عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: قراءات يوم الجمعة الموافق 17 ديسمبر 2010م الجمعة ديسمبر 17, 2010 12:26 pm | |
| عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 18 ، 19) كثيرةٌ هيَ أحزانُ الصدِّيقينَ، ومِنْ جميعها يُنجيهم الربُّ، يحفظُ الربُّ جميع عظامهم، وواحدةٌ منها لا تنكَسِر. هللويا.
إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 ـ 28 ) حينئذٍ قال يسوع لتلاميذه: " مَن يريد أن يتبعني فَليُنكِر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنَّ مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكُها، ومن يُهلِكُ نفسه مِن أجلي يجدها. لأنَّه ماذا ينتفع الإنسانُ لو رَبِح العالم كلَّه وخسِرَ نفسه؟ أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأنَّ ابن الإنسان سـوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يُجازي كلّ واحدٍ حسب عمله. الحقَّ أقول لكم إن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتَّى يروا ابن الإنسان آتياً في مجد أبيه ".
( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 36 : 34 ـ 35 ) خلاصُ الصدِّيقينَ مِنْ قِبل الربِّ. وهو ناصِرهُم في زمانِ الضيقِ. يُعينُهُم الربَّ ويُنَجيَّهُم. ويُخلِّصُهُم لأنهُم تَوكَّلوا عليهِ. هللويا.
إنجيل باكر من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 9 ـ 13 ) فانظُروا إلى نفوسِكُم، لأنَّهُم سيسلِّمونكُم إلى مجالسَ وسيَضربونكُم في المحافِل وتُوقفُونَ أمامَ ولاةٍ وملوكٍ مِن أجْلي شهادةً لهُم ولجميع الأُمَم. ويَنبَغي أوَّلاً أنْ يُكرزَ بالإنجيلِ. فإذا قدَّموكُم ليُسلِّموكُم فلا تَهتمُّوا مِن قَبْلُ بِما تتكلَّمونَ به، لأنَّكُم تُعطونَ في تِلكَ السَّاعـةِ ما تتكلَّمـونَ به، لأنَّ لستُم أنتُم المُتكلِّمينَ بَل الرُّوحُ القُدسُ. وسيسلِّم الأخُ أخاهُ إلى الموتِ والأبُ يُسلِّم ابنهُ، ويقومُ الأولادُ على آبائِهم ويقتلونَهُم. وتَكونونَ مُبغَضِينَ مِن الجميع مِنْ أجْلِ اسمي، والَّذى يَصبرُ إلى المُنتهَى فهَذا يَخلُصُ.
( والمجد للـه دائماً )
القـداس البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس ( 10 : 1 ـ 18 ) أنا نفسي بولس أطلُبُ إليكم بوَداعَةِ المسيح وحِلمِهِ، كما أنِّي ذليلٌ بينكم وأمامـكُمْ، ولكـن فيمـا أنا خـارج عنكـم فمتجاســرٌ عَليكُمْ. وأطلـب أن أكـون متجاسراً ولست عندكم بالثِّقة التي بها أظنّ أنِّي سأتجاسر على قوم الذين يحسبوننا كأنَّنا نسلك حسب الجسد. لأنَّنا وإن كُنَّا نسلك حسب الجسد، لا نُحارِب حسب الجسد. إذ أسلحة مُحارَبتنا ليست جسديَّة، بل هى قوات الله تهدم الحصون. وتهدم الآراء وكل عُلو يرتَفع ضِدَّ معرفة الله، ونسبي كلَّ فكر إلى طاعة المسيح، ومستعدِّينَ لأنْ ننتقم على كلِّ عصيان مَتَى كَمِلَتْ طاعتُكُم. أَتنظرونَ إلى ما هو قُدَّامكم؟ إن كان أحدٌ يثق من نفسه بأنَّه للمسيح، فليفتكر في نفسه أيضاً: أنَّه كما هو للمسيح، كذلك نحن أيضاً! فإنِّى وإن افتخرتُ شيئاً أكثر بالسُّلطان الذي أعطاه لي الربُّ فهو للبنيان وليس لهدمِكُم، لا أُخجَلُ. لئلاَّ أَظهر كواحد يُخيفكُم بالرَّسائِل. لأنَّه يقول: " الرَّسائل ثقيلةٌ وقويَّةٌ، وحضور الجسد فضعيفٌ، والكلام مرذولٌ ". مِثل هذا فليَحسِب هذا: أنَّنا كما نحن في الكلام بالرَّسائل ونحنُ غائبونَ عنكم، هكذا نكون أيضاً بالفِعل ونحن حاضِرون عندكُم. لأنَّنا لا نتجاسر أن نُشَبِّه أنفسنا أو نُقايس ذواتنا بقوم يمدحون أنفسهم وحدهم، بل إذ هم يقيسونَ أنفسهم على أنفسهم، ويُقابلون أنفسهم بأنفسهم وهُم لا يفهمون. ولكن نحنُ لا نفتخر إلى ما لا يُقاس، بل حسب قياس القانون الذي رسمه لنا الله، للبلوغ إليه وإليكم بقياس. لأنَّنا لا نمدِّدُ أنفسنا كأنَّنا لا نَبْلُغُ إليكم. إذ قد وصلنا إليكم أيضاً في إنجيل المسيح. غير مُفتخرينَ إلى ما لا يُقاس في أتعاب آخرين، بل لنا رجاء ـ إذا نما إيمانكم ـ ليتعظَّم فيكم مثل قانوننا بزيادةٍ، لنُبشِّركُم بما هو أعظم من ذلك. لا لِنفتخر بالأمور المُعدَّة في قانون غريب. وأمَّا مَن يفتخر فليفتخر بالربِّ. لأنَّه ليسَ مَن يمدح نفسه وحده هو المُختار، بل من يمدحهُ الربُّ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 4 : 1 ـ 11 ) فإذ قد تألَّم المسيح بالجسد عنَّا، تسلَّحوا أنتُم أيضاً بهذا المثال. فإنَّ مَن تألَّم بالجسد، كُفَّ عن الخطيَّة، لكي لا يعيش أيضاً الزَّمان الباقي في الجسد، لشهوات النَّاس، بل لإرادة الله. لأنَّه يكفيكم الزَّمان الذي مَضى إذ كنتم تصنعون فيه إرادة الأُمَم، وتسلكون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكرات المتنوعة، والخلاعة، والدنس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضون معهم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوف يُعطون جواباً للذي هو على استعدادٍ أن يُدين الأحياء والأموات. فإنَّه لأجل هذا بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكي يُدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليَحيَوا حسب الله بالرُّوح. وإنَّما نهاية كلِّ شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا إذاً واسهروا في الصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، فلتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضكم لبعضٍ بلا تذمُّر. وليخدم كلُّ واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضكم بعضاً، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوِّعة. مَن يتكلَّم فكأقوال الله. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئها الله، لكي يتمجَّد الله في كلِّ شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والسُّلطان إلى أبدِ الآبدينَ. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 12 : 25 ، 13 : 1 ـ 12 ) ورجع برنابا وشاول من أورشليم بعدما كمَّلا الخدمة، وأخذا معهما يوحنَّا أيضاً المُلقَّب مرقس. وكان في كنيسة أنطاكية أنبياء ومعلِّمون: برنابا، وسمعان الذي يُدعَى نيجر، ولوقيوس القيروانيُّ، ومناين الذي تربَّى مع هيرودس رئيس الرُّبع، وشاول. وبينما هم يخدمون الربَّ ويصومون، قال الرُّوح القدس: " افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي قد دعوتهما إليه ". حينئذٍ صاموا وصلُّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثُمَّ أطلقوهما. فهذان إذ أُرسِلا من الرُّوح القدس انحدرا إلى سلوكية، ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرس. ولمَّا وصلا إلى سلامينا ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود. وكانا معهما يوحنَّا خادماً. ولمَّا اجتازا الجزيرة كلها إلى بافوس، وجدا رجلاً سـاحراً نبيَّاً كـذَّاباً يهوديَّــاً اســمه باريشوع، هذا كان مع الوالي سرجيوس بولـس، وهو رجلٌ فهيمٌ. