! اما اسقف روما فقد اكد فى حضرة الإمبراطور أن اثناسيوس برئ !! وحاول الأمبراطور أن يهبه مبلغاً كبيراً من المال فى آخر لحظة وهو فى طريقة للمنفى فى بيريه Berea فى تراقيا ( وهى الآن الإقليم الذى يقع بين بلغاريا ورومانيا ) أعاد المال قائلاً للرسول الذى جاء به من بلاط ميلان : " إن الإمبراطور وخصيانه قد يكونون فى حاجة إلى ذلك الذهب للأنفاق على جنودهم وأساقفتهم " !! ولكن لم يحتملا هاذين الأسقفين العظيميين محنة الأسر والشعور بالنفى وربما الإهانات والإهمال التى تعرضا لها وبعد سنتين من الصمود أشترى ليباريوس أسقف روما عودته بشتى صنوف الإمتثال المشين ووقع الحرم على أثناسيوس مع معرفته بأنه مظلوم , أما وهوسيوس أسقف قرطبة وهو شيخ هرم أحنت الأيام ظهره وفى الوقت الذى كان يحتاج فيه إلى رعاية إستخدم الإمبراطور أساليب العنف والإغراء حتى أكرهه على التوقيع بالموافقة على الشركة مع الأريوسيين فقط ولكنه لم يوقع على حرم اثناسيوس . وهكذا سقط الغرب بكل كنائسة تحت مطرقة الأريوسيين كما سقط الشرق تحت ضرباتهم من قبل ولم يبقى إلا أثناسيوس فى الساحة يدافع عن الأيمان وامامه الأمبراطور يجول كوحش كاسر ينتهز الفرصة لينقض عليه أمام عيون العالم . أما باقى الأساقفة المعارضين فقد نفوا فى ولايات نائية من صحراء بلاد العرب وصعيد مصر ، وجبال طوروس ، وقفار فريجية أما الغرض الأساسى من نفى هءلاء الأساقفة هو خطوة تمهيدية لإرهاب أثناسيوس وجعله يقف وحيداً منعزلاً تمهيداً للقضاء عليه . وظل البلاط ألمبراطورى طيلة 26 شهراً يعمل سراً وبأبخث أنواع الحيل لخلع وعزل الابابا أثناسيوس عن كرسيه وحرمانه من المنحة التى كان ينفق منها بسخاء على الشعب . وأصبح الطريق الآن ممهداً بعد أن تخلت الكنيسة اللاتينية عن أسقف مصر ولم يبق للبابا المصرى إلا السيد المسيح ، عندئذ أرسل الأمبراطور قسطنطيوس أثنين من امناء سره بتكليف شفوى أن يعلناه بأمر الأمبراطور بنفيه , وأنهم سيقومون بتنفيذ ذلك . وبالرغم من أن ألمبراطور حصل على أحكام موقعه من جميع اساقفة العالم بحرمان أثناسيوس إلا انه لم يعط تفويضاً كتابياً بتنفيذ الحكم والقبض عليه ، خوفاً من قيام ثورة فى الأسكندرية ودفاع الشعب بقوة السلاح على براءة ابيهم الروحى . وهذا الحرص الناشئ عن الخوف من جانب الأمبراطور أتاح للبابا أثناسيوس بالأدعاء بأنه - وبكثير من ألأحترام - يشك فى صحة هذا الأمر الشفوى الصادر بنفيه ، والذى يناقض عدالة الأمبراطور الكريم ويتضاد تصريحاته السابقة . وإذاء إدعاء البابا اثناسيوس فإن السلطات المدنية شكت أيضاً فى هذا ألمر الشفوى الغريب كما عجزت عن القيام بمهمة إرغام الأسقف على التخلى عن كرسيه ، وإضطرت إلى عقد معاهدة مع زعماء شعب الإسكندرية إتفقت فيها معهم على إيقاف كل الإجراءات الخاصة بالقبض عليه أو الهجوم على الشعب المساند له حتى تتأكد لهم مشيئة الأمبراطور بوضوح .. وفى نفس الوقت صدرت الأوامر سراً إلى جيوش الرومان فى مصر العليا وليبيا بالتحرك نحو الأسكندرية التى كانت مشتعله بالحماس ضد الظلم الذى يواجهه اسقفها للهجوم المفاجئ عليها . وكان موقع الإسكندرية بين البحر وبحيرة مريوط عاملاً سهلاً على الجيوش أن تقترب من المدينة من جهة الغرب قبل أن تتخذ أيه خطوات لغلق الأبواب أو إحتلال مراكز الدفاع الهامة . وبعد مضى 23 يوما من عقد المعاهدة الكاذبة ، قاد سيريانوس أمير مصر ( حاكم مصر) حملة مكونة من خمسة ألاف جندى من الجنود المسلحين وهاجم كنيسة القديس ثيؤوناس حيث كان البابا اثناسيوس مع الشعب والأكليروس يؤدون صلاة العشية ] مجمع آرل وبداية إضطهاد قسطنطيوس للبابا أثناسيوس يقول البابا أثناسيوس فى كتابه عن تاريخ الأريوسية الجزء الرابع [ حنث أورساكيوس وفالنس : لم يستطع ورثة أفكار يوسابيوس وأتباعه فى التخطيط والإنحطاط الأخلاقى أن يحتملوا السلام الذى بدأ يستتب بين اثناسيوس ( البابا يتكلم عن نفسه ) وبين الأساقفة الذين بلغ عددهم أكثر من 400 أسقف - بحسب تجمعهم فى سرديكا / صوفيا - من روما العظمى وكل إيطاليا وكالابريا وأبيولا وكامبانيا وبروتيا وسردينيا وفورسيكا وكل أفريقيا ، مع اساقفة الغال ( فرنسا) وبريطانيا وأسبانيا وعلى رأسهم المعترف العظيم هوسيوس مع أساقفة باتونيا ونوريكم وسيسيكيا ، ودلماطية ، وداردانيا وداسيا وموسيا ومكدونية وتساليا وأخائية وكريت وقبرص وليكيا ، ومعظم أساقفة فلسطين وأبشوريا ومصر وطيبة وكل ليبيا والخمس مدن . وهكذا لم يطق هؤلاء المارقون هذا التجمع السلمى الكبير ، فإمتلأوا حسداً وحقداً وخوفاً لئلا يفلت من مصيدتهم الذين وقعوا فى غوايتهم وتبدأ ضلالة هرطقتهم تنفضح وتقاوم فى كل مكان . وفى سنة 351 م إستطاع هؤلاء المارقون أن يستميلوا أورساكيوس وفالنس ، فعادوا إلى قيئهم الأول وتمرغوا فى حمأة سلوكهم غير الشريف ، وكانوا يتحججون لحياتهم بحياتهم المعيبة هذه بخوفهم من الأمبراطور قسطانس الكلى القداسة !! ولكن إن أخذنا بعذرهم هذا فما الذى أجبرهم أن يخونوا زملائهم ؟ ولكن لم يكن من سبب للخوف بل هو الكذب والغش ، هذا بحد ذاته يجعلهم بالحق تحت الدينونة ! لأنه ما من جند ذهبوا إليهم ولا أمراء ولا كتيبة ولا حتى المبراطور مر بهم ، ولا أحد دعاهم أن يكتبوا هذا الخبث بأيديهم ، ولكنهم بمحض إرادتهم ذهبوا إلى روما وسجلوا على أنفسهم فى وثائق الكنيسة دون أى عوامل لتخويف أو ضغط ، حيث لم يكن هناك داع للخوف إلا الخوف من الرب وحده ولا ضاغط إلا من حرية الضمير ، وبالرغم من أنهم عادوا مرة أخرى للأريوسية ولكن للأسف ، فإن عذر الخوف الذى قدموه .. وهذا عذر غير شريف بحد ذاته ، ليسلكوا هذا السلوك المعيب لم يكن داعياً لهم للخجل ]ويقول البابا أثناسيوس أيضاً : حدث الإمبراطور قسطنطيوس فى أقسامة[ لقد جمع هؤلاء الأساقفة المارقون ( الأريوسيين) أنفسهم وذهبوا إلى الإمبراطور قسطنطيوس وتوسلوا إليه ضدى ( أثناسيوس) قائلين إن أثناسيوس أرسل رسائل ضد هؤلاء الأساقفة إلى جميع أنحاء العالم ، وإن الغالبية العظمى من الناس قبلوا الشركة معه ( أى معى) وحتى الذين كانوا معنا إستمال معظمهم والباقون على وشك أن ينضموا إليه ، وهكذا سنبقى لوحدنا وليس نحن فقط بل وأنت أيضاً سيلصق بنا تهمة أننا هراطقة ، والآن يتحتم أن تقمع هذا الرجل وتناصر عقيدتنا ( الأريوسية ) لأن هذا يعينك كملك هكذا كانت رسائلهم الأثيمة غير الشريفة ، ولما كان الإمبراطور فى طريقة لمحاربة ماجنتيوس ( سنة 351 م) لاحظ مقدار ترابط شركة الأساقفة جميعاً مع أثناسيوس ، فطار صوابه وإشتعلت نار الحقد فى قلبة ، وفى الحال غير رأيه وصمم على الحنث فى قسمه وتناسى كل ما كتبه (لى) بخط يده وإستهان بالواجبات التى قطعها على نفسه تجاه ذكرى أخيه ، لأن قسطنطيوس فى خطاباته لأخيه وفى مقابلته لأثناسيوس أقسم أنه لن يتصرف إلا بحسب رغبات الشعب وما يوافق عليه الأساقفة ، ولكن لأنه إذ كان ذا اخلاق دنيئة أخذته غيرته لكى يتناسى كل وعوده وأقسامه ورسائله ، كما صنع فرعون قديماً مع شعب إسرائيل حتى هلك مع كل مشيريه ] [center][size=25]تقليص سلطة البابا أثناسيوس وبداية إضطهاد الأمبراطور قسطنطيوس فى مصر بدأ الإمبراطور فى الضغط على البابا اثناسيوس الرسولى فمنع حصة القمح الذى كانت تعطية الحكومة الرومانية للكنيسة ( هذه الحصة من جزء من القمح الذى كان يرسل إلى روما والقسطنطينية فقد كانت مصر مزرعة القمح فى العالم القديم ) والتى كانت تستعملها فى عمل القربان المقدس وكذلك لإحتياجات الرهبان والإكليروس وفقراء الأقباط وفيما يلى بداية تضيق الخناق وتقليص سلطة البابا أثناسيوس فى مصر
[ إبتدأ الأمبراطور يرسل دعاته إرغام الشعب فى كل مدينة ليغيروا ولائهم ( لأثناسيوس ) وعند وصوله لآرل سنة 353 م وميلان سنة 355 م - بدأ ينادى ويعمل بحسب مبادئ وخطط الأريوسيين بكل وضوح وعلانية ، كما بدأ الأريوسيين يتصرفون بسلطانه وينقضون بكل وحشية وصرامة ضد كل إنسان .
