حياة التسليم
" سلم للرب طريقك واتكل عليه ، وهو يُجرِى " ( مز 35 : 5 )
+ نصيحة المرنم – لكل واحد – أن يُسلم حياته لله ، ويخضع له ، فى كل اختياراته له ، مهما كانت طبيعتها ونتائجها فى حينها ، لأنها لصالحة دائماً .
+ فاختيار الله ، يصلُح لنا دائماً ، وعلى المدى البعيد .
فقد تعلق شاب بفتاة جميلة ، ولم يستطع أن يتزوجها بسبب ظروفه المالية الصعبة ، فتزوجها شاب آخر أكثر استعداداً منه !! وفى حينه تأثر الشاب ، وحزن كثيراً لعدم تحقبق الله لأمله ( كما كان يعتقد ) .
ثم سلّم أمره لله ، وخضع لمشيئته بإيمان ، فرتب الله له – فيما بعد – شريكة صالحة ، ساعدته فى خدمة الله ، بينما علم أن الزوجة الأخرى اثارت مشاكل كثيرة لشريكها .
فشكر الله على حُسن اختياره ، ولأنه فوض أمره اليه بثقة ، وما أحلى حياة التسليم الكامل للإرادة الألهية العظيمة ، وخاصة فى الظروف الحرجة ، والمواقف الصعبة .
+ والتسليم هو إحدى نتائج الإيمان ، المُدعم بوسائط النعمة ( غل 5 : 23 ) ، وهو يقود إلى الهدوء والسلام ، والصبر والشكر ، وانتظار الله ، إلى أن يحل الوقت المناسب لإستجابة الطلب ، كما حدث لإبراهيم وسارة ، وزكريا واليصابات ، وهو ما تم فى حينه الحَسن .
+ ويسجل سفر أعمال الرسل ، أن القديس لوقا البشير كان مرافقاً للقديس بولس الرسول ، فى الرحلة الأخيرة للمحاكمة أمام الأمبراطور الرومانى فى روما ، وقد هاج البحر بشدة ، ولم تستطع السفينة أن تستمر فى السير فى هذا النوء العظيم ، وقال البشير – بروح الإيمان والتسليم : " ولما سلّمنا ( أمرنا لله ) فصرنا نُحمل " ( أع 27 : 15 ) .
ثم سمع القديس بولس وعد الله - فى رؤياه – بأنه من أجله قد أنقذ كل الركاب ، وهو ما حدث بالفعل ، رغم تحطم السفينة بالكامل ( أع 27 : 44 – 45 ) .
فما أجمل حياة التسليم لله ، وقبول مشيئته الصالحة لنا .
+ وليتك – يا أخى / يا أختى – تُسلم كل أمورك الصعبة للرب ، لكى يُدبر أمورك بالطريقة التى يراها ، وفى المواعيد التى يختارها لك ، ولا تتسرع فتفشل ، وتيأس من عدم تحقيق الأمال فى الحال .
+ وأرتبط بوسائط النعمة كلها ، لتزداد درجة إيمانك ، وتسلم لله أمرك ، وتعيش هادئ البال فى كل حال .