عادل جبران
المدير العام
عدد المساهمات : 851 نقاط : 1875 تاريخ الميلاد : 16/09/1950 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 العمر : 74 الموقع : حضن الرب يسوع
| موضوع: عيد الميلاد بين 25 ديسمبر أو 7 يناير السبت ديسمبر 11, 2010 7:19 pm | |
| عيد الميلاد بين 25 ديسمبر أو 7 يناير من الملاحظ تاريخيا أنه منذ القرن السادس عشر وحتى الان لم تتفق الطوائف المسيحية فى العالم كله من مشارق الارض الى مغاربها على توحيد يوم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد. فالكنيسة الغربية فى بلاد اوربا وعموما امريكا تحتفل بعيد الميلاد فى اليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام, بينما يحتفل الشرقيون فى السابع من شهر يناير الذى يقابل 29 كيهك عند الاقباط الارثؤذكس. : منتدى أرثوذكس http://orsozox.mx.ma/vb/showthread.php?p=2362
لماذا هذا الاختلاف؟ ومن أين جاء ؟ ومتى أبدا؟ ومن الذى أحدثه؟ وهل هناك امكانية لارجاع الامور كما كانت عليه من قبل القرن السادس عشر أى قبل حدوث هذا الاختلاف؟
فى حقيقة الامر كان العالم المسيحى كله, فى الشرق والغرب على حد سواء,قبل القرن السادس عشر وبالتحديد قبل عام 1582م,يحتفل بيوم عيد الميلاد فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبرالذى كان يقابل عند الاقباط الارثوذكس اليوم التاسع والعشرين من شهر كيهك الا انه فى سنة1582م, قام البابا غريغوريوس الثالث عشر البابا الرومانى, بادخال بعض الاصلاحات على التقويم المعمول به وقتئذ باضافة عشرة أيام عليه بدعوى ان التقويم السارى فى ذلك الوقت كان تقويما خاطئا حسابه ويجب أصلاحه. مما اسفر عن وجود هذا الخلل فى التقويم نتيجة نلك الاصلاحات المزعومة.
ولكى نشرح الامور بشكل أدق وتفصيل أكثر يجب علينا القاء الضوء ولو بشكل موجز على ماهية التقويم وأنواع التقاويم حتى نعرف الفروق الفلكية فى التوقيت بينهما, وكيف بدا الاختلاف فى حساب كل تقويم.
فالتقويم عبارة عن احصاء للايام والاسابيع والشهور والسنوات وفصول السنة وربطها بحدث معين يكون اساسا لهذا الاحصاء فمثلا ظهور الهلال القمرىهو حدث يرتبط به احصاءالشهور القمرية والسنين القمرية, حيث ان الفترة المحصورة بين ظهور هلالين قمرين متتالين تشكل ما يسمى بالشهر القمرى, وكل 12 شهرا قمرى تكون سنة قمرية, وهذا ما يسمى بالتقويم القمرىحيث يتخذ حدث ظهور الهلال القمرى اساسا له.
وقد كان للمصريين القدماء باع طويل فى حساب الفلك وارساء قواعد التقويم فهم أول من عرفوا البوم والاسبوع فالشهر والسنة, وقسموا اليوم الى 24 ساعة والساعة الى 60 دقيقة ........وهكذا ونورد هنا موجوا لانواع التقاويم المتعارف عليها :
أ - التقويم الشمسى :
يرجع هذا التقويم فى اصله الى عام 4241ق.م حيث كان كهنة الاله " رع" (اله الشمس عند القدماء المصريين) هم اول من اكتشف هذا التقويم واصبح معمولا به رسميا فى عهد المللك زوسر أول ملوك الاسرة الثالثة حوالى سنة 2780-2761 ق.م
وقد تم وضع هذا التقويم على اساسا ان السنة الشمسية تتكون من 365 يوما وتنقسم الى 12 شهرا يضم كل منها 30 يوم ثم تضاف خمسة ايام فى نهاية الاثنى عشر شهرا يطلق عليها الشهر الصغير.وهذا الشهر الصغير كان يعتبر شهر كاملا فى الدواوين الحكومية وكانت الحكومة تصرف للموظفين رواتبهم عنه, وظل هذا التقليد متبعا فى مصر منذ عصر الفراعنة وحتى ايام الخديوى اسماعيل باشا الذى استخدم ولاول مرة التقويم الغريغورى فى ستمبر 1875م فى مصر بسبب طغيان النفوذ الغربى فى البلاد
ب - التقويم النجمى
يعتمد هذا التقويم على نجم الشعرى اليمانية المعروف باسم (sirius), ويعد من المع نجوم السماء بعد الشمس ويعطى من الضوء والحرارة اكثر مما تعطى الشمس بمقدار 26 مرة, ويتم دورته حتى يعود الى برجه مرة اخرى فى دورة وتستغرق 365 يوما وربع اليوم.
