عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: الطاغية دقلديانوس من جرجا الخميس نوفمبر 11, 2010 7:57 pm | |
| هل تعلم ان دقلديانوس الطاغية من جرجا ؟؟؟؟ ادخل واتعرف عليه وعلى عصره
[size=21]في اواخر القرن الثالث تولي دقلديانوس أمور الأمبراطوريه الرومانيه وكان شخصا غير سوي في بنيانه النفسي. لقد كان في صباه راعيا للأغنام بمدينه بتوليمايس (جرجا) وكان يدعي قبلا (اغرابيدا) وقد خصته الطبيعه بمواهب فطريه ممتازه جعلته مرموق الجانب. ومما اشتهر به في صباه انه كان يجيد العزف علي الناي الي حد بعيد فكان حين يرعي الأغنام ترقص الأغنام طربا لنغماته. وأستمر (أغرابيدا) راعيا الي ان قامت الحرب بين الأمبراطور نوميريان وبين الفرس. وكان الفرس في ذلك الوقت اقوياء مما جعل الأمبراطور نوميريان يجمع جيشا قويا من الأقطار الخاضعه للنسر الروماني. وكان (اغرابيدا) ممن انتظموا في سلك هذا الجيش. وهنا تفتقت مواهبه واظهر من ضروب البساله والذكاء ما جعله موضع الأعجاب. وأستهوته الحياه العسكريه وفتحت امامه افاقا جديده وأبتدأ يرتقي سلم المجد. وتشاء الظروف أن أبنة الأمبراطور نوميريان الكبري اعجبت بنغماته وانبهرت بمنظره، فاختارته زوجا لها. وهكذا أصبح (أغرابيدا) الذي كان راعيا للأغنام صهرا لأمبراطور روما سيده العالم في هذا الوقت. وهكذا ظل هذا النجم يلمع الي ان تألق بعد وفاه الأمبراطور (نوميريان) فنودي به حاكما في نيقوميديا سنه 284 وتقلد أرفع مناصب الأمبراطوريه وأنفرد بحكم الشرق بعد أن أتخذ مدينه انطاكيه عاصمه له. وأبتدأ ديوكلتيانوس (دقلديانوس) وهي اسماؤه التي عرف بها بعد ذلك يحكم الشرق بيد من حديد ووجه جهوده كلها لأستئصال المسيحيه من بلاده ووضع تخطيطا محكما يقوم علي قتل رجال الدين ـ هدم الكنائس ـ أحراق الكتب المقدسه ـ طرد المسيحيين من الوظائف الحكوميه وأباحه دمائهم. وقد نال القبط في مصر من هذا الأضطهاد أعنفه لأن دقلديانوس كان يري أن اساس العمق الديني المسيحي كان في مصر. لذلك جاء بنفسه وأقسم بالهته أنه لن يكف عن ذبح المسيحيين بيده حتي يصل الدم المراق من المسيحيين الي ركبه حصانه. وشرع الأمبراطور يقتل بسيفه المسيحيين وهو ممتط صهوه حصانه بيده، وحدث أن كبا الجواد فوقع علي الأرض فلحقت الدماء المسفوكه علي الأرض ركبتي الحصان وكان الأمبراطور قد تعب من ذبح المسيحيين وترك السيف في يده جرحا فأعتبر نفسه أنه قد وفي بنذره للألهه فكف عن ذبح المسيحيين! وقد أحصي عدد القتلي فقيل أنه بلغ 840 الف شهيد.
ونظرا لفداحه ما تحمله المسيحيون في عهد هذا الأمبراطور فقد أرخوا لسنه 284 ميلاديه. وهي السنه التي أعتلي فيها الأمبراطور ديوقلديانوس عرش الأمبراطوريه. لذلك فأن التاريخ القبطي ينقص عن التاريخ الميلادي بمقدار 284 سنه وصار التاريخ القبطي أبتداء من هذا التاريخ يسمي تاريخ الشهداء الأطهار. وقد عرفت الكنيسه القبطيه بأنها كنيسه الشهداء. وقال المؤرخين أن عدد الشهداء الذين استشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين في كل العالم. وقد جري المثل الشهير أن دم الشهداء كان هو بذار الكنيسه. لقد عذبهم بكل انواع العذاب. تاره بالحرق , وتاره بالجلد , وأخري بتقطيع الأعضاء. ومن أراحه منهم فبالسيف. الا ان الله لم يترك هذا الطاغيه بل أنتقم منه أنتقاما مروعا حيث أصيب بمس من الجنون في أواخر أيام حياته ثم نفي الي جزيره تكثر فيها الغابات كان يقطنها جماعه من الأقباط الذين فروا من وجهه والتجأوا اليها خوفا من طغيانه. الا أنهم عندما رأوا ما وصل اليه من حاله سيئه. نسوا كل شيء وأحسنوا اليه عملا بقول السيد المسيح (أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا الي مبغضيكم) فتفانوا في خدمته وأظهروا له من الوان العطف والموده ما جعله يسترد عقله. فكتب الي مجلس شيوخ روما يطلب منهم اطلاق سراحه واعادته الي عرشه ولكنهم رفضوا طلبه فرجعت له لوثه الجنون وزاد عليها فقدانه لبصره. وظل يعاني أمر الآلام حتي قضي نحبه في تلك الجزيره عام 305 م. هذا هو تاريخ دقلديانوس الرجل الذي أرتفع من الحضيض الي القمه. ولكنها كانت قمه من الثلج لم تلبث ان ذابت أمام حراره شمس البر. وهذه لمحه عن عيد النيرور في ذكري النيروز عيد الشهداء وكل عام و مصرنا الغالية بخير.الأنبا غريغوريوس / القمص مرقس عزيز
[/size] | |
|