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله. فقاوَمهما عليمٌ السَّاحر، لأن هكذا يُترجَم اسمه، طالباً أن يُفسِد الوالي عن الإيمان. وأمَّا شاول، الذي هو بولس أيضاً، فامتلأ من الرُّوح القدس وقال: " أيُّها المُمتلئُ من كـلِّ غشٍّ وكـلِّ خبثٍ! يا ابن إبليـس! يا عـدوَّ كلِّ برٍّ! ألاَّ تـزال تُفسِد سُبل الربِّ المُستقيمة؟ فالآن هوذا يد الربِّ تأتي عليكَ، فتكون أعمى لا تُبصر الشَّمس إلى حينٍ ". ففي الحال وقع عليه ضبابٌ وظلمةٌ، وكان يَدورُ مُلتمِساً مَن يقوده بيده. فالوالي حينئذٍ لمَّا رأى، آمن وتعجب مِن تعليم الربِّ.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) [size=21][size=21]سنكسار اليوم الثامن من شهر كيهك المبارك[/size][/size] [size=21]
[size=21]1. نياحة القديس ياركلاس بابا الإسكندرية الثالث عشر. 2. شهادة القديستين بربارة ويوليانة. 3. شهادة القديسين إيسى وتكلا أخته. 4. نياحة القديس صموئيل رئيس دير القلمون.
1ـ فى هذا اليوم من سنة 240 ميلادية تنيَّح الأب القديس ياركلاس بابا الإسكندرية الثالث عشر. وقد وُلِدَ من والدين وثنيين إلاَّ أنهما آمنا وتعمَّدا بعد ولادته. وكانا قد أدباه بالحكمة اليونانية ثم بالحكمة المسيحية، ودرس الأناجيل الأربعة والرسائل، فرسمهُ القديس ديمتريوس بابا الإسكندرية الثاني عشر شماساً ثم قساً على كنيسة الإسكندرية فنجح فى الخدمة، وكان أميناً فى كل ما أؤتمن عليه. ولمَّا تنيح الأب ديمتريوس أُنتُخِبَ القديس ياركلاس لرتبة البطريركية. فرعى رعية المسيح أحسن رعاية. وردَّ كثيرين من الصابئة وعمَّدهم، وقد كرَّس جهوده على التعليم والوعظ وإرشاد المخالفين. كما سلَّم للقديس ديونسيوس النَّظر في الأحكام وتدبير أمور المؤمنين. وأقام على الكرسي ثلاث عشر سنة. وتنيَّح بسلام.
صلاته تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهدت القديستان بربارة ويوليانة. كانت بربارة ابنة رجل عظيم من إحدى بلاد المشرق يُسمى ديسقورس أيام مكسيميانوس الملك أي في أوائل الجيل الثالث المسيحي. ولشدة محبته لها بنى لها برجاً لتُقيم به. فرفعت القديسة بصرها إلى السماء من أعلى البرج وتأملت بهاء السماء وما بها من شمس وقمر وكواكب، واستنتجت أنه لابد لها من صانع قادر حكيم، ولن يكون إلاَّ الله تعالى هو صانعها. واتفق وجود العلاَّمة أوريجانوس في تلك الجهة فعلِم بخبرالقديسة وأتى إليها وعلَّمها مبادئ الدين المسيحي. وكان في الحمَّام طاقتان فأمرت بفتح طاقة ثالثة، ووضع صليب على حوض الماء فلمَّا دخل أبوها ورأى التغيير الذى حدث، سألها عن السبب، فقالت له : أمَا تعلم يا والدى أنه بالثالوث الأقدس يتم كل شيء. فهنا ثلاث طاقات على اسم الثالوث الأقدس. وهذه العلامة هيَ مثال لصليب السيد المسيح الذى كان به خلاص العالم. فأسألك يا والدي العزيز أن ترجع عن الضلالة