إنشغل هذا الشاب بالعالم و ابتعد عن الكنيسة
و كلما توغل فى الشر إزداد رفضاً لها
زاره فى منزله خدام الإفتقاد و لكنه لم يتجاوب مع دعوتهم له لحضور الكنيسة
و تكررت الزيارات بلا جدوى أو فائدة
و زاره أيضاً كاهن الكنيسة و لم يتجاوب مع كلامه الروحى
لم ييأس الخدام من هذا الشاب_ الذى بلغ الثلاثين من عمره _ و ظلوا يصلون من أجله و يحاولون إفتقاده ليحنن الله قلبه و يعود إليه بالتوبة
و فى أحدى الزيارات الإفتقادية لاحظوا ترحيب هذا الشاب بهم
و تغير كلامه معهم
فقد كان متجاوباً مع كل كلمة تقال له عن الخدمة
و بدأت علامات التعجب و الفرح تمتزجان معاً و تظهر على وجوه الخدام
و لاحظ الشاب ذلك و قال لهم أنتم بالطبع متعجبون من التغير الذى حدث لى
إن وراء ذلك قصة سأحكيها لكم
....... بدأ الشاب يحكى القصة
فى أحد الأيام طلبت أخته منه أن يوصلها بالسيارة إلى إحدى الكنائس المجاورة لحى مصر الجديدة
لتقابل أب إعترافها
و وافق الشاب و أوصل أخته
و طلبت الأخت من أخيها أن ينتظرها فى مكان إنتظار المعترفين إلى أن تنتهى مقابلتها مع أب إعترافها
و كانت تقصد أن يجلس أخوها فى هذا الجو الروحى
لعل الله يعمل فى قلبه و يتأثر من صورة
أو آية
أو تعليق فيرجع إلى الله
فهم الشاب الذكى مقاصد أخته
فعندما دخلت لمقابلهة أب اعترافها
خرج من الكنيسة و ظل يتمشى فى الشارع أمام الكنيسة
و فيما هو يتمشى لاحظ شيئاً عجيباً و هو انبعاث نور قوى من بين بعض النفايات الملقاه على الرصيف بجوار حائط الكنيسة
فحركه حب الإستطلاع أن يعرف مصدر هذا النور و اللمعان الذى يظهر أمامه
فأسرع يفتش بين المخلفات الملقاه على الرصيف
فإذ به يجد صليباً بين هذه القمامة يشع منه نور جميل
فأخذه بفرح و قبّله
و هنا تحرك قلبه و عقله و تسائل فى نفسه ماذا حدث !!؟
لقد هربت من مواجهة الله داخل الكنيسة و الآن هو يبحث عنى و يلاحقنى حتى بين المخلفات الملقاه فى الشارع
شعر أن هذا الصليب _ الذى يمسكه فى يده بشدة _ أنه دعوة الهية لا يستطيع مقاومتها
و انهارت أمام الصليب كل أسباب العناد و الخوف و التباعد التى فى قلبه
تحرك الشاب فى هدوء و هو يمسك بالصليب الى داخل الكنيسة و شعر كأن الصليب هو الذى يقوده
حتى دخل الى حجرة انتظار المعترفين و جلس منتظراً دوره ليقابل الكاهن
و أمامه قص ما حدث له و فتح قلبه لأول مرة ليقدم توبة عن كل خطاياه ممزوجة بدموع عينيه
و خرج مبرراً يشكر الله الذى لم يدعه يهلك
بل دعاه للتوبة لينقذ حياته
انتبه يا أخى / أختى لكل دعوة الهية تدعوك للإقتراب منه و لا تؤخر التوبة فيسترح قلبك و تفرح قلب الله
(( من كتاب تدبيرك فاق العقول للقس يوحنا باقى ))