++دراسة سفر التكوين++
بدأ .... استهل .... شرع .... افتتح .... هناك شيء منعش يدعو للتفاؤل في هذه الكلمات، سواء كانت تشير إلى بزوغ فجر يوم جديد، أو مولد طفل، أو مقدمة لسيمفونية، أو الميل الأول من رحلة عائلية ترفيهية. فمع الخلو من المشاكل، ومع توقع النجاح، فإن البدايات تثير الأمل والرؤى للمستقبل. "والتكوين" يعني "البدايات" أو "الأصل"، ويكشف لنا قصة بداية العالم، بداية التاريخ البشري، والأسرة، والحضارة، والخلاص. إنه قصة غرض الله وخطته لخليقته. إنه يعلن شخص الله وطبيعته (الخالق، الحافظ، الديان، الفادي)، وقيمة وكرامة البشر (المخلوقين على صورة الله، والمخلصين بالنعمة، والذين يعمل بهم الله في العالم). ثم مأساة الخطية وعواقبها (السقوط، الانفصال عن الله، الدينونة)، ثم الوعد بالخلاص وتأكيده (العهد، الغفران، المسيا الموعود به). فاقرأ سفر التكوين وتشجع، فهناك رجاء! لا تقلق مهما بدا موقف العالم مظلماً، فالله له خطته، مهما كان إحساسك بضآلتك وعدم نفعك، فإن الله يحبك ويريد أن يستخدمك في خطته .. ومهما كنت خاطئاً ومنفصلاً عن الله، فإن خلاصه متاح لك. اقرأ سفر التكوين ... وليكن لك رجاء!
"الله"! هكذا يبدأ سفر التكوين، وعلى الفور نراه يخلق العالم في استعراض مهيب رائع للقوة والهدف، ويختم بخلق الرجل والمرأة على صورته (1: 26، 27). ولكن لم يمضِ وقت طويل حتى دخلت الخطية إلى العالم، وانكشف القناع عن الشيطان. وبعد أن كانت الخليقة تسبح في البراءة، نراها تحطمت بالسقوط (العصيان المتعمد من آدم وحواء). وانقطعت الشركة مع الله، وبدأ الشر في نسج شباكه المهلكة. ثم في تتابع سريع نقرأ كيف طرد آدم وحواء من الجنة الجميلة، وتحول ابنهما البكر إلى قاتل، وولد الشر شراً، إلى أن أهلك الله كل إنسان على الأرض ما عدا عائلة صغيرة بقيادة نوح الشخص التقي الوحيد الذي بقي على الأرض.
وعندما نأتي إلى إبراهيم في سهول كنعان، نكتشف بداية شعب العهد مع الله، والخطوط العريضة لخطته للخلاص. فالخلاص يأتي بالإيمان، وستكون ذرية إبراهيم شعباً للرب. وسيأتي مخلص العالم من هذه الأمة المختارة. ثم تلي ذلك قصص إسحق ويعقوب ويوسف، وهي أكثر من مجرد سير رائعة، فهي تؤكد مواعيد الله، وتقدم الدليل على أنه أمين. والناس الذين نتقابل معهم في سفر التكوين أناس عاديون، ومع ذلك، صنع الله من خلالهم أشياء عظيمة. هذه صور حية تبين كيف يستطيع الله أن يستخدم كل أنواع البشر لإتمام مقاصده الصالحة ... ولو كانوا أناساً مثلك ومثلي!