أجمل قلب
† † † † † † †
فى أحد الأيام وقف رجلاً فى وسط القرية ، ليعلن أن قلبه هو أجمل قلب فى كل الوادى .
وتجمع الناس حوله ، وكلهم اعجبوا بقلبه لأنه كان صحيحاً ، لم يكن به أى علامات أو شروخ . واتفق الجميع أنه حقيقة أجمل قلب قد نظروه وأحس الرجل بالفخر وأخذ يعلن بصوت عال أنه صاحب أجمل قلب.
وفجأة ظهر رجل بسيط أمام الجمهور وقال " يا شاب لماذا قلبك ليس له جمال يقارب جمال قلبى ؟
نظر الشاب والجمهور على قلب الرجل البسيط ، كان ينبض بقوة ولكنه ممتلئ بالحفر ، وفيه أجزاء قد أزيلت ووضعت بدلا منها أجزاء أخرى ، لا تتناسب مائة بالمائة مع
الأجزاء التى أزيلت من قلبه ووجدت بعض الحواف الخشنة ، وفى الحقيقة كانت هناك فى بعض
الأماكن عبارة عن فجوات ، حيث كانت هناك أجزاء ناقصة فعلاً .
وتعجبوا الناس وتساءلوا مندهشين ، كيف يمكن لمثل هذا القلب المشوه أن يكون
الأجمل ؟
هكذا فكروا . ونظر الشاب لقلب الرجل البسيط ورأى منظره فراح يضحك ، وقال قارن قلبك بقلبى ، أن قلبى كامل بينما قلبك عبارة عن فوضى من الفحر والجروح والفجوات "
فقال له الرجل البسيط
إن قلبك تام فى منظره ، وأنا لن أنافسك فى هذا . أنت ترى قلبى وكل حفرة فيه يمثل شخصاً وهبته حبى ، فنزعت جزأً من قلبى وأعطيته له ، وغالباً
ما يعطون هم لى أيضاً أجزاء من قلوبهم ، لتحل فى قلبى مكان الجزء الذى قدمته لهم ،
ولكن لأن الأجزاء لا تتطابق بالضبط . لذلك أصبح هناك حروف خشنة فى قلبى ، وهذه أنا
أعتز بها ، لأنها تذكرنى بالحب المتبادل بيننا . وأحياناً أنا أعطى جزء من قلبى ،
ولكن الشخص الذى أعطيه له، لا يعطينى جزء من قلبه بدلاً منه ، وهذه هى الفجوات
الفارغة فى قلبى ..لأنك أن تقدم حبك لآخر يعنى أنك تعطيه فرصة . ومع أن هذه الفجوات
مؤلمة ، فإن بقائها مفتوحا يذكرنى بالحب الذى عندى أيضاً تجاه هؤلاء الناس ، وأنا
أتمنى أنهم ربما يعودون يوما ويملئون الفراغ وأنا أنتظر ذلك . وهكذا هل ترى أنت
الآن الجمال الحقيقى ؟
وقف الشاب الصغير صامتاً بينما الدموع تنهمر . ثم سار حتى وصل للرجل البسيط ، ثم أمسك بقلبه القوى التام و الجميل الشكل ، ونزع جزء منه وقدمه للرجل البسيط
بيدين مرتعشتين وقبل البسيط منه هذه العطية الثمينة ووضعها فى قلبه ، ثم أخذ جزء من قلبه الممتلئ
بالندبات وأعطاه للشاب ، وتتطابقت القطعة ولكن ليس تماماً ، وهكذا ظهرت حافة خشنة
فى قلب الشاب .فنظر الشاب فى قلبه الذى لم يصبح تاما بعد ذلك ولكنه أصبح اكثر
جمالاً من أى وقت مضى ، حينما فاض الحب من قلب الرجل البسيط
الى قلبه
لا نحب بالكلام و لا باللسان بل بالعمل و الحق
(يوحنا الأولى 3 : 18(
† † †