التى أنت فيها، وأن تعبد الإله الذى خلقك. فعندما سمع أبوها هذا الكلام غضب جداً وجرّد سيفه عليها. فهربت من أمامه، فركض وراءها، وكانت أمامها صخرة انشقت شطرين، فاجتازتها وعادت الصخرة إلى حالتها الأولى. ودار أبوها حول الصخرة فوجدها مختبئة في مغارة، فوثب عليها كالذئب وأخذها إلى الوالي مركيانوس الذي لاطفها تارة بالكلام وأخرى بالوعد ثم بالوعيد، ولكنه لم يستطع أن يسلِبها حبها للسيد المسيح. عند ذلك أمر بتعذيبها بأنواع العذاب. وكانت هناك صبية يُقال لها يوليانة، شاهدت القديسة بربارة وهي في العذاب، فكانت تبكي لأجلها. وقد رأت السيد المسيح يُعزي القديسة بربارة ويُقوِّيها، فاستنارت بصيرتها وآمنـت بالسـيد المسـيح، فقطعوا رأسـها ورأس القديسة بربارة، ونالتا إكليل الشهادة. وقد هلك والدها بعد ذلك بقليل، وكذلك هلك الوالي الذى تولى تعذيبها. أمَّا حوض الماء الذى عُمِلَ عليه الصليب المقدس، فقد صار لمائه قوة الشفاء لكل من يغتسل منه. وجعلوا جسدي هاتين القديستين في كنيسة خارج مدينة غلاطية. وبعد سنين نقلوا جسد القديسة بربارة إلى مصر في الكنيسة التى سُمِّيت بِاسمها إلى اليوم.
صلاتهما تكون معنا. آمين.
3ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد القديس إيسي وتكلا أخته. وكانا من أبوصير غرب الأشمونين. وكان القديس إيسي غنياً جداً. وكان يتصدق على المساكين بثمن ما يجزه من غنمه. ولمَّا علم أن صديقه بولس مريض بمدينة الإسكندرية. حيث كان يتردد عليها للتجارة، مضى إليه ليودعه ولما أتى إليه وجده قد عوفيَ من مرضه، فاتفقا معاً على أن يقوما بافتقاد القديسين المسجونين بسبب الاضطهاد وقد تنبأ عنهما بعض القديسين بأنهما سينالان إكليل الشهادة. وقد حدث ذلك أثناء مجيء القديس بقطر بن رومانوس إلى الإسكندرية، فلمَّا علِما بحسن سيرته وزهده للعالم أحبا أن يكونا مثله، فتقدم إيسي إلى الوالي واعترف بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبه بأشد أنواع العذابات، كأنْ يُعرى ويوثق ويُعصر، ثم تُصوَّب مشاعل نار إلى جنبيه، وأن يُطرح على الأرض ويُضرب بالسِّياط وتُقطَّع أعضاؤه. وكان صابراً على هذا جميعه، وكان ملاك الرب يقوِّيه ويشفي جراحاته. وكان بولس صديقه يبكي من أجله هو وغلمانه، وظهر ملاك الرب لأختـه تكـلا وأمـرها أن تمضـي إلى أخيهـا، فذهبــت إلى البحـر، واسـتقلت إحدى السفن، فظهرت لها فيها العذراء والدة الإله وأليصابات نسيبتها وجعلتا تُعزِّيانها في أخيها، وكانت أليصابات تقول لها: " إن لي ولداً قد أخذوا رأسه ظلماً ". وقالت لها السيدة البتول: " إن لي ولداً صلبوه حسداً ". وكانت تكلا لا تعرف مَن هما. ولمَّا التقت بأخيها اتفق الاثنان وتقدما إلى الوالي معترفين بالسيد المسيح، فعذَّبهما أشد عذاب بالهنبازين وبحريق النار وبالتسمير وسلخ جلد الرأس، وكان الرب يقوِّيهما ويصبرهما. ثم أسلمهما إلى ولده والي ناحية الخصوص، ليذهب بهما إلى الصعيد. فلمَّا سارت بهم السفينة قليلاً سكنت الريح فوقفت عن المسير. فأمر أن تؤخذ رأسا إيسى وتكلا أختهُ، ويطرحا في الشوك والحلفاء، فكان كذلك ونالا إكليل الشهادة. وأوحى الرب إلى قِس يسمى أوري بشطانوف فأخذ جسديهما. أمَّا بولس صديق إيسي وابلانيوس بن تكلا أخته فقد استشهدا بعد ذلك.