وإبتدأت الخطابات والأوامر ترسل بإسم الإمبراطور إلى مصر ، لكى يرفع (يحدد) سلطان أثناسيوس من الوصايا على قمح مصر ، ويسلمه للأريوسيين ليتصرفوا فيه ، وتعطى الحرية لكل من يشاء لمقاومة ومهاجمة كل من يتبع الشركة مع أثناسيوس ، وأعلن تهديده لكل الرؤساء إذا هم لم يقيموا الشركة ، فكانت هذه الأمور مقدمة لما سيحدث بعد ذلك على يدى الوالى سيريانوس .
كما أرسلت الأوامر إلى كل الجهات للرؤساء والولاة لكى يبلغوا الأساقفة ، أنهم إذا لم يوقعوا بإمضائاتهم ضد أثناسيوس ويقيموا الشركة مع الأريوسيين فسيتم معاقبتهم فى الحال بالنفى ، وكل من يتعرض لذلك من عامة الشعب يقبض عليه ويوضع فى السلاسل ويجرى تعذيبه وجلده وتجريده من كل ممتلكاته .
ولقد نفذت هذه الأحكام والأوامر ، إذ صار لهم جواسيس من الكهنة مثل أورساكيوس وفالنس يشجعون الإضطهاد بغيرة ونشاط ، ويبلغون فى الحال عن أى تباطؤ فى تنفيذ العقوبات للأمبراطور مباشرة ..
وقد تم قول المسيح فى كثير من الأساقفة : " ستقفون أمام ولاة وملوك من أجل أسمى " وقبلوا التهديد بالقضية هكذا : " وقع بإمضائك وإلا فإنسحب من كنيستك لأن الإمبراطور يأمرك بالإستقالة " . وملأ الحزن كل البلاد وكلأ الخوف والإرتباك كل القلوب بينما هم يجرون الأساقفة أمام عيون الشعب للمحاكمة ، والشعب ينوح ويولول .
كم مرة حرم الأريوسيين البابا أثناسيوس ؟
حرم البابا من مجمع أنطاكية الرابع الذى كان أغلبية المجتمعين فيه أريوسيين مأمورين من الأمبراطور ، ورجع إلى كرسية بدون فك هذا الحرم
وفى سنة 353 م أنعقد أيضاً مجمع آرل الأول والذى كان أيضاً مكون من الأساقفة الأريوسيين وقرر أيضاً حرم البابا أثناسيوس بعد خلعه من كرسيه ووقع على هذا القرار كل الأساقفة الحاضرين ، ما عدا يوليوس أسقف تريف بفرنسا ، فنفى فى الحال إلى فريجية بآسيا الصغرى حيث عذب فى الطريق حتى مات ، ويقول البابا اثناسيوس إنهم ربطوه بسلسلة كانت أثقل من وزنه .
والعجيب أيضاً أن نائبى ليباريوس أسقف روما وهما فنسنت أسقف كابو ومارسيل أسقف كمبانيا بإيطاليا وفعا أيضاً على الحرم مما أثار أساقفة روما وليباريوس نفسه وقال وقتئذ قولته المشهورة لزميله هوسيوس والتى يحافظ عليها [ لو خيرت بين الموت وإختصام أثناسيوس لفضلت الأول على الثانى
ويقول البابا أثناسيوس :
[ وبعد أن أخذت إجراءات رجال البلاط حدها بواسطة الخطابات والأوامر المكتوبة ، لم يكن بد من إرغام بعض الساقفة الذين تمسكوا بمواقفهم للمثول أمام الإمبراطور ، وهكذا وبطرق اخرى باشر الإمبراطور بنفسه إرغام عدد كبير من الأساقفة تارة بالتهديد وتارة بالوعود حتى ينطقوا بإعترافاتهم : " أنهم لن يعودوا إلى الشركة مع أثناسيوس "
ومعظم الذين دعوا لمقابلة الإمبراطور لم يقابلوه ، بل حبسوا فى الأماكن التى أنزلوهم فيها ولم يسمح لهم بالمقابلة أو حتى بالخروج من مساكنهم إلا بعد التوقيع بالإمضاء (على حرم أثناسيوس) وإلا أرسلوا مباشرة إلى النفى .
وواضح أنه لجأ إلى هذه الطرق لأنه وجد أن هذه الهرطقة الأريوسية مكروهة لدى كل الناس ، لذلك كان يجبر الكثيرين لكى يضعوا إمضائاتهم بجوار إمضاءات الأريوسيين لأن عددهم كان قليلاً ، وكانت رغبته الشديدة فى أن يكرس عدداً كبيراً من أسماء المنتميين لحزب الأريوسيين لأنه أعتبر نفسه انه نصيراً لهم !! ظاناً أنه يقدر أن يغير الحق بالسهولة التى يغير بها عقول هؤلاء المخدوعين ، ولم يعلم أن محاولات الصدوقيين ( الموالين للولاة ) والهيروديين ( أتباع الملك علانية ) فى ضمهم الفريسين إليهم ، لم تقو على طمس الحقائق ، بل أصبح الحق أكثر تألقاً ولمعاناً عندما نادوا : " ليس لنا ملك إلا قيصر " وحتى بعد أن نالوا حكم بيلاطس لصفهم تركوا بعد ذلك فى عزلتهم ينتظرون خيبة املهم بعد موت نصيرهم !!
