ففي نصف الليل صار صراخ: هوذا العريس مُقبل فاخرجن للقائه ( مت 25: 6 )
العريس في هذا المثل هو ربنا يسوع.
أ فليس عجيبًا أن نقرأ قول المسيح هنا:
«فيما أبطأ العريس»؟
ألم يذكر هو له المجد 4 مرات في سفر الرؤيا هذا القول المعزي:
«أنا آتي سريعًا» ( رؤ 3: 11 ؛ 22: 7، 12، 20)؟
قد يبدو للوهلة الأولى أن هناك تضاربًا في تلك الأقوال،
لكن حل هذا الإشكال سهل، ويتوقف على الوجهة التي ننظر بها للمسألة:
هل نحن ننظر إلى المسألة من وجهة نظرنا نحن، أم من الوجهة الإلهية؟
يقول الرسول: «لكن لا يَخفَ عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء:
أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد» ( 2بط 3: 8 ).
معنى ذلك أن فترة الألفي عام هي في نظره، وهو الأزلي الأبدي، تُعتبر مثل يومين،
لكن حين تأتي لحظة مجيئه، هل يمكن أن يتأخر عن موعده ولو يومًا واحدًا؟ أبدًا،
ولا لحظة واحدة، لأن اليوم الواحد عنده كألف سنة. ويخلص الرسول إلى القول:
«لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى علينا،
وهو لا يشاء أن يهلك أُناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة» ( 2بط 3: 9 ).
ويوضح المسيح في هذا المَثَل أنه قد مرت في تاريخ المسيحية ثلاث فترات متميزة الواحدة عن الأخرى.
الفترة الأولى
خروج العذارى للقاء العريس، وهذا يمثل العصر الرسولي وما تلاه.
الفترة الثانية
: ”نعسن جميعهن ونمن“، وهي تمثل العصور الوسطى المظلمة، عندما غاب رجاء مجيء المسيح عن الأذهان.
الفترة الثالثة
قيام الجميع وإصلاح المصابيح بعد صرخة نصف الليل المدوية، مُعلنة قرب مجيء العريس،
وهي تمثل اكتشاف حقيقة قرب مجيء الرب، وهذه بدأت حركاتها الأولى في آخر القرن الثامن عشر،
واكتملت ملامحها في القرن التاسع عشر.
وما أفعل الصرخة التي تدوي في نصف الليل! نتعلم من المَثَل أنه قد تأثر بها حتى الذين لا يملكون الزيت في المصباح.
وهكذا فنحن اليوم نقرأ تفصيلات مجيء الرب على صفحات الجرائد والمجلات،
وتعقد لها الندوات في وسائل الإعلام، بين مُعارِض ومؤيد، وتعليقنا الوحيد على ذلك أنها بلغت إلى جميع الناس،
الأمر الذي جعل مسؤولية قبول ذلك الحق أو رفضه مسؤولية فردية تمامًا. طوبى لمن يقبله بقلبه،
ويستعد لتلك اللحظة السعيدة، ولذلك المجيء المرتقب، والويل لمن يتعامى عن هذا الحق الصريح، ويتجاهله