القديس الأنبا مكاري
أسقف سينا المتنيح
نشأته:
X ولد الطفل نبيل رياض بسوهاج يوم خميس العهد الموافق 12 مايو 1940 لتبدأ حياته بعهد مع الله.
X وبعد ولادته ترى أمه في نومها حلماً وإذ بالسيدة العذراء تأخذ الطفل نبيل منها لتضعه في حجرها .. وكأنها تقول انه صار ابنا لها.
X أصيب بحمى شديدة عندما كان عمره سنتين .. وأوشك على الموت أخذته والدته وذهبت به إلى دير الشهيد العظيم مارجرجس بالبلينا وتركته أمام الهيكل .. وشفي بشفاعة الشهيد العظيم مارجرجس
X نشأ في أسرة مكونه من أب طيب وضميره نقي وأمين في العمل وأم قويه في الإيمان وأخين وثلاث أخوات.
X كان ينموا في القامة و النعمه عند الله والناس .. ومحباً للكنيسة منذ صغره ومواظباً على حضور القداسات ومدارس الأحد.
X أنعم عليه الرب منذ صغره بالرؤى الروحية .. فكان يرى أثناء التناول حمام في الهيكل .. وفي إحدى المرات رأى صورة رب المجد فوق الصينية.
X أعطاه الرب عقلاً حكيماً منذ صغره .. وكان قليل الكلام ومفضلاً للصمت.
X أحب سير القديسين وتشبع بها وسار على نهجهم.
X تدرج أثناء الدراسة بيسر وتفوق.
X كان هادئاً في المرحلة الإعدادية والثانوية .. تجنب تصرفات الفتيان المعثرة وزاد ارتباطه بالكنيسة ، وبأب اعترافه.
X ازداد لديه الوعي الروحي .. مما جعله خادماً وعمره ستة عشر عاماً.
X التحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس وتغرب عن أسرته بصعيد مصر .. وارتبط بالأسرة الجامعية . ولم تبهره معالم القاهرة وهو آت من الصعيد كما يحدث للبعض.
X محبته للرب يسوع كانت تجعله يخدم كثيراً .. والرب كان يكافئه بالنجاح الدائم وأنعم عليه بتقدير عالٍ خاصة في البكالوريوس.
X تخرج من كلية هندسة عين شمس بعد أن حصل على بكالوريوس هندسة مدني عام 1961.
X عين مهندساً للري عام 1961 في سوهاج .. وخدم باجتماعات الشباب.
X نظامه اليومي يبدأ بالاستيقاظ للصلاة ثم قراءة الإنجيل .. والخروج إلى العمل .. بعد العودة من العمل يكمل صلواته .. ثم يبدأ قراءاته الروحية حتى ميعاد خروجه للخدمه والافتقاد.
X كان دخله الشهري موزعاً بين احتياجاته الضرورية واحتياجات الخدمة .
X أجازته السنوية كان يقضيها بالأديرة للخلوة والصلاة والقراءة والتعليم.
X انتقل للعمل بهندسة ري جرجا ، وهناك وجد شخصيات عملاقة في الخدمة ، وبأت خدمتهم بكنيسة مارجرجس بجرجا .. وامتدت من ابوتيج شمالاً .. حتى نجع حمادي جنوباً في خدمة اجتماعات شباب وشابات وعشيات بالكنيسة .. وافتقادات .. وحالات خاصة.
X نقل الى طنطا في 2 ديسمبر 1970 وقضى بها قرابة العام والنصف وكان يخدم في فصول مرحلة ثانوي وشباب الجامعة بكنيسة مارجرجس بطنطا.
X بعد ذلك نقل الى بسيون حيث أقام نهضة روحية بتلك المدينة.
X ثم إلى مدينة بلقاس بمحافظة كفر الشيخ وكانت له هناك خدم ناجحة.
ذهابه إلى الدير:
X ذهب إلى دير أنبا مقار في ابريل عام 1973.
X ترهب بتاريخ 25 ديسمبر1973 ودعي باسم مكاري.
X قال له رئيس الدير انك راهب منذ أكثر من سنتين . إذ وجده حافظاً لمزامير الأجبية ومعظم كتب الابصلمودية والألحان .. وأجزاء من الكتاب المقدس وكثير من أقوال الآباء.
X سلك في الحياة الرهبانية بكل جدية ونشاط وأصوام وسهرات وصلوات وعاش حياة نسكية بمعنى الكلمة
X رسم كاهن في مايو 1977 بيد نيافة الأنبا ارسانيوس وخدم بابراشية المنيا وأبي قرقاص مع الراهب القس سلوانس المقاري.
X أقام القداسات وخدم في اجتماعات عامة وشباب وشابات وخدمة طلبة الجامعة .. بعث في الجميع الوعي السليم لممارسة سر التوبة والاعتراف
X قضى عاماً واحداً للخدمة بالمنيا ثم عاد إلى ديره.
X في عام 1979 خدم بدير السيدة العذراء بدرنكة في أسيوط لمدة عام ونصف.