[/size][/center] [/size][/center] [/size][/b][/size] | |
| | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| | | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: رد: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:28 am | |
| البابا يرسل بعثة تهنئة بالسلام بعد الحرب فى 18 مايو 353 م أرسل البابا أثناسيوس إلى الأمبراطور قسطنطيوس بعثة مكونة من من خمسة أساقفة وثلاثة كهنة برئاسة سيرابيون أسقف تمويس ويذكر البابا اثناسيوس أن من مرافقي سيرابيون أسقف آخر هو أمونيوس ويذكر لنا مؤلف تاريخ الجدول الفصحى أن بين هذه البعثة أيضاً كان تريادلفوس أسقف نقيوس ، والكاهنان بتروس وأستريكيوس لتهنئته بالسلام بعد الحرب التى أنتصر فيها على القائد ماجنتيوس الذى قتل أخيه أمبراطور الغرب وأغتصب العرش ، وبهذا الأنتصار أصبح الأمبراطور قسطنيوس إمبراطوراً على الشرق والغرب بعد أن كان أمبراطور على الشرق فقط ، أما السبب الخفى الغير معلن لأرسال هذه البعثة أن البابا بلغته بداية الوشايات الأريوسية ضده بتخطيط وقيادة الأريوسيين الحانثين أورساكيوس وفالنس فى الغرب ، وقد وجد الأمبراطور ان البابا أثناسيوس له شعبية كبيرة فى الغرب وبين أساقفته كما نمى إليه الكرامته التى فى قلب شعب مصر وأساقفتها وشمال أفريقيا ، ولكن هذه البعثة لم تحقق غرضها الغير معلن ويقول مؤلف التاريخ الفصحى فى هذا الصدد أنها : [ عادت دون أن توفق لعمل أى شئ ] , فبدأت مضايقات الأريوسيين ووضع الخطط المحبوكه لأثناسيوس , فأتهم الأريوسيين أثناسيوس بأنه كانت له علاقة مشبوهه مع قاتل أخيه مادنتيوس , فأصدر الإمبراطور قرار بإدانته خلال مجمعين أنعقدا فى آرل سنة (353 م) ومجمع آخر فى ميلان سنة 355 م وقام بالدعوة ليبريوس أسقف روما خليفة يوليوس أسقف روما . فى مساء 8 فبراير سنة 356 م وفى مصر هاجم الدوق سيرانوس بصحبة قوة من الجند كنيسة القديس ثيوناس بينما كان أثناسيوس والشعب يقيمون بخور عشية , وقد تم أنقاذ البابا بواسطة محبيه , وأختفى البابا فى البرية لمدة 6 سنوات . فى بداية عام 357 دخل جورج الكبادوكى الدخيل إلى ألأسكندرية , وأستخدم العنف والقهر لمؤيدين البابا , وقام بتسليم كنائس المسيحيين فى مصر إلى الأريوسيين , ولكن سياسة جورج أثارت مقاومة شديدة أضطر على أثرها أن يهرب خوفاً على حياته . وعاد جورج الكبادوكى فى السنة التالية إلى الإسكندرية . ويقول القمص تادرس يعقوب الملطى : " بعودته قتل بيد الوثنيين ( ربما لسرقة ما أغتصبه من أموال ) "وصار يوليانوس أمبراطوراً فسمح للأساقفة الذى نفاهم الأمبراطور السابق قسطنطينوس بالعودة . وفى ألاسكندرية عقد البابا أثناسيوس مجمعاً , دعى " مجمع المعترفين" , إذ كان جميع ألساقفة الحاضرين ممن تألموا وقاسوا من أجل احتفاظهم بالإيمان الأرثوذكسى . وجحد الأمبراطور يوليانوس ألإيمانوأثاره كهنة الأوثان ضد نشاط البابا أثناسيوس , فأصدر الإمبراطور يوليانوس أمراً بنفى البابا أثناسيوس , وقد وصفه بأنه مثير للشغب و .. عــدو الآلهة فهرب البابا واختفى وقضى ستة أشهر فى مقبرة أبيه , ولكن الأمبراطور أصر على أن يترك البابا الأسكندرية , وأصدر أمراً إلى والى الإسكندرية أن يقتله . فهرب البابا إلى صعيد مصر فأستقل سفينة بالنيل وأثناء غبحار السفينة إقتربت من القارب الذى يركبه سفينة الوالى فوقف فسأله الجند عن البابا أثناسيوس فقال لهم أثناسيوس : " أنه ليس ببعيد عنكم " , ولم يعرفوه وظنوا أن قارب أثناسيوس قارب ىخر غير الذى أمامهم وعلى كل حال فهو ليس بعيد عنهم , وإذ لم يعرفوه أبحروا بسرعة ليلحقوا به بينما عاد هو إلى مدينة خلف ممفيس إلى حين , ثم صار يتنقل بين الديرة فى صعيد مصر بمنطقة طيبة . فى يونية 363 قتل يوليانوس وعاد الأساقفة من منفاهم , وعاد البابا أثناسيوس إلى كرسيه فقام بعقد مجمعاً بعث برسالة إلى أفمبراطور جوفيان يشرح له قانون الإيمان النيقوى , كما قام بزيارة الإمبراطور الذى كرمه وأعطاه رسائل عند عودته إلى الإسكندرية . ويذكر المؤرخ دوشسن هذه البعثة فيقول :إتجهت هذه البعثة لإيطاليا لمقابلة الإمبراطور هناك . وكان يوليوس أسقف روما الوديع المحبوب قد تنيح فى 12 أبريل سنة 352م وحل مكانه ليباريوس شماسه الخاص فى 17 مايو من النسة نفسها ، أى بعد شهر واحد من رحيل يوليوس ، وقد أستقبل ليباريوس البعثة وتفحص رسائل أثناسيوس بكل دقة وإهتمام ، وكان قد وصله أيضاً رسائل معاكسة من أساقفة الشرق تتهم أثناسيوس وتحرمه وكان من ضمن هذه الرسائل ما أرسله أساقفة مصر الميليتيون .وقد رد عليهم بدحض إدعاءاتهم فى المجمع السنوى الذى الذى كان يعقده أسقف روما فى 17 مايو من كل سنة ، أى فى سنة 353م أما بعثة القديس سيرابيون أسقف تمويس فكان معها عريضة موقعة من 80 أساقفة مصر لتأييد أثناسيوس ، ولما رفض الأمبراطور مقابلتهم قفلوا راجعين وحدث أن أرسل ليباريوس أسقف روما بإسم أكبر عدد من اساقفة روما طلباً للأمبراطور بعقد مجمع لفحص هذه المور فى أكويليا ، وأرسل إليه نائبين فنسنت أسقف كابوا ومارسيللوس أسقف كمبانا اللذين إنضما للأريوسيين فى آرل ووقعا ضد أثناسيوس تحت ضغط الأمبراطور والأساقفة الملتفين حولهبعثة الأمبراطور قسطنطيوس الخبيثة لمقابلة البابا اثناسيوس فى ميلان فى 23 مايو سنة 353 م بعد أن رفض الأمبراطور قسطنطيوس مقابلة بعثة البابا أثناسيوس وبعد أن أبحرت بعثته فى 18 مايو سنة 353 م فى طريقها إلى مصر ، وفى 23 مايو سنة 353 م أرسل الأمبراطور مبعوثاً أسمه مونتانوس يحمل رسالة إلى ألبابا يدعوه فيه للحضور إلى القصر ، ولم يفصح الأمبراطور عن سبب طلبه الغريب هذا بحضور البابا المصرى سواء بالتحقيق أو مراجعة بعض الشكاوى فى حقه أو غيره من الأسباب ، وكان مضمون الرسالة فيما يبدو وكأنه أرسل رداً على رسالة طيبة سبق أن بعثها البابا اثناسيوس للأمبراطور ، وكان كل ما أشير فيه فى الرسالة عن سبب هذا الطلب هو : أن دعوة المثول لديه هو النظر فى سد إحتياجات الكنائس .. وقد أورد البابا أثناسيوس كا ما حدث فى خطابه الدفاعى للأمبراطور والمسمى : " الدفاع لدى قسطنطيوس " ولمعرفة البابا أثناسيوس أن الأمبراطور قسطنطيوس متقلب المزاج ويميل إلى الأريوسيين وقد شك فى مقابلته فى المرة السابقة ولم يقابله إلا بعد أن أرسل إليه المبراطور عدة رسائل وألح عليه كل من يوليوس أسقف روما وقسطانس أمبراطور الغرب وأخى الأمبراطور وكذلك الكثيرين من اساقفة الغرب فقابل الأمبراطور فى أنطاكية .. أما هذه المرة فقد ذهب الذين كانوا يعضدون ويقفون مع البابا أثناسيوس وبحاسة البابا أثناسيوس توجس خفيه من طلي الأمبراطور قسطنطيوس بالحضور وأدرك أن هناك خطراً داهماً خاصة أنه لم تصله اخبار عن بعثته واساقفته وأن الأمر كان مريباً ومفاجئاً ، فأبلغ الشعب وكل الإكليروس بهواجسه فإضطربوا إضطراباً عظيماً لأن الأمبراطور متقلب فى أفكاره ومشاعره وإستقر الرأى بالأجماع أن يبقى البابا اثناسيوس بالأسكندرية : وأجاب أثناسيوس بقوله : أنه لم يطلب من الأمبراطور شيئاً ، وهو لا يستطيع أن يجازف بالسفر ، إذ من غير اللائق أن يستجيب لدعوة غير واضح مقصدها ، فإذا أرسل الأمبراطور أمراً صريحاً له بالذهاب فيمكنه آئنذ أن يلبى الدعوة فى الحال ] فإضر حاملى الرسائل الإمبراطورية بالعودة دون رد من البابا اثناسيوس . [size=16][size=25]الأمبراطور ووشاية الأريوسيين ضد البابا أثناسيوس وفى هذه الأثناء بدأ الأريوسيين فى الوشاية ضد أثناسيوس وقد كانت خطتهم بسيطة وهى أن : أثناسيوس أرسل رسالة إلى القائد المتمرد ماجنتيوس ، أثناسيوس فى رحلة العودة من منفاه الثانى مروراً بفلسطين حرض الشعب والساقفة ضد الأمبراطور ، اثناسيوس رسم كهنة فى الإيبروشيات التى مر عليها وليست من أختصاصة ، أثناسيوس جعل المصريين يكرهون قسطنطيوس ، أثناسيوس جمع مجمعاً بغير علم الإمبراطور فى فلسطين تحت رئاسة مكسيموس أسقف أورشليم الذى ثبت فيه مقررات مجمع سرديكا / صوفيا وأعطى أثناسيوس يمين الشركة . وأدت هذه الوشايات والنميمة لتهيجة نفس الأمبراطور ضد الأرثوذكسية فى أنحاء الأمبرطورية خاصة وأن ميوله كانت أريوسية ، فأمر فى ثورة غضبه بنفى " بول" أسقف القسطنطينية ووصى الذين قبضوا عليه وأصطحبوه إلى منفاه فى جبال القوقاز فى كبادوكية بقتله فى الطريق خنقاً قبل أن يصل إلى منفاة وقد نفذوا هذا الأمر .