وكان قدماء المصريين هم ايضا اول من اكتشفوا هذا التقويم غير انهم لم يكونوا غافلين ابدا عن مقدار الفرق بين التقويمين الشمسى والنجمى كما انهم اكتشفوا مدى دقة التقويم النجمىعن التقويم الشمسى وبالتالى كان لهم فى معاملاتهم نوعين من التقويم: الاول : يطلق عليه السنة المدينة الشمسية ومدتها 365 يوما الثانى : يطلق عليه السنة الشعرية ( نسبة الى النجم الشعرى) ومدتها 365 يوما وربع اليوم ( اى ست ساعات)
ج - التقويم القبطى
وبدا العمل بهذا التقويم القبطى عام 284م اى ان السنة الاولى للشهداء فى هذا التقويمكانت عام 284 م, ويرجع فى ذلك الى الاضهطادات الشديدة التى اوقعها دقلديانوس الكافر على المسيحيين
ويرجع التقويم القبطى المعمول به حاليا فى الكنيسة القبطية الارثوذكسة فى ساسه الى التقويم المصرى النجمى القديم المعروف فى العالم منذ عام 4241ق.م وكان اول من وضعههى العلامة توت رب العلم ومخترع الكتابة عند القدماء المصريينلذلك أطلق اسمه على ازل شهور السنة القبطية ( توت)
وفى التقويم القبطى نجد نوعين من السنوات: النوع الاول - سنوات كبيسة وتنقسم الى نوعين · سنة كبيسة عددية:ومن خصاءصها ما يلى (1) تقبل القسمة على 4 مع وجود باق مقداره 3 (2) يكون عدد أيام الشهر الصغير فيها 6 أيام (3) يكون مجموع ايامها 366 يوما (4) يكون صوم عيد الميلاد فيها 43 يوما (5) يقع عيد الميلاد فيها يوم 29 كيهك
· سنة كبيسة ابقطية ومن خصائصها الاتى: (1) تقبل القسمة على 4 بدون باق (2) يكون عدد ايام الشهر الصغير فيها 5 ايام (3) يكون عدد ايامها 365 يوما (4) يكون صوم الميلاد فيها 42 يوما (5) يقع عيد الميلاد فيها يوم 28 كيهك (6) النوع الثانى - سنوات بسيطة: وهى السنوات التى تقبل القسمة على 4 مع وجود باق مقداره 2 او 1 يوم, ويكون صوم عيد الميلاد 43 يوما, كما يقع عيد الميلا فى 29 كيهك.
وبايجاز شديد نقول ان السنة التى تقبل القسمة على اربعة بدون باق يكون الاحتفال فيها بعيد الميلاد المجيد يوم 28 كيهك, بينما السنة التى تقبل القسمة على 4 مع وجود باق 1,2,3 يقع عيد الميلاد فيها فى 29 كيهك, وعلى الرغم من كل ما سبق نجد ان عيد البشارة دائما ثابت فى موعده (29 برمهات) كذلك عيد الظهور الالهى ( الغطاس) يقع دائما يوم 11 طوبة ولا يتاثر بنوع السنة سواء كانت كبيسة ام بسيطة.
د - التقويم اليوليانى أخذ هذا التقويم من اسم الامبوراطور يوليوس قيصر الامبراطور الرومانى الذى قام فى سنة 46 ق.م باستدعاء العالم المصرى سوسيجينوس بغرض اصلاح السنة الرومانية التى كانت فى البدية تتكون من 304 يوم وعدد شهورها عشرة أشهر زيدت فيما بعد شهرين اخرين لكن الامبراطورى يوليوس قيصر اراد اصلاح هذا التقويم لما به من خلل, فقام العالم الفلكى المصرى سوسيجنيوس باصلاح السنة الرومانية,بحيث جعلها تتطابق تماما مع السنة المصرية التى تتخذ التقويم النجمى اساسا له ومدتها 365 وربع يوم . وسمى الشهر السابع يوليو نسبنة الى يوليوس قيصر واغسطس نسبة الى الامبراطور اعسطس قيصر.