X كل الذين اعترفوا لديه .. أحبوه وارتبطوا به لشعورهم بأنه ربطهم بالله برباط سليم قوي . وكان بداخله أبوة عجيبة ومحبة باذلة.
X عاد مرة أخرى إلى دير الأنبا مقار ، ارتبط بعمال الدير واخذ اعترافاتهم فأحبوه جداً لأنه كان طويل الأناة .. وعطوف عليهم.
X انتقل إلى دير الأنبا بيشوي في أواخر عام 1985 وظل يعمل في الإنشاءات المعمارية الخاصة بالدير حتى عام 1988.
X انتدبه قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث للخدمة بالعريش وبناء كنيسة بمدينة رفح وذلك في 17 نوفمبر 1988.
X قام ببناء كنيسة جديدة باسم الشهيد االعظيم مارجرجس والأنبا انطونيوس التي قام بتدشينها قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث عام 1995.
X أنشأ مقر الأسقفية بضاحية السلام . يعلوه كنيسة باسم السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل .. قام بالكثير من الانجازات الأخرى.
X خدم في الكنيسة بكل أمانة . ووعظ وفسر كلمة الله وسير الآباء من خلال عظات عميقة وكثيرة مسجلة.
X صلى القداسات بروحانية عالية وكل من حضر قداساته شعر كأنه محلق في السماء.
X أعطاه الرب نعمة الإرشاد.
X كان يخفي جهاده ومتاعبه وأمراضه ومشاكله عن أولاده وكل من يقابله يجده فرحاً ومملوءاً بالسلام.
X كان يقدس الوقت ولا يسمح بإضاعة الوقت في أمور لا تفيد الخدمة والمخدومين.
X كان يعمل في صمت ، ولا يعرف أحد ما يفعله إلا بعد أن ينتهي العمل.
X خدم إخوة الرب والأسر المستورة في خفاء وبمحبة عجيبة ، وكان يوجه أولاده المتيسرين مادياً لأخذ بركة خدمة إخوة الرب.
X كان كثير السفر لافتقاد أولاده في كل مكان .. وسعى وراء نفوس كثيرة لأجل خلاصها بكل تواضع ودموع طول أناة.
X وعاش حياة زهد وفقر حقيقي مصلياً من أجل شعبه.
X وفي طريق عودته من القاهرة إلى العريش كانت النهاية مؤلمة ، وصعدت روح سيدنا إلى السماء، وعبر وسط الجميع بهدوء وخرج من العالم دون أن يشعر به أحد.
X لقد كانت الحادثة مريعة ومفجعة وراح سيدنا ضحيتها وانطلق إلى السماء .. إلى أحضان من أحبه وعاش أميناً في خدمت،جاعلاً دمه شاهداً أنه جاهد حتى الدم.
انتقاله إلى السماء
فقد كان أبينا أميناً في القليل ، فأقامه الرب على الكثير واستحق الأفراح السمائية التي لا ينطق بها ، فقد انتقل أبينا المحبوب نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاري إلى الأمجاد السمائية أثر حادث أليم في طريق الإسماعيلية وكان ذلك في حوالي العاشرة مساء الثلاثاء 25 يوليو2000.
كلمة مجلة الكرازة عدد الجمعة 11 أغسطس 2000
X لقد خسرت الكنيسة المجاهدة هذا الأسقف الذى عاش بجدية الرهبنة، وبنشاط الأسقفية والرعاية، بعد أن ترك يصماته في الخدمة والتعمير في كل الأديرة التي عاش فيها، وفي أبراشية سيناء التي بدأ فيها الخدمة من لاشيء، وجعلها إيبارشية عامرة بالخدمة.
X أسس كنائس في العريش ورفح وشرم الشيخ وبدأ الصلاة في طور سيناء، كما بدء بناء بيت للخدمة في العريش.
X كان دائم الحركة والسفر والعمل لآجل الخدمة.
X كان لايتكلم كثيراً، بل يعمل في صمت، وأحبه شعبه.
X أنتقل الى احضان القديسين في الساعة العاشرة مساء الثلاثاء 25 يوليو عام 2000 أثر حادث أليم لسيارته بطريق القاهرة الاسماعلية.
X حضر الصلاة على جثمانه الطاهر قداسة البابا شنودة الثالث ومعه 24 من الآباء المطارنة والاساقفة وعشرة من الآباء الكهنة سافروا بالطائرة من القاهرة الى العريش.