وعين بدلاً من القديس الوديع الطاهر الأسقف "بول" أسقفاً آخر أريوسياً مجرماً قتالاً محتالاً قلب القسطنطينية وكل بلاد آسيا وألقى فى السجون كهنة وأساقفة وأراخنة بلا عدد وطرد الأسقف مارسيللوس أسقف أنقرة وعينوا باسيل أسقفاً لأنقرة بدلاً منه ، أما لوسيوس أسقف أدرينوبل فعلقوا فى عنقه سلسلة ثقيلة وألقوه فى السجن ، فلم يحتمل جسده الرهيف التعذيب فمات فى الحال . وحاول هذا الأمر مع البابا المصرى اثناسيوس بالقبض عليه وقتله كما فعل فى باقى الأساقفة الأرثوذكسيين الذين لم يقدر على إستمالتهم للأريوسية فأرسل ضباطه لقتله بتوصيات شفاهية ولكن بدون امر مكتوب حتى يأخذوه خارج شعبه ويقتلوه . وأتجه هو لقتال ماجنتيوس . [center]إضطهاد وإقتحام كنائس وقتل المؤمنين وهروب البابا أثناسيوس للبرارى ونفيه الثالث الطويل
تمرد ماجنتيوس على أمبراطور الغرب قسطانس وقتله طمعاً فى العرش ، فأعلن إمبراطور الشرق قسطنطيوس عليه الحرب ليأخذ بثأر أخيه الإمبراطور المقتول ، وفى أغسطس سنة 353 قتل القائد المتمرد ماجنتيوس ، فأصبح إمبراطور الشرق إمبراطوراً على كافة الأمبراطورية الرومانية التى كانت قد قسمت بين ثلاثة اخوه بقى منهم قسطنطيوس للشرق ، وقسطانس للغرب ، وقتل الثالث ، وذهب قسطنطيوس إلى روما ليعلن انتصاره وجلوسه على عرش الأمبراطورية الرومانية ، ولما ملك على أرض الأمبراطورية أراد أن يوحد الكنيسة تحت راية الهرطقة الأريوسية التى كان يميل إليها ، وعندما وصل الأمبراطور قسطنطيوس إلى آرل فى شتاء سنة 353 م ، أقنعه الأريوسيين الأريوسيين بعقد المجمع الذى كان مزمعاً هقده فى أكويلا ، وبناء على طلب ليبريوس أسقف روما وبقية أساقفة إيطاليا
ولم يكن الأمبراطور قسطنطيوس يميل إلى اثناسيوس للأسباب التالية :
1 - بعد أن حرم فى مجمع صور واستطاع أثناسيوس أن يذهب إلى الغرب وأنضم إليه جميع اساقفة الغرب وأيده أمبراطور الغرب قسطانس وكانت قرارات المجمع الذى إجتمع فى كورسيكا / صوفيا لصالح أثناسيوس رجوعه إلى كرسيه ووصل الأمر إلى تهديد قسطانس لأخيه بالحرب إذا لم يعود أثناسيوس إلى كرسيه .
2 - وقال الأريوسيين لدى الإمبراطور : أن اثناسيوس إتصل بماجنتيوس عدو الأمبراطور المغتصب لعرش أخيه ( ولم يعرف كيف أقنعوا الإمبراطور بهذا الأمر هل كان هناك مستند أم كان مجرد وشاية ) ، فأسرع أثناسيوس فى 18 مايو سنة 353 م بإرسال بعثة سلام بقيادة الأسقف سيرابيون ، وفى 23 مايو سنة 353 م وبعد أن أقلعت هذه البعثة فى طريقها إلى إيطاليا بخمسة أيام وصل مونتانوس مندوب الأمبراطور حاملاً أمراً بعدم إرسال هذه البعثة وأمراً آخر بالحضور إلى مقر الحكومة فى ميلان.
3 - ولكن رأى البابا أثناسيوس أن الأمبراطور قد دبر خطة ضده للخلاص منه بقتله كما حدث مع بعض الأساقفة الأرثوذوكسيين وأدرك مدى خطورة النية المبيته ضده ، فاضافوا رفض أثناسيوس للحضور إلى ميلان إلى الأسباب السابقة لكى يوغروا صدر الإمبراطور ضده .
4 - وأضاف الأريوسيين واقعة اخرى إلى الوقائع السابقة وهى أنه فى سنة 354 م الشعب صمم ( ضد رغبة اثناسيوس ) حضور صلوات الأربعين المقدسة ( التى تنتهى بأسبوع الألام وبعده عيد القيامة ) فى كنيسة السيزاريوم أى كنيسة القيصر الجديدة ، التى بناها الأمبراطور على نفقته الخاصة ، والتى لم يتم بناؤها ولم تدشن بعد بسبب إزدحام كنائس المدينة بالمؤمنين .. وكان هذا ألمر خارجاً عن الأصول المتبعة مدنياً وقانونياً فى علاقة الشعب والكنيسة مع الإمبراطور ، كما أنه غير مقبول كنسياً ، ولكن من المعتقد أن الشعب أحس بأن الأمبراطور سيعطى هذه الكنيسة للأريوسيين ، ولكنه على جميع الأوجه وإن بدى السبب مقنعاً فإن هذا الأمر غير مقبولاً على الأطلاق !! ولكن يشفع هنا شيئاً واحداً أن الشعب كان فى غليان من تصرفات ألأمبراطور ضد البابا ويمكن أن يكون هذا الفعل تم كرسالة مرسلة تحت إسم إختبار القوة وبداية للثورة الشعبية ضد الأمبراطور ، ولكن هذه الفكرة بعيدة عن طبيعة الكنيسة المصرية ولكنها لم كامنة فى الشعب القبطى المصرى الذى يرى ارضه محتله فأراد أن ينفس عن نفسه بالصلاة فى كنيسة الأمبراطور تحدياً لقراراته ضد شخص أثناسيوس الذى تكمن محبته قى قلب المصريين النابض.
شعر البابا أثناسيوس بالخطر من الأمبراطور قسطنطيوس والأريوسيين خاصة بعد ظهور قرارات ونتائج مجمع ميلان الذى أستطاع الأمبراطور بطشه ان يجمع 300 أسقفاً ويرغم الغربيين منهم على التوقيع لقطع أثناسيوس من شركة الكنيسة ولم يقف مع البابا أثناسيوس إلا قلة من ألأاسقفة الذين بقوا فى كنائسهم لأنهم لم يستطيعوا حضور المجمع لمرضهم أم الذين رفضوا التوقيع وذهبوا إلى المجمع فقد نفاهم الأمبراطور وجردوا من كراسيهم عقاباً لهم على مخالفتهم لقراره وقرار المجمع الأريوسى بإستثناء صحوة هيلارى أسقف بواتيه ومجمع بيزيه وأصبح أثناسيوس يقف وحيداً ليس له نصير واحد وقد أوضح أثناسيوس شعوره بالخطر فى رسالة كتبها لأحد الرهبان أسمه دراكونتيوس يستحثة لقبول السقفية فى هذه السنة وذكر فى رسالته عرضاً إحساسه بما سيأتى من تجارب الصوم الأربعينى فى تلك السنة 354م - 355م فقال البابا أثناسيوس : وبعد أن أكمل الأمبراطور كل شهوته ضد كنائس إيطاليا والبلاد الأخرى ، وبعد أن نفى بعضهم وضيق وعذب الآخرين حتى ملأ الذعر كل مكان ، إتجه أخيراً فى ثورة غضبة ليجرى نفس الفوضى السابقة المؤذية ضد الأسكندرية !! وهذا كله أحكمه بمكر أعداء المسيح ، لكيما يستعرضوا كثرة أسماء الأساقفة الذين أرغموهم على التوقيع حتى لا يعود أثناسيوس حتى ولا أسقف واحد يبادله الشكوى فى الإضطهاد ( المزمع أن يحكموه عليه ) وقد ذكر كل من سليبسيوس شاويرس وتاريخ القديس هيلارى أسقف بواتيه فى شذراته عن الهرطقات ، كما ينقله إلينا المؤرخ دوشسن ، عن شجاعة نادرة لأساقفة فرنسا ( الغال) إنعقد فى فرنسا مجمع فى بيزيه Beziers فى السنة نفسها سنة 356م وكان من بينهم هيلارى نفسه اسقف بواتيه ، وذلك بعد إنفضاض مجمع ميلان مباشرة ، وكتبوا إحتجاجاً عم كل فرنسا ضد الحكم بالنفى الذى وقع على الأساقفة !! وبالأخص على تدخل السلطات المدنية فى أمور الدين والشركة ! وقدم هذا مشفوعاً بالدفاع الأول للأمبراطور ، وكان يحسب فى مضمونه أنه وثيقة معارضة علنية !! وفيه اسقط هيلارى وجماعته أورساكيوس وفالنس من شركتهم ودعوا كل الساقفة الذين انحازوا إليهم إلى التوبة ]
[center][size=25]محاولات الأمبراطور الإيقاع بأثناسيوس بأوامر شفوية
محاولات الأمبراطور قسطنطيوس الإيقاع بأثناسيوس
وبعد 26 شهراً أقلع مونتانوس ذاهباً إلى الأمبراطور وأخبره عن رفض أثناسيوس المثول أمامه .