هـ - التقويم الغريغورى: ينسب هذا التقويم الى البابا غريغوريوس الثالث عشر البابا الرومانى الذى اعتلى الكرسى الباباوية الرومانية فى الفترة من بين 1752/2/13 حتى 1585/10/10م . وقد كان هذه التقويم الذى بدا العمل به ابتداء من سنة 1582م هو السبب الاساسى فى ايجاد الفرةق ةالاختلافات, الامر الذى أحدث عدم توحيد يوم عيد الميلاد ما بين الكنائس الشرقية والغربية فبمقتضى هذا التغير قام الابا الغريغوريوس بنقل جميع الاعياد من التقويم اليويانى الى التقويم الغريغورى مما ترتب عليه احتفال الغرب 25 ديسمبر من كل عام بينما يحتفل الشرقيون فى 7 يناير من كل عام كيف حدث ذلك ؟ ولماذا؟
لما كان التقويم اليوليانى هو المعمول به وقنئذ, وباعتباره تقويما نجميا وضع مطابقا للتقويم المصرى القديم ومدته 365 يوما وست ساعات , اعتقد فليكو البابا غريغوريوس اعتقادا خاطئا ان التقويم اليوليانى هو تقويم شمسى وقالوا بان التقويم الشمسى المظبوط هو الذى تتم فيه دورة الارض حول الشمس مرة واحدة كل 365 و5 ساعات و48 دقيقة و64 ثانية
وبعملية حسابية بسيطة يكون فرق بين التقويمين كالاتى
ثانية دقيقة ساعة يوم
التقويم اليوليانى - - 6 365 التقويم الغريغورى 46 48 5 365 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ 14 11
وهذا الفرق ( 11 دقيقة و 14 ثانية) يكون فى مجمله يوما كاملا كل حبقة زمنية مقدارها 128 سنة تقريبا. وبالتالى تكون الفروق التى تجمعت منذ ابتداء العمل بالتقويم اليوليانى (46ق.م) حتى سنة 1992هى 15 يوما كاملا حسابها كالاتى
1992+46ق.م=2038*128=15.921أى اقل من 16 يوما ولكن الذى حدث ان الفلكلى البابا الغريغوريوس عندما ارادوا اصلاح التقويم اليوليانى قاموا بحساب هذة الفروق اعتبارا من سنة 325م وهى السنة التى التى انعقد فيها مجمع نيقية المسكونى الاول, والذى تقررفيه تفويض بابا الاسكندرية بتحديد عيد الفصح المسيحى وجعله بعد عيد الفصح اليهودى وابلاعه بكافة الكنائس فى العالم, فجرى اصلاح السنة اليوليانية اعتبارا من هذه السنة ربما لاغراض قصد بها التعتيم على دور بابا الاسكندرية فى تحديد مواعيد الاعياد وابلاغها للكنائس الاخرى ومنها كنيسة روما وربما لاغراض سياسية اخرى.
وكانت الفروق التى تجمعت بين التقويمين على مدى الفترة الزمنية ما بين سنة 325م وحتى عام 1582م( السنة التى جرى فيها التعديل) فوجدت انها عشرة ايام , فنام الناس ليلة 5 اكتوبر 1582م ( اى مساء يوم 4 اكتوبر) واستيقظوا صباح اليوم التالى ليجدوا انفسهم فى اليوم 15 اكتوبر عام 1582مبمعنى ان السنة اتقدمت عشرة ايام للامام.!
واذا اعتبرنا ان الفرق بين التقويمن الغريغورى ( الشمسى) واليوليانى( النجمى) يكون فى مجمله يوما كاملا كل 128سنة تقريبا فانه منذ عام 1582 حتى عام 1992 يكون الفرق كالتالى: فرق السنوات هو 1992-1582=410 فرق التقويمين هو 410*128=3.2يوما وباضافة 3 ايام الى حساب 10 ايام تكون مجمل الايام 13 يوما وهى التى احدثت الخلل والاختلافات والحقيقة ان البابا الغريغورى هو الذى احدث هذا الانقلاب بما قام به من تعديل للتقويم ونقل جميع الاعياد ومن ضمنها عيد الميلاد فترتب على ذلك ايجاد لـ 10 ايام قبل عام 1582 وثلاثة بعد1582 حتى الان مما جعل يوم 25غريغورى يتقدم على 25 اليوليلنى بمقدار ذلك الفرق فى الوقت الذى كان فيه الاخير يطابق تماما يوم 29 كيهك عند المصريين فاصبح الشرقيون يتبعوا تقويمهم الاصح عن التقويم الغريغورى.
[size=21]عن كتاب[/size]
[size=21]عيد الميلاد المجيد بين 25 ديسمبر ام 7 يناير[/size] | |
|