صلاتهم تكون معنا. آمين.
4ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس الأنبا صموئيل رئيس دير القلمون. وُلِدَ في دكلوبا من كرسي ميصيل، من أبوين قديسين، ولم يكن لهما ولد سواه. وكان أبوه أرشلاؤس قساً. فأبصر في رؤيا الليل شخصاً مُضيئاً يقول له: لابد لولدك هذا أن يؤتمن على جماعة كثيرة ويكون مختاراً للرب طول أيام حياته. وكان صموئيل طاهراً منذ صغره مثل صموئيل النبي، وكانت تساوره دائماً فكرة الرهبنة. وفي بعض الأيام وجد وسيلة للذهاب إلى برية شيهيت ولم يكن يعرف الطريق. فظهر له ملاك الرب في شبه راهب ورافقه كأنَّهُ يقصد الدير مثله إلى أن وصلا إلى جبل شيهيت. وهناك سلَّمهُ لرجل قديس يُسمى أنبا أغاثو فقبِلهُ عنده كما أرشده الملاك. حيث أقام ثلاث سنين طائعاً له في كل ما يأمره به. وبعد ذلك تنيَّح الشيخ القديس أغاثو، وتفرَّغ القديس صموئيل للصلوات والأصوام الكثيرة، حتى أنَّهُ كان يصوم أسبوعاً أسبوعاً، فقدَّموه قساً على كنيسة القديس مقاريوس. وحدث أنَّ أتى إلى البرية رسول يحمل طومس لاون(1)، فلمَّا قرأه على الشيوخ غار الأنبا صموئيل غَيرة الرب، ووثب وسط الجماعة وأمسك المكتوب ومزَّقه قائلاً: محروم هذا الطومس وكل من يعتقد به، وملعون كل من يغير الأمانة المستقيمة التي لآبائنا القديسين. فلمَّا رأى الرسول ذلك اغتاظ وأمر بغضب أن يُضرب بالدبابيس ثم يُعلَّق من ذراعه ويُلطم. فصادفت إحدى اللاطمات عينه فقلعتها. ثم طُرِدَ من الدير، فظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضي ويسكن في القلمون. فمضى إلى هناك وبنى ديراً أقام فيه مدة يُعلِّم المُلتفين حوله ويُثبِّتهم على الأمانة المستقيمة، واتصل خبره بالمقوقس حاكم مصر فأتى إليه وطلب منه أن يعترف بمجمع خلقيدونية، وإذ لم يذعن لرأيه ضربه وطرده من الدير، فمضى وسكن في إحدى الكنائس، وبعد حين عاد إلى الدير. واتفق مجيء البربر إلى هناك، فأخذوه معهم في رجوعهم إلى بلادهم. فصلَّى إلى السيد المسيح أن ينقذه منهم، فكان كُلَّما أركبوه جملاً لا يستطيع القيام به، فتركوه ومضوا، ثم عاد هو إلى ديره. وأتى البربر إلى هناك مرة ثانية وأخذوه معهم إلى بلادهم. وكانوا قد سَبوا قبل ذلك الأنبا يوأنس قمص شيهيت. فاجتمع الاثنان في السبي وكان يتعزيـان معـاً. وحاول آسِرَهُ أن يغـويه لعبادة الشـمس. ولمَّا لم يسـتطع إلى ذلك سبيلاً، ربط رجله مع رجل جارية من جواريه، وكلَّفهما رعاية الإبل قصداً منه أن يقع معها في الخطية وعندئذ يتسلط عليه فيُذعن لقوله، كما أشار عليه إبليس. وفى هذا جميعهُ كان القديس يزداد شجاعة وقوة قلب، ولم يزل على هذا الحال حتى مرض ابن سيده مرض الموت، فصلَّى عليه فشفاه، فشاع خبرهُ في تلك البلاد، وكان يأتي إليه كل من به مرض، فيُصلِّي عليه ويدهنه بزيت فيبرأ. فأحبه سيده كثيراً واعتذر إليه واستغفره، وعرض عليه أن يطلب ما يريد. فطلب أن يأمر بعودته إلى ديره. فأعاده. ولدى وصوله اجتمع حوله كثيرون من أولاده الذين كانوا قد كثروا جداً حتى بلغوا الألوف. وظهرت له السيدة العذراء وقالت له أن هذا الموضع هو مسكني إلى الأبد. ولم يعد البربر يُغيرون على هذا الدير. وقد وضع هذا الأب مواعظ كثيرة ومقالات شتى وتنبأ عن دخول الإسلام مصر. ولمَّا قربت أيام نياحته جمع أولاده وأوصاهم أن يثبتوا في مخافة الله والعمل بوصاياه ويجاهدوا في سبيل الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير، وتنيَّح بسلام .