والمحاولة الثانية وصل وفد آخر يرأسه ديوجنيس كاتم السر لا يحمل رسائل أو تعليمات أو أوامر مكتوبة وبعد أربعة أشهر عاد الوفد بالفشل فى مهمته ويذكر البابا اثناسيوس فى خطابه الدفاعى للأمبراطور قسطنطيوس فيقول : [ بعد 26 شهر من مغادرة مونتانوس وصل ديوجنيس كاتم السر فى أغسطس سنة 355م (3) ولكنه لم يحضر لى معه رسائل ولا رأى أحدنا الآخر ولا أعطانى أى أوامر منكم ]
ويذكر البابا اثناسيوس فى موضع آخر : [ أنه لم يكن ديوجنيس وحده بل كان معه هيلاريوس وبعض أمراء من البلاط الإمبراطورى ، وكانوا حاملين رسائل سرية إلى دوق مصر وجنوده ، وبمجرد وصولهم إقترفت إهانات وإساءات مرعبة وبلا رحمة ضد الكنائس وهى كلها معروفة لدى الجميع بسبب خطاب الإحتجاج الذى أرسله الشعب للأمبراطور .
ويعلق المؤرخ جيبون على خداع الأريوسيين وإستخدام الجيش فى بث الرعب ضد الشعب العزل فيقول : [ وكان القصد من نفى الأساقفة أصحاب المذهب الصحيح وإلحاق العار بهم أن يكون هذا كله خطوات تمهيدية للقضاء على أثناسيوس نفسه ، وعندما تخلت الكنيسة اللاتينية عن أسقف الأسكندرية ، ووقع الأساقفة على عزله ، فى ميلان ، أصبح بذلك محروماً من أى سند خارجى ، أرسل قسطنطيوس أثنين من أمناء سره بتكليف شفوى لإعلان ( السلطات المحلية ) بأمر نفيه وليقوما بتنفيذ الحكم ..
وكان الدافع الوحيد الذى منع قسطنطيوس من إعطاء رسله تفويض كتابى لتنفيذ الحكم هو خوفه مما قد يحدث ، إذ إستشعر الخطر الذى قد يحيق بالأسكندرية ، وهى ثانى مدينة فى الإمبراطورية وأكثر ولاياتها خصباً ، إذ أصر الشعب على الدفاع بقوة السلاح عن براءة أبيهم الروحى .
وهذا الحرص الزائد من الأمبراطور هو الذى أتاح لأثناسيوس فرصة الإدعاء بكثير من الأحترام أنه يشك فى صحة هذا الأمر الصادر بنفيه بدون قرار مكتوب ، مما يتنافى مع عدالة الإمبراطور الكريم وتصريحاته السابقة له ( فى ثلاثة خطابات أرسلها الأمبراطور لأثناسيوس وبها تعهدات له )
الأمبراطور قسطنطيوس يود قتل البابا اثناسيوس عشر مراتقال الأمبراطور قسطنطيوس : ( إذا أمكن ان أقتل هذا الأنسان ( أثناسيوس ) عشر مرات فلن يكون هذا كافياً ولا مساوياً لما عانيته من أتباعه المحتالين المنافقين الذين يشتمون فينا .. إختفــــــــاء البابا أثناسيوس يصف المؤرخ جيبون إختفاء أثناسيوس بعد جمعه من مصادر عديدة هكذا : [ وفى الحقيقة أن أثناسيوس نجا من أشد الأخطار إحداقاً به ، ولا شك أن مغامراته تسترعى إهتمامنا ، ففى تلك الليلة المشهودة التى هاجمت فيها قوات سيريانوس كنيسة القديس ثيئوناس ، كان رئيس الأساقفة جالساً على كرسية ينتظر مجئ المةت فى وقار هادئ جرئ ، وعندما قطعت صيحات الغضب وصرخات الفزع حبل الصلاة العامة وإرتعدت فرائض المصلين ، طلب منهم إنشاد أحد مزامير داود الذى يذكر فيها إنتصار إله إسرائيل على طاغية مصر الضال المتشامخ ، وأخيراً حطم العدو الأبواب وأطليق سيلاً من السهام على الناس ، وإندفع الجنود بسيوفهم المسلولة نحو الهيكل المقدس ، وكانت المصابيح المقدسة مشتعلة حول المذبح تعكس بريق دروعهم المخيف ، وظل أثناسيوس يرفض لجاجة الرهبان والقسوس المحيطين به الذين ألحوا عليه فى ورع وتقوى أن يغادر المكان ، وأبى عليه نبله أن يترك مكانه الأسقفى حتى يخرج آخر فرد من المصليين ، ثم واتته فرصة الظلام والجلبة ومكنه من الإنسحاب ، ومع أن الجمهور المرتبك المضطرب كاد يدهمه ويدوس عليه ، ورغم من أنه وقع على الأرض وفقد الحس والحركة ، إلا أنه أسترد شجاعته التى لا تقهر وتسلل من وسط الجنود الذين كانوا يجدون فى البحث عنه ، والذين كانوا أتباع آريوس قد اوحوا إليهم بأن رأس أثناسيوس سوف تكون أحب هدية للأمبراطور ..ومنذ تلك اللحظة غاب أسقف مصر عن عيون أعدائه وظل أكثر من ست سنوات يحف به ظلام دامس لا تنفذ إليه الأبصار ولقد كان عدو أثناسيوس الحقود الأمبراطور قسطنطيوس الذى لا يرحم يتمتع بسلطان ملأ ربوع العالم الرومانى كله ، وقد حاول الملك الغاضب الحانق فى رسالة عاجلة ملحة بعث بها إلى أمراء أثيوبيا ، وهى من أكثر بقاع الأرض بعداً وعزلة ، أن يطردوا اثناسيوس ( إذا كان عندهم أو جاء إليهم) وإستخدم الأمبراطور الأمراء والولاة والقضاة وجيوشاً بأكملها لمطاردة الأسقف الهارب ، ولقد اثارت المراسيم الأمبراطورية يقظة السلطات المدنية والعسكرية ، كما خصصت مكافآت سخية وعد بها لأى رجل يجئ بالأسقف ( أثناسيوس) حياً أو ميتاً !!وأنذر كل من يجرؤ على حماية هذا العدو بأشد العقوبات . ولكن كانت صحراوات طيبة - فى صعيد مصر - موطناً للرهبان الذين استقبلوه بالطاعة الفطرية ، كما أستقبله العديد من اتباع انطون (4) وباخوم بغعتباره ابيهم الروحى . ولكنهم ( بالرغم من بأسهم) عندما كانت أماكنهم النائية تتعرض لغزو قوة عسكرية كانوا لا يقاومونها ، بل يقدمون رقابهم فى سكوت وصمت للجلاد ، مظهرين بذلك طابعهم القومى وهو أن التعذيب لا ينتزع من مصرى أى أعتراف بسر ، عند العزم على عدم إفشاءه . وقد كرسوا حياتهم فى غيرة وحماس لسلام أسقف الأسكندرية ، الذى غاب عن الأنظار وسط جكهور منظم متحد ، وعندما كان يقترب من الخطر كانت أيديهم الرحيمة تبادر بإبعاده من مخبأ إلى مخبأ ... وظل أثناسيوس فى عزلته هذه حتى أنتهت حياة قسطنطيوس . وقد كان على صلة وثيقة باساقفة الأرثوذكس وكان يتقابل معهم كلما كانت تخف حدة المطاردة ، وكان يذهب إلى الإسكندرية ويلجأ إلى فطنة أصدقاءه ويأتمنهم على شخصة . ومرة إلتجأ إلى خزان مياة جاف ومرة إلتجأ إلى منزل عذراء ، من بناته ، وخبأته فى منزلها ، وكانت تزوده بالمؤن والكتب ، وتبر حركة مراسلاته ومن أغرب ما رواه أثناسيوس أنه ةوهو فى اثناء إختفاءه هذه السنوات الست ، ذهب سراً وحضر مجمعى ريمي وسلوقيا، ولا بد لنا ان نعتقد أنه كان موجوداً بطريقة سرية فى مكان أنعقادهما وزمانه ، لمراقبة حركة الإنقسامات القائمة ، مما كان يبرز فى نظر رجل سياسى حصيف كهذا الأسقف مثل تلك المغامرة الجريئة الخطرة . ولقد كان أثناسيوس لا يكف عن سن حربه الهجومية ضد الإمبراطور بلا توقف لأنه : حامى الهراطقة الأريوسيين ، حاكماً ضعيفاً خبيثاً ، وطاغية يحكم الشعب ، وعدو المسيحية ، وكان يتحين الفرص المناسبة ليكتب رسائلة ويروجها له أصدقاؤه فى مهاره فيطالعها الناس فى شغف وقد أسهمت كتاباته هذه فى توحيد الفريق الأرثوذكسى وتقويته. أما هذا الملك المنتصر الذى عاقب غاللوس ، وقمع ثورة سلوانس ، وأنتزع التاج من فوق رأس فترانيوس ، وقهر جحافل الطاغية ماجنتيوس ، هذا الملك بعينه تلقى بيد خفية هى يد الأسقف أثناسيوس جرحاً بليغاً لم يستطع البرء منه ، ولا الإنتقام له !! [size=16][size=21]وكان أبن قسطتطين هذا هو أول ملك مسيحى يحس بقوة تلك المبادئ التى أستطاعت فى سبيل القضية الدينية أن تقاوم أشد وأقسى أعمال السلطة الندنية !! [/size]
