تفسير المزامير
ان المفتاح لبركات الله يبدأ بثلاثة "لم"( مز1:1)
الأولى: طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار - أي لا يسير بحسب نصائح وخطط وأهداف غير الأتقياء، فإن هؤلاء قد تكون لهم مبادئ راقية وجيدة ومحترمة وتتفق مع الأنماط الأخلاقية المقبولة في المجتمع ولكن هذا لا يجعل منهم مؤمنين. فإن الاستقامة الظاهرية والأعمال الصالحة لا تضمن بركة الله.
والثانية: وفي طريق الخطاة لم يقف - أي لم يقف عاجزا وخاضعا - فالخاطئ هو الإنسان العادي الذي يتجاهل المبادئ الكتابية. فهو يتكلم ويتصرف ويفكر في نفسه، لذلك فلا مانع لديه أن يتبع الغش والأساليب الدنيئة إذا كان هذا يخدم أغراضه.
والثالثة: وفي مجلس المستهزئين لم يجلس - أي لا يجلس مستريحا ومسترخيا -فالمستهزئ هو الشخص الذي اتخذ موقفا مضادا لله، وهو يبدي عداء نحو جميع المسيحيين المؤمنين بالكتاب المقدس، معتقدا بأنه لا توجد ديانة صائبة أو أن جميع الديانات مقبولة طالما أنها لا تؤذي الآخرين. وبهذه الطريقة فهو يعتبر نفسه متسع الذهن وكريم الخلق، في حين أنه في الواقع يقف موقف العداء تجاه الله وتجاه الكتاب المقدس بصفته الإعلان من الله الواحد الحقيقي والمرشد الحقيقي الوحيد في الحياة. إن المستهزئ يسلم إلى ذهن مرفوض (رومية 28:1).
وعلى عكس ذلك، فإن الإنسان المطوّب هو إنسان ينعم بالبركات الغزيرة. فالكلمة العبرية "طوبى" تحمل معنى السعادة وهي الحالة التي تتحقق للذين يتجنبون طرق الخطية. لذلك فالبركات ليست مكافأة على الأعمال الحسنة بقدر ما هي نتيجة للحياة التي تتصف بالسير مع الله والطاعة لكلمته. وعلى العكس، فإن الشقاء هو النتيجة المحتومة لطريق الأشرار والخطاة والمستهزئين. إذ أن طريق الغادرين هي طريق وعرة (أمثال 15:13).
إحدى صفات الإنسان المطوّب هي أنه يجد مسرّته في ناموس الرب (مزمور 2:1). فإن رغبته هو أن تكون حياته متوافقة مع إرادة الله المعلنة في كلمته، وأن تتشكل طباعه بحسب إرادة الله المعلنة. إنه يعرف أن الله قد أعطانا كلمته لتكون المصدر الوحيد للإرشاد اليومي وأيضا للقوة.
لم يأت المسيح ليعفينا من بر الناموس ولكن لكي ينقذنا من عقوبة الناموس، ثم بعد ذلك يحررنا من سلطة الخطية، لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح (رومية 4:
.
البعض يطيعون وصايا كلمة الله لأنهم يشعرون أنهم مضطرين لذلك، ولكن الإنسان المطوّب هو الذي يطيع الناموس لأنه يسر بإرضاء الرب. إنه يستمتع بعمل الصواب لأن الله كتب ناموسه على قلبه، إذ أن كل غرائز الحياة الروحية تتجه إلى عمل مشيئة الله. إن شهادة المسيحي هي هذه: أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت، وشريعتك في وسط أحشائي (مزمور 8:40).
إعلان عن المسيح:
بصفته ابن الله (مزمور 7:2). "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3؛ أيضا أعمال 33:13؛ عبرانيين 5:1).
أفكار من جهة الصلاة: صل بطريقة تجعل الآخرين يتشجعوا هم أيضا على تمجيد الله (يهوذا 24- 2