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
[/size]
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي (96 : 11) نُورٌ أشرق للصدِّيقينَ. وفرحٌ للمُستقيمينَ بقلبهِم. افرحوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ. واعترفوا لذِكر قُدسِهِ. هللويا.
إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 53 ـ 12 : 1 ـ 12 ) وفيمَا هو يقول هذا ابتدأَ الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ يَنظرونَ رَدِياً، ويكلِّمونهُ في أمورٍ كثيرةٍ، ويَمكُرونَ لِيَصطادوهُ بكلمةٍ مِن فمهِ. وفى أثناءَ ذلِكَ إذ اجتمعَ رَبَواتٌ كثيرةٌ، حتَّى داسَ بعضُهُم بعضاً، ابتدأَ يسوعُ يقولُ لتلاميذِهِ: " أولاً تَحرَّزوا لأنفسِكُم مِن خميرِ الفرِّيسيِّينَ الذي هو رياؤهُم، فليسَ شئٌ مكتومٌ إلاَّ وسيظهَرُ، ولا خفيٌ إلاَّ وسيُعلَمُ. والَّذى تقولونهُ في الظُّلمةِ سيُسمعُ في النُّورِ، وما قلتموهُ في الأذنِ في المَخادع يُنادَى به على السُّطوح. ولكنْ أقولُ لكُم يا أصدقائي: لا تخَافُوا مِنَ الَّذينَ يَقتلُونَ جَسَدَكُم، وبعد ذلِكَ ليسَ لهُم أنْ يَفعلوا شيئاً أكثرَ. بَـل أُعلِمكُم مِمَّنْ تخافُونَ: خَافُوا مِنَ الذي بعدما يَقتُلُ، لهُ سلطانٌ أنْ يُلِقِيَ في جَهنَّمَ. نَعَم أقولُ لكُم: مِنْ هَذا خَافُوا. أَلَيسَتْ خَمسَةُ عصافيرَ تُباعُ بِفَلْسَيْنِ، وواحدٌ مِنها لا يُنسَى قُدَّام اللهِ؟ بَل شُعورُ رؤوسِكُم أيضاً جميعُها مُحصاةٌ. فلا تَخافُوا الآنَ. أنتُم أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرةٍ. وأقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعترفُ بي قُدَّامَ النَّاسِ، يَعترفُ بهِ ابنُ الإنسانِ أيضاً قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. ومَنْ أَنكَرَني قُدَّامَ النَّاسِ، يُنكَرُ قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. وكُلُّ مَنْ يقول كلمةً على ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لهُ، وأمَّا مَنْ يُجدِّف على الرُّوح القُدسِ فلن يُغفَرُ لهُ. ومَتَى قدَّمُوكُم إلى المجامِع والرُّؤساءِ والسَّلاطِينِ فلا تَهتمُّوا كيفَ أو بِمَا تُجِيبونَ أو بِمَا تَقولونَ، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُعلِّمُكُم في تِلكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أنْ تَقولوهُ.
( والمجد للـه دائماً ) [/size] | |
|