أعمال البابا أثناسيوس فى منفاه الإختيارى الثالث لقد[b] سقط كل جبابرة الإيمان فى الشرق والغرب بالترغيب والترهيب الذى مارسة الأريوسيين والأمبراطور قسطنطيوس ووقعوا على قبولهم فى الدخول مع شركة الأريوسيين كما وقع غالبيتهم على حرم أثناسيوس وخلعه من كرسيه ، أما فى مصر فقد عزلوا تسعين أسقفاً من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية التابعين لأثناسيوس ونفوا حوالى 16 أسقفاً مات واحد منهم فى الطريق وأحلوا محلهم اساقفة آريوسيين ، ولم يعد أسقف واحد فى كرسيه يؤمن بأن الأبن مساو للآب فى الجوهر وأنه فيه ، وبدا العالم كله أريوسياً ، وبقى الأسقف البابا الأنبا أثناسيوس وحيداً ولكنه لم يشعر بالأنهزام لأنه كان وطيد الصلة بالمسيح ورفض أن ينفى مثل باقى الأساقفة وأختار الإختفاء عن أنظار الأريوسيين والنضال فى ضدهم يتنقل من بلدة إلى أخرى كأسقف أصبح مسئول عن رعيته بعد أن أستولى الأريوسيين على كراسى الأساقفة المصريين وكنائسهم ويطلق المؤرخون على هذه الحقبة أسم " المنفى الإختيارى " للنضال ضد الهرطقة الأريوسية فى معركة بلا هوادة ليلاً ونهاراً ضد كل الأريوسيين وكل الذين إنضموا إليهم فى مصر ، ووقف أمام رؤسائهم وأساقفتهم وكهنتهم فى مصر والعالم وعلى رأسهم الإمبراطور قسطنطيوس إمبراطور الإمبراطورية الرومانية بأجمعها وكل سلطاته المدنية وقوة جيشة وضد كل المجامع الأريوسية التى عقدت فى غيابه والحروم التى وقعت ضده فى هذه المجامع بالإجبار وخوفاً من النفى . لم يخنة أحداً من المصريينوظل أثناسيوس هارباً يعمل فى الخفاء فى منفاه الإختيارى من أجل بث الإيمان القويم ويرسل الرسائل لتثبيت الإيمان ويقيم القداسات والصلوات والجيوش تلاحقة فى كل مكان يبثون العيون والجواسيس من الحكومة والأريوسيين والمليتيين فهو عدو الأريوسيين والأمبراطور الأول مع أنه لم يكن يملك سلاحاً من أسلحتهم إلا قوة الرب يسوع ، الذى أستطاع إخفاءه عن العيون ويعمى بصيرتهم عنه ، وكان حراً فى تنقلاته على مدى ست سنين لم يخنه واحداً من كل الذين إلتجأ إليهم ! وأثبت المصريين أنهم يقفون مع الحق دائماً فى شجاعة بلا خوف أو تردد مهما كان الثمن . قانون الإيمان الأريوسى المعروف بقانون " سيرميم الثانى "قانون الإيمان الأريوسى المعروف بقانون " سيرميم الثانى " قام الأسقف الأريوسى بوتاميوس أسقف لشبونة بأسبانيا بحشوه بالهرطقة الأريوسية وقد أطلق عليه العامة فى ذلك العصر بقانون " التجديف " أو " الكفران " Blasphemia ، وفى سنة 357 م إنهار إيمان ألأسقف هوسيوس أسقف قرطبة العظيم أكبر أساقفة العالم سناً ، ووقع على هذا القانون ، ويقول ألأب العلامة والمؤرخ المتنيح متى المسكين (1) " غير أن هوسيوس العجوز جداً ظل أميناً للأشخاص الأمناء بعد أن فقد قدرة الأمانة على الأمانة ذاتها ، فلم يقبل التوقيع ضد أثناسيوس بأى حال من ألأحوال حتى بعد أن تهرأ جسده من الضرب !! ولعل هذا الإمتناع (على التوقيع بحرم أثناسيوس) يتشفع له لأنه يحمل بصفة علنية أمانة لمن ظلوا على الأمانة !! " مجمع أريمينم وقانون الإعتراف الأريوسى المبهموفى سنة 358م سقط ليبريوس أسقف روما الشجاع من إيمانه القويم ووقع على قانون الإيمان الأريوسى ويقول المؤرخ وليم برايت أستاذ التاريخ الكنسى فى أكسفورد (سنة 1900) فى قاموس سيرة الآباء المسيحيين : [ ولكن الكنيسة الرومانية فى شكل رئيسها حصلت بهذا التوقيع على إحتقار شنيع .. وإن كان مؤقتاً .. ولكن فى السنة التى تليها سنة 359م حدث أيضاً أن كل هيئة أساقفة الغرب فى مجمع أريمينم نُكبوا وغْرر بهم أيضاً عندما ثَبتوا قانوناً للإعتراف مبهماً ولكنه كله أريوسى تماماً ، وهو الذى نبناه أيضاً أيضاً أساقفة الشرق سنة 360م فى مجمع سلوقيا رسائل البابا اثناسيوس كانت تصل للأديرةويذكر تاريخ حياة القديس باخوميوس (بالعربية) أن الدوق أرتاميوس [ ( كان للدولة الرومانية عشرة دوقات منهم ثلاثة مخصصون لمصر وحدها * كان يقتفى أثر أثناسيوس على طول الصعيد كله حتى وصل دير بافو ، وهناك رد عليه الرئيس واسمه بسارفى المسئول على الدير أن : أثناسيوس أبونا كلنا ولكنى حتى الان لم أرى وجهه ، فدخل الدوق .. وكان بصحبته أسقف أريوسى إلى الدير ، وظل يفتش عنه فى كل مكان ، ولما أعيى لم يجده قال لـ باسارفى ( أب ورئيس الدير) وهو خارج : " صلى من أجلى " ولكن بسارفى نظر إلى الأسقف الأريوسى الذى يرافقه وقال لهما : " إن الأب ( يقصد البابا ) أثناسيوس قد اوفد وصية للرهبان أن لا يصلوا مع الأجانب الذين لهم شركة مع الأريوسيين من هذه الفقرة يتضح أنه وصل إلى الدير أمر من البابا أثناسيوس ( اب الكنيسة ) فى رسالة خاصة بذلك !! [center][size=25]الوالى يبحث بنفسه عن أثناسيوس [ وعرض من الأمور غير المبهجة .. أن الأمبراطور قسطنطيوس أبن قسطنطين الكبير مال إلى إعتقاد آريوس الكافر بابن الإله وحركه الأريوسيين الذين كانوا عنده فى القسطنطينية ، وهم أيضاً كان يحركهم أبيهم الشيطان ، أن يرسل ليستحضر أثناسيوس أسقف الإسكندرية إلى عنده ويصيرة أن يضبط إعتقاد آريوس ، فإن هو أجاب ثبته على كرسيه ، وإن عصاة نقاه ورتب فى موضعه غيره ، وإن الملك أصدر منشوراً إلى أرتاميوس وإلى الإسكندرية ، وهذا كان أريوسياً أيضاً ، يقول له عند وقوفك (قائتك) على كتابنا هذا للوقت والحين تقبض على أثناسيوس الأسقف وترسله إلينا مع من تثق فيه ولما وصل الكتاب للوالى أهمل جميع أشغاله وبحث عن الأسقف فى مواضع كثيرة فلم يجده ، وكان يتقصى عليه من كل أحد ، فقيل له إنه كان يكثر من ذكر رهبان طبانسين ، ويميل إليهم ويودهم لعله يكون قد أختفى عندهم ، وأن الوالى نهض بذاته وأخذ معه جنده وأصحابه وركب فى البحر وتوجه إلى هناك ، وكان يومئذ الطوباوى تادرس قد أخذ قوماً من أخوة بافو وركبوا فى مراكب بحرية وقصد إفتقاد الأديرة ، فصادف الدوقس وهو صائر إلى دوناسة ، وسلم عليه وجاز من حيث لم يعلم تادرس إلى أين هو متوجه ، ولا الوالى قال له شيئاً ، فلما حصل تادرس بقرب الدير الفوقانى المعروف بكابور ورأى من بُعد نازح الوالى أيضاً وهو سائر فى البحر ، فعلم وقتئذ بالنعمة الساكنة فيه ما قد حدث ، وأن الوالى متوجه إلى دير طبانسين يطلب الأسقف ، فخير الأخوة الذين معه فى الأمر ، فقالوا يجب أن نرجع إلى ديرنا فى بافو لئلا يجئ الوالى هناك ويزعج الأخوة ولنسرع لكى نسبقه ، فأجابهم تادرس قائلاً : قد قطعنا هذه المسافة البعيدة وجئنا إلى هنا وقربنا من الأخوة الذين كانوا قصدنا فلنتمم بمعونة الرب خدمتنا ولا نرجع من طريقنا ، والرب هو المدبر والحافظ لنا ولأخوتنا الذين فى بافو والذين فى كل موضع ، وساروا فى طريقهم وأما الوالى أرتاميوس فوصل إلى طبانسين ليلاً ونزل بظاهر الدير ورتب الجند رماه القسى أن يحاصروا الدير ويحرسوه لئلا ينزل من كواه إنسان ، وجلس هو وأصحابة الخصيصيين به بمعزل . أما ألأخوة فى داخل الدير فجبنوا كثيراُ إذ لم يعلموا ما هو حادث ، ولما أضاء النهار أستعى الوالى بقوم من الرهبان المقدمين فيهم وقال لهم بواسطة ترجمان : " أين هو أبوكم ؟ " فأجابه الأب باكسيوس الذى كان قد شجع الرهبان قبل خروجه من الدير عندما نظر جبنهم وقال لهم : " تقووا بالرب ولا تخافوا " وقال للدوق : أيها السيد ، ابونا غائب فى بقية الأديرة لإفتقاد الأخوة " فقال الوالى : وأين الثانى منه " فأورده الأب بصرفتين الأقنوم الكبير ، فقال له الدوق بمعزل : " قد وصلنى أمر أمبراطورى بأن أقبض على الأسقف أثناسيوس وأرسله إليه ، وطلبته فلم أجده ، وقد قيل لى أنه عندكم فأعطونى إياه وكونوا معافين " فأجابه الأب بصرفتين قائلاً : " اما اثناسيوس الأسقف فهو أبونا ومقدمنا لكنى ما أبصرت له وجهاً ولا أعرفه ، ولا جاء عندنا ، وها الدير بين يديك فتشه لتعلم صحة قولى " فأمر الوالى بتفتيش الدير مهلاً مهلاً فلم يجده ، وعندما أراد الخروج قال للرهبان : " هلموا كلكم وأعملوا على صلاة وكان معه أسقف أريوسى عرفه بعض الأخوة ، ومن ألسقف أستدلوا ان الوالى أريوسياً أيضاً .. فأجابوه قائلين : " لا يمكننا ذلك لأن معنا وصية من أبينا أن لا نصلى مع من كان أريوسياً ، ثم أنفصلوا عنه ، ثم عملوا الأسقف وحده صلاة وجلس مع الوالى والأسقف وأصحابه . وبينما هم جلوس قفز الوالى وحده من بين الجماعة كهارب مكدود وكان فزعاً لأن منخره كان ينزل منه الدم وكان يقول : " بالكاد أفلت من الموت لأجل الرؤيا التى ظهرت لى الآن ، إلا أن الرب شاء أن يترك حياتى ، وعلى هذا الحال ترك الدير ورحل عنه ، وأما ألاب تادرس فلما رجع إلى الدير وسمع ما كان مجد الرب
[/size] [/b][/size][/center] [/size][/center] [/size][/center] [/size] | |
| | | عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: رد: موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان الجمعة أكتوبر 08, 2010 8:29 am | |
| بداية نهاية الهرطقة الأريوسية إعتمد الأريوسيين الهراطقة على الإمبراطور قسطنطيوس وإعتمد أثناسيوس والأرثوذكس على الرب يسوع ، إعتمد قسطنطيوس على قوته البشرية وقوة جنوده وسلطانه وممن حولة ، وإعتمد الرب يسوع على أثناسيوس الضعيف الوحيد لأنه القائل قوتى فى الضعف تكمل ، ولم يستند الأريوسيين على الحق وكانوا يستمدون قوتهم الضاربة من السلطة الحاكمة بينما كان أثناسيوس يكيل لهم الضربات من براهين وأدلة وإثباتات إنجيلية . لقد تحول العالم كله إلى الأريوسية وهرب وإختفى البابا أثناسيوس عن الأنظار فى نفى إختاره لم يكن محدداً فى مكان مراقب من خصومه ، وبدا الأمر أنه إنتصار لقسطنطيوس وللهرطقة الأريوسية ، ولكن أثناسيوس وحده تحدى العالم بقوة الرب يسوع . وفى فترة النفى الثالث الإختيارى التى قدرها المؤرخون بستة سنوان إستطاع أثناسيوس أن يقلق مطجع الإمبراطور والأريوسيين ، فكان يرسل الرسائل ويؤلف الكتب الكثيرة التى كانت سرعان ما تنسخ وتوزع سراً حتى أنه ما كتبه فى هذه فترة نفيه الثالث كان أكثر من نصف مؤلفاته جميعاً ! ونشرت فى مصر وإنتشرت فيها وفى العالم لشهرته اللاهوتية وتاريخه الطويل منذ مجمع نيقية وقرأها الأريوسيين أيضاً حتى أننا نجد كتباً مترجمة لكتبه من هذه الفترة . وإستطاع بقوة إقناعه فى كتاباته أن يدحض هرطقة الأريوسيين حتى أنه فى نهاية نفيه الثالث ظهرت علامات إنهزام القوة الأريوسية وأفول نجمها !! كانت نهاية فترة النفى الثالث الإختيارى هى بداية نهاية الهرطقة الأريوسية ، وقد ظلت تطلق أنفاسها الأخيرة تضعف وتتلاشى رويداً رويداً لمدة عشرين سنة بعد ذلك إلى أن خمدت وإنتهت .وقد بدأت مرحلة النهاية للهرطقة الأريوسية سنة 362 م حيث بدأوا يعانون من التفكك والإنقسام بين فئاتها وطوائفها المختلفة ، حيث كان أثناسيوس الرسولى يطاردهم بلا هوادة . وعندما خرجت الأريوسية من ظل رعاية السيوف وتكتيك الغش والخداع والغدر والخيانة ، والمجامع المفتعلة المخطط بنتائجها وقراراتها مسبقاً قبل الدعوه لها والتى لم يكفوا عن عقدها طيلة ست سنين وإصدار القوانين والتحذيرات ، وقعت وتساقطت وتكسرت وتناثرت كتمثال خزفى . أما اثناسيوس فكان يتنقل من دير إلى آخر ومن كنيسة إلى أخرى ، وفتحت له الأديرة الأمينة أبوابها وهلل الرهبان والمتوحدون فى الجبال والبرارى والصحارى برؤياه ، وقابله سكان نتريا والقلالى وشيهيت بالترحاب ، وفرح به صعيد مصر ، وحتى العذارى ( الراهبات) أستقبلنه فى بيوتهن الخاصة التى كان قد سبق وأن أشأهن لهن قبل ذلك ، وتعاون الرجال من ذوى الهمة والشهامة والأممانة من نتريا والقلالى من الرهبان المثقفين ليكونوا تحت إمرته ، فكانوا ينسخون رسائله وييحملون الرسائل منه وإليه فى كل بلاد مصر وإلى أقصى الأقطار النائية ، فالمراكب التى تبحر فى البحر الكبير تحمل إليه أخبار العالم والقوارب تجول فى النيل من منبعه إلى مصبه تحمل الرسائل لتشجيه الأساقفة والكهنة والشعب القبطى من الذين بقوا على أمانتهم سواء أكانوا فى المنفى أو حتى تحت رئاسة الهراطقة !! وأدار أثناسيوس شئون الكنيسة فى مصر وليبيا والنوبة والسودان ، ولم يستطع الأريوسيين تحديد حركته ويقول الأب العلامة متى المسكين : " ولم يرٌ أثناسيوس فى هذه الأسفار والتنقلات إلا ومعه الكتب والرقوق وحزم صفائح البردى وأقلام البوص للكتابة .. وكم جلس على حصير راهب فقير ، وكم أستظل بسقف المغائر النائية وظل يكتب ويكتب ، فإن جف الحبر فى قلمه غمسه فى المحبرة ، وإن جف الفكر غمسه فى قلبه ليخرج كلمات الإنجيل المنية بالروح المتقدة بالأمانة للمسيح الذى أحبه وحفظ كلماته ووصاياة فى قلبهكان قلمه قلم كاتب سريع الكتابة ، وكانت عزيمته تصلب الجسد لمشيئه الروح فلم يكن يمل أو يكل ، وهو واقف أمام أساقفة العالم كله يعلن الإيمان المستقيم الذى أستلمه من أبيه ألكسندر الذى استلمه من مرقس الرسول وفى كتاباته أستطاع أثناسيوس أن يفرق دائماً وبدقة بالغة بين وقت المهاجمة ووقت الدفاع وبين خصومة لا تهادن وخصومة تقبل المهادنة ، وفرق بين أعداء الإيمان وبين الأغبياء فى الإيمان وبين الضعفاء فى الإيمان ، فعلى الولين اعلن حرباً لا رحمة فيها ، وللمتوسطين افاض وأسهب وشرح وأطنب ، وللآخرين شجع وتنازل وسار حتى منتصف الطريق !! عجيب أثناسيوس وعجيبة هى مؤلفاته كلها ، ولكن ليس كل من يقرأها يدرك أغوارها أو يقدر أن يفرق بين مظهرها وجوهرها والظروف التى أملت عليه كتابتها موت الأمبراطور قسطنطيوس وعودة مؤقته لأثناسيوس من المنفى هذه الفترة تقع بعد 30 سنة من بدء نزاع الهرطقة الأريوسية وأثناسيوس لا يزال يقاوم شرورها وجنونها وإرهابها حتى النهاية ، ولا يزال أمامها أيضاً 20 سنة أيضاً .