ذكريات ومعجزات القديس الأنبا مكاري
X في جلسة مع أحد أباء رهبان برية شيهيت قال: تمت معرفتي بقدس أبينا مكاري في شهر يوليو 1977 في مطرانية المنيا .. كنت أود أن أعيش مع المسيح دون التقيد مع طائفة معينة . وعدم التزامي بالأرثوذكسية بالرغم من أن نشأتي وتربيتي في كنيسة أرثوذكسية. وبعد اعتكاف لمدة عشرة أيام كاملة لفحص الإنجيل بما يخص الطوائف .. خرجت من المنزل بدون اتجاه ولكن طلبت من الرب توجيهي حسب مشيئته . فتقابلت مع أحد أصدقائي وقال لي أنه ذاهب إلى اجتماع لسيدنا وسألته لماذا اجتماع سيدنا .. ولماذا الأرثوذكسية بالذات. وعندما وجد أسئلتي صعبة عليه . قال لي لنذهب إلى اثنين من لرهبان في المطرانية . واتفقنا في الطريق أن نجلس مع أبينا سلوانس المقاري . وعند وصولنا إلى مقر المطرانية تقابلنا مع أب راهب وقبل أن نتكلم معه قال لنا .. أهلاً يا أخ فلان وذكر اسمي بدون سابق معرفة ودون أن يخبره صديقي عني. بل وقال لنا انتم تريدون أبانا سلوانس .. وهو موجود بالداخل فنظرت إلى صديقي متعجباً وأنا في دهشة شديدة .. متسائلاً كيف عرف اسمي وكيف عرف مطلبي دون أن نسأله .. فقال لي صديقي .. لا تتعجب لأنها حدثت معي الأسبوع الماضي.
X ومرت الأيام وكنت أجلس مع قدس أبينا مكاري للاسترشاد والاعتراف ... وفي جلساتي معه كان يكشف لي أسراري التي كنت أخجل من الحديث عنها بجوانب تفصيلية وليس بكلام عام . وكل الذين تقابلوا معه كانوا يخرجون وهم في علاقة شخصية بالرب يسوع وفي دهشة لكشف أسرارهم. فأحيانا كان يرسل لأولاده أحد لكي ينقذهم من خطية أو من شر سوف يحدث
X مهندس /ح.و.الإسكندرية
كنت في حرب السادس من أكتوبر ضابطاً للكباري على قناة السويس بالإسماعيلية وكانت زوجتي وابنتي بالقاهرة في شدة الخوف والقلق ولا تعلمان أي شئ عني وفي مرة أثناء وجودي في الخيمة وأصوات أهوال الصواريخ والقذائف رأيت رؤيا قديساً راهباً شيخاً واقفاً أمامي ويبتسم لي فقلت له من أنت .. أأنت الأنبا أنطونيوس ؟ .. أأنت الأنبا شنودة .. فلم يجبني.
واختفى ثم استيقظت مسروراً مطمئناً أنني سأعود سالماً لزوجتي وابنتي وتذكرت أن هذا القديس رأيت صورته في صالة الضيافة بدير الأنبا مقار عندما زرت الأنبا مكاري عندما كان راهباً في الدير لأنني تربطني به محبة كبيرة وبعد انتهاء الحرب عند عودتي إلى القاهرة أخبرتني زوجتي بأنها أرسلت لأبينا مكاري خطاباً يصلي من أجلي إذ تشفع بالقديس أنبا مقار الذي ظهر لي في الخدمة يطمئنني.
X يقول الأخ / ج.ش القاهرة:
أثناء زيارة سيدنا لإحدى المدن البعيدة عن العريش ذهب لإحدى الأسر لافتقادها وعندما دخل البيت وصلى وجد أن المبنى يحتاج لترميم فكلف أحد الخدام بعمل الترميم المطلوب ومن ضمنها عمل سقف لإحدى الغرف ثم أخذ ورقة وكتب احتياجات الأسرة ومن ضمنها دولاب وبعد أسبوع قال لي سيدنا أرسلت الدولاب فقلت لا يا سيدنا لأني لم أجد سيارة ذاهبة للمكان فقال لي يوجد دولاب بالمطرانية ضعه على سيارتي (بيجو504) فقلت له يا سيدنا مش هاينفع فقال لي قول حاضر – فقلت له الدولاب ثقيل ولا استطيع رفعه لوحدي فقال أرفعه معاك ورفعه معي وأنزلناه من الدور الثالث حتى الباب العمومي للمطرانية وإذ باثنين من الشباب رفعوا الدولاب على شبكة السيارة ثم في الطريق قلت لنفسي الناس تقول علينا ايه ووجدت سيدنا يقول من نفسه يا أخ .... إحنا لو أخذنا على كلام الناس مش حنعمل حاجة
X يذكر لنا قدس أبونا /أ.ص. كنيسة مارجرجس العريش
أتذكر يوماً كنا متحيرين بخصوص موضع المكان الموجود فيه جسد سيدنا أنبا مكاري وأثناء نومي أجد سيدنا يأتي وعلى وجهه ابتسامته الرقيقة الرائعة ويمسك بيدي ويتمشى معي داخل المكان ويحدد لي موضع واتجاهات الدخول والخروج وما يجب عمله في كل جزء ، ويقدم الشكر لكل أولاده الذين تعبوا معه ..
وبالفعل تم تنفيذ كل ما طلبه وأرشدنا إليه سيدنا أنبا /مكاري.
بركة صلواته تكون مع جميعنا آمين
من كتاب الأنبا مكارى تعاليمه ومعجزاته