وينبغى لنا أن نهئ أنفسنا إذ بلغنا " نهاية المتاهة " وقد رأينا كيف قد بلغنا غاية اليقين عوض التذبذب والإرتباك ، وإلى الترتيب والنظام بدلاً من الفوضى والإرتباك .
موت الأمبراطور قسطنطيوس
وأثناء إقامة الأمبراطور قسطنطيوس فى أنطاكية أرسل يوليانوس ( إبن اخت قسطنطيوس) لحرب برابرة (إقليم الشمال ) ودحر جيشاً عظيماً منهم ، فأحبه الفرنسيون وأقاموه إمبراطور عليهم فأعلن نفسه قيصراً على الغرب يؤيده كل الشعب ، فلما علم بهذا الأمبراطور قسطنطيوس (خاله) تألم وغضب غضباً شديداً وعزم على إعلان الحرب عليه فجهز جيشاً بسرعة ، وتقبل قبل سفره المعمودية المؤجلة على يد الأريوسى الأسقف أيزويوس ، وإنطلق بعدها لقيادة الحملة ضد يوليانوس ، ولكن بينما كان يعبر جبال جوروس بدت عليه علامات التعب والقلق والإنهاك العقلى ، أصيب بعدها بالشلل ( إنفجار شريان فى المخ) فوقع ومات فى 3 نوفمبر سنة 361م بعد أن عاش 45 سنة
وبموت قسطنطيوس صار يوليانوس إمبراطوراً على الغرب والشرق ، وقد كان مسيحياً ثم انكرها منذ شبابه وعاد إلى الوثنية ، وأشتهر فى التاريخ بأسم يوليانوس الجاحد .
قتل الأسقف الأريوسى الدخيل جورج الكبادوكى
وأعلن فى الأسكندرية خبر تولى يوليانوس مقاليد الإمبراطورية شرقاً وغرباً رسمياً فى 30 نوفمبر سنة 361م ، ويقول الأب متى المسكين (1) [ وأيضاً راجع ص 270 من الكتاب السابق] فهلل وثنى الأسكندرية وأعتبروها فرصتهم فكان اول عمل عملوه أن قاموا على الأسقف الأريوسى الدخيل جورج الكبادوكى الذى لم يمضى على وصله للأسكندرية أكثر من شهر ، وأخرجوه خارج الكنيسة وقتلوه فى 24 ديسمبر سنة 361م .
أمر من الأمبراطور يوليانوس برجوع الأساقفة المنفيين
بعد أن جلس يوليانوس على كرسى الإمبراطورية الرومانية أصدر أمراً برجوع الأساقفة الذين نفاهم الأمبراطور السابق قسطنطيوس إلى بلادهم ( ولكنهم لم يرجعوا لكراسيهم) ولم يكن ذلك منه توقيراً للكنيسة ومحبه لها لأنه كان يكن البغضاء ضد المسيحية ، ولكن إحتقاراً منه للمناقشات التى دارت بين هؤلاء الأساقفة (الجليلين حسب تعبيره) وإمعاناً فى الإستهزاء بقرارات الإمبراطور سلفه
إنتهز البابا أثناسيوس هذه الفرصة ، ولأول مرة بعد ست سنوات ظهر ليلاً فى الإسكندرية بصحبة لوسيفر أسقف كلاريس بسردينيا ويوسابيوس أسقف فرشللى بإيطاليا اللذان كانا منفيين فى صعيد مصر ، وكان ذلك فى 22 فبراير سنة 362م فكان فرح شعب السكندرية والشعب القبطى كان عظيماً ولا يمكن التعبير عنه !! [center] النفى الرابع والخامس للبابا أثناسيوس الرسولى *** النفى الرابع للبابا أثناسيوس الرسولى: فى 21 فبراير 362 م المدة : 362 - 363 م أمر بالنفى الأمبراطور يوليان الجاحد
*** النفى الخامس للبابا أثناسيوس الرسولى : أول فبراير سنة 366 م المدة 363 - 366 م أمر بالنفى الأمبراطور فالنس
رجع البابا أثناسيوس إلى الإسكندرية وعقد مجمعاً فى الإسكندرية ، وحدث أن وصل إلى ولاة الإسكندرية رسالة من الإمبراطور يوليانوس الجاحد (رسالة 26) تحتوى على تنبيه أنه أمر برجوع الأساقفة من النفى إلى بلادهم وليس إلى كراسيهم ، ولكن اثناسيوس هذا الذى حكم عليه عدة مرات كان ينبغى له أن يستأذن فى العودة ، وعليه أن يغادر لا الإسكندرية فقط ولكن مصر كلها ، وإلا ستوقع عليه غرامات .
وعندما سمع أغنياء المدينة وكبار رجال الأمبراطور فيها هذا الأمر أرسلوا للأمبراطور يترجوه العفو عنه ولكن دون جدوى .
وفى شهر أكتوبر فيما يعتقد وصل خطاب من الأمبراطور يوليانوس يلوم الوالى أكريكيوس أوليميوس على عدم تنفيذه أوامره مهدد بغرامة شديدة إذا لم يغادر أثناسيوس (عدو الآلهة ) الإسكندرية ومصر كلها ، وكان السبب الذى أغاظ الأمبراطور هو " أنه تجرد فى عهدى وعمد سيدات شريفات ، أى أنهن كانوا فى الوثنية وأعتنقوا المسيحية (رسالة 6)
ومن الظاهر أن هذا افنتظار كان لتجميع قوة الرومان من شرق السكندرية وليبيا للهجوم المباغت على الإسكندرية والقبض على البابا اثناسيوس كما حدث قبلاً .
الإمبراطور يوليان الجاحد يمتدح ألآلهة أبيس
وأرسل المبراطور يوليانوس الجاحد رسالة أخرى ( رسالة 51) خاصة غلى شعب الإسكندرية ممتدحاً الإله أبيس ومعنفاً العبادة المسيحية وأمر بطرد أثناسيوس فى موعد أقصاة أول ديسمبر وقد وصف البابا اثناسيوس بأنه " هذا الزميل القصير الحقير " معبراً عن ضيقه وشعوره الممتعض نحو أثناسيوس " أنه وقف ضد الأمبراطور قسطنطيوس كملك يحارب ملكاً !! وأن أثناسيوس أصبح فى مصر قوة أعظم من قوته وصاحب سلطان يفوق سلطانه .
وإذا البابا اثناسيوس زعيماً سياسياً له اطماع فى السلطة الدنيوية والحكم الأرضى كان قد إستغل هذه الرسالة الحمقاء التى ارسلها الإمبراطور يوليانوس الجاحد ، ولو كان كذلك لأستغلها وأشعل الثورة ولا شك أن كثيرين من المصريين كانوا فى سلك الجندية الرومانية وكان يستطيع قيادتهم أو حتى على الأقل يضع واحداً من السياسيين كقائد وما عليه إلا البركة ولكنه لم يكن كذلك ، حقناً للدماء وأنه رجل تابع للمسيح ولم يكن سافكاً للدماء فأحنى رأسه فى هدوء للعاصفة وإنسحب من الإسكندرية فى الوقت المناسب (23 من أكتوبر 362م ) وذلك قبل أن يقتحمها الوالى بجنوده كما فعلوا قبلاً أيام الإمبراطور قسطنطيوس .
ولم يكن إنسحاب البابا اثناسيوس يرضى اصدقاءه وأهل الإسكندرية فتوسلوا غليه ان لا ينحنى ولا ينثنى أمام طغيان الظلم ، ولكن كان البابا اثناسيوس له حكته وخبرته فى التعامل مع الأباطرة فكان يرى ما وراء الغيوم فرد عليهم قائلاً " إنها سحابة وسوف تنقشع " البابا أثناسيوس يغادر الإسكندرية
البابا يرد على الجواسيس الذين يسعون وراءة بالنيلوركب قاربه النيلى الخفيف وحمله القارب مسرعاً على صفحة نيل مصر العظيم متجهاً إلى اعالى الصعيد ، فكان كالطير الرشيق الذى يرف على وجه المياة بالرغم من سنة قد وصل إلى 65 سنة ! ولكن كانت هناك عيود الجواسيس ترصد تحركاته ويتتبعونه ، فلما أحس بذلك وكان فى وسط النيل قفل راجعاً فقابلهم المركب الذى يتتبعه وهم يسعون خلفه ، فسألوه : هل رأيت اثناسيوس ؟ رد عليهم بنفسه : " أسرعوا وراءه وهو لا يزال أمامكم فهو ليس ببعيد عنكم " وترك البابا أثناسيوس بذكائه كلاب الصيد تجرى وراء ظله بلا طائل فكيف يمسكون خيالاً ؟ وهذا المشهد الساخر يصف البابا اثناسيوس بنفسه أما هو فقفل راجعاً ونزل فى مدينة قرب ممفيس تدعى كايرو Chaereau وبعد مدة وياس الرومان من البحث عنه ورجعوا مخزولين وزال الخطر إعاد البابا أثناسيوس إلى قاربه وأستقله بقيادة الرهبان الباخوميين الأشداء والأتقياء إلى أعالى النيل مرة أخرى .. إلى مدينة هرموبوليس ومدينة أنتينوبوليس [/center] | |
| | | | موسوعة كاملة عن البابا أثناسيوس الرسولى حامى